الكرملين ينفي شن هجوم كيميائي في سراقب … روسيا تريد جثامين عسكرييها.. وإلا

الكرملين ينفي شن هجوم كيميائي في سراقب … روسيا تريد جثامين عسكرييها.. وإلا

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٣ أغسطس ٢٠١٦

وصف الكرملين أمس الأنباء عن شن هجوم كيميائي روسي في المنطقة التي سقطت فيها المروحية الروسية «مي 8»، بـ«المختلقة إعلامياً».
وحاز إسقاط المروحية في محافظة إدلب، في طريق عودتها من أداء مهمتها الإنسانية في حلب إلى قاعدة حميميم الجوية بمحافظة اللاذقية، على اهتمام الصحف ووسائل الإعلام الروسية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن مقتل العسكريين الذين كانوا على متن المروحية، وذلك على حين نشرت حسابات معارضة على مواقع التواصل صور وفيديوهات لجثامين العسكريين وأوراقهم الثبوتية. وبينما توقعت وسائل إعلام أن توجه روسيا إنذاراً إلى المسلحين: «إما أن تعيدوا الجثامين، أو نبدأ بقصف جوي واسع للمنطقة»، أشارت أخرى إلى أن القوات الروسية ستنتقم لإسقاط المروحية.
وزعمت مصادر معارضة أن طائرة هليكوبتر أسقطت عبوات من الغاز السام ليل أمس الأول على بلدة سراقب القريبة من المكان الذي أسقطت فيه المروحية مي 8. ونقلت وكالة «رويترز» عن متحدث باسم «الدفاع المدني السوري» المعارض، أن 33 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال تأثروا بالغاز في سراقب الخاضعة لسيطرة جيش الفتح الذي تقود «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً). وقال المتحدث من دون أن تذكر الوكالة اسمه: «سقطت براميل متوسطة الحجم تحوي غازات. لم يتمكن الدفاع المدني السوري من تحديد نوع الغاز».
ونشر «الدفاع المدني السوري»، الذي يصف نفسه بأنه مجموعة محايدة من المتطوعين في أعمال البحث والإنقاذ تسجيلاً مصوراً على موقع «يوتيوب»، يظهر فيه عدد من الرجال يحاولون التنفس بصعوبة ويزودهم أفراد يرتدون زي الدفاع المدني بأقنعة أكسجين.
وقال عمال «الدفاع المدني» الذين توجهوا للموقع إنهم يشتبهون في أن الغاز المستخدم هو غاز الكلور لكن يتعذر التحقق من ذلك.
وقال مراقبون من «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض: إن «براميل متفجرة» أسقطت على سراقب في وقت متأخر من مساء الإثنين ما أسفر عن إصابة عدد كبير من المدنيين.
وفي موسكو، ورداً على سؤال حول هذه المزاعم، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحفيين: «من الصعب للغاية التعليق على مثل هذه الأنباء المختلقة إعلامياً. ونحن لا ندرك وفي مثل الحالات من أي مصادر جاءت هذه الأنباء».
من جهة أخرى، قال بيسكوف رداً على سؤال حول احتمال استئناف القوات الروسية لغاراتها المكثفة على مواقع المتطرفين رداً على إسقاط المروحية: «ليست لدي معلومات بهذا الشأن». كما لم تؤكد وزارة الدفاع الروسية حتى الآن توجيه أي ضربات إلى منطقة إسقاط المروحية. لكن الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم» توقع أن تشن القوات الروسية سلسلة جديدة من الضربات المكثفة على مواقع الإرهابيين بسورية.
ولفت الموقع إلى أن هذه أول مرة يقع هجوم يستهدف عسكريين روس في مناطق سيطرة «جيش الفتح» الذي «يحصل عدد من فصائله على مساعدات أميركية»، مشيراً إلى أن تنظيم داعش كان وراء معظم الهجمات السابقة على العسكريين الروس.
وأشارت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية إلى أن روسيا قد توجه إنذاراً إلى المسلحين: «إما أن تعيدوا الجثامين، أو نبدأ بقصف جوي واسع للمنطقة».
واتهم الخبير العسكري فيكتور موراخوفسكي في تصريحات للصحيفة، السعودية وقطر بمد المسلحين بالسلاح الذي أسقطت به المروحية. وقال: «استناداً إلى المعلومات التي نشرتها العصابات المسلحة في الإنترنت، فإن المروحية أُسقطت على الأرجح بمدفع « زو 23» المضاد للطائرات، التي اشترت كميات كبيرة منه السعودية وقطر من بلدان أوروبا الشرقية وسلمتها إلى المسلحين في سورية».
واعتبرت الصحيفة الروسية أن نقل جثامين الطيارين الروس إلى قاعدة حميميم ستكون عملية معقدة جداً، وأضافت: «لكي تتمكن فرق الإنقاذ الروسية من الوصول إلى الأراضي التي تسيطر عليها هذه العصابات المسلحة، لا بد من قيام الطائرات بهجمات مكثفة على هذه المنطقة، وتدمير مواقع الدفاع الجوية كافة، وإجبار المسلحين على الانسحاب منها إلى مسافات مناسبة»، وتابعت «بعد هذا تستطيع فرق الإنقاذ القيام بعمليات إنزال في المنطقة».
ووضعت قناة «لايف» الروسية قائمة لأكثر الضربات الروسية شدة على مواقع الإرهابيين في سورية انتقاماً لمقتل عسكريين روس. فكشفت أنه في 19 تشرين الثاني عام 2015 قتل في سورية الضابط الروسي فيودور جورافليوف أثناء قيامه بتحديد مواقع إرهابيي داعش وإبلاغ الطيران الروسي بعيد المدى للقيام بضربات إلى هذه المواقع. وفي الأيام التي تلت مباشرة مقتل جورافليوف، قام الطيران الروسي بتدمير 140 موقعاً للإرهابيين. وشاركت في توجيه الضربات المكثفة قاذفات «تو-22 إم 3» بعيدة المدى.
وبعد هذه الحادثة بخمسة أيام، أسقطت مقاتلة تركية القاذفة الروسية «سو-24» فوق ريف اللاذقية الشمالي. وقُتل قائد القاذفة أوليغ بيشكوف برصاص مسلحين مدعومين من تركيا عند هبوطه بالمظلة. وخلال عملية إنقاذ الطيار الثاني في مكان تحطم الطائرة، قُتل أيضاً البحار ألكسندر بوزينيتش بعد استهداف مروحية الإنقاذ الروسية بصاروخ «تاو» أميركي الصنع. ورداً على هذه الهجمات، قصف سلاح الجو الروسي منطقة سقوط القاذفة لمدة 3 أيام، إذ قامت الطائرات الروسية بـ134 طلعة قتالية، تم خلالها محو جميع التنظيمات المسلحة في تلك المنطقة عن وجه الأرض.
وفي مطلع شباط الماضي، توفي في المستشفى الروسي بقاعدة حميميم المستشار العسكري إيفان تشيريميسين متأثراً بجروح أصيب بها جراء قصف مواقع الجيش السوري من إرهابيين في حمص. وجاء الرد الروسي بلا تباطؤ، إذ قامت الطائرات الحربية الروسية في سورية بـ237 طلعة قتالية، ودمرت 875 منشأة للإرهابيين في الفترة بين 1-4 شباط. وأواسط آذار الماضي، لقي ضابط وحدة العمليات الخاصة ألكسندر بروخورينكو مصرعه في ريف تدمر، حيث كان يقوم بمهمة قتالية انفرادية، وذلك أثناء العملية التي أدت إلى تحرير مدينة تدمر التاريخية من الدواعش. وبعد أن أدرك الضابط الروسي أن الإرهابيين حاصروه، قام بتوجيه غارة للطيران الروسي إلى المنطقة التي كان فيها، وهو نفسه قُتل في تلك الغارة إلى جانب الإرهابيين. في الأيام اللاحقة، قام الطيران الروسي بتوجيه ضربات مكثفة إلى 158 منشأة تابعة لتنظيم «داعش» في ريف تدمر، إذ تم تدمير ما يربو على 100 إرهابي، و4 دبابات، و3 مدافع، و4 مستودعات ذخيرة، و5 عربات.
والشهر الماضي، قتل في ريف تدمر الضابطان الروسيان العقيد رفعت حبيبولين والملازم يفغيني دولغوف إثر إسقاط مروحيتهما من قبل عناصر داعش. ورداً على مقتل الطيارين، وجهت قاذفات «تو-22 إم 3» بعيدة المدة عدة ضربات ساحقة إلى مواقع «داعش» في ريف تدمر بدءاً من 14 تموز.