تغيير مسميات المنظمات الإرهابية تكتيك مفضوح بإيحاء غربي للتفلت من القرارات الدولية القاضية بمحاربة الإرهاب

تغيير مسميات المنظمات الإرهابية تكتيك مفضوح بإيحاء غربي للتفلت من القرارات الدولية القاضية بمحاربة الإرهاب

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٣١ يوليو ٢٠١٦

بين “جبهة النصرة” و”داعش” وصولا إلى “أحرار الشام” و”جيش الإسلام” علاقة وطيدة تصل بهم إلى حد التماهي وإن اختلفت المسميات فجميعها منظمات إرهابية تتبع الفكر الوهابي الإخواني التكفيري الإلغائي ونشأت في تواقيت متقاربة في منطقة جغرافية محدودة لتكون أذرعا قاتلة تفتك بالمنطقة وتدمر تاريخها وحضارتها ومطية يركبها الغرب وعملاؤه لتحقيق مشاريع وأطماع فشل في الوصول إليها عبر العقود الماضية.

المسميات المختلفة لهذه المنظمات الإرهابية وإن روج الغرب عبر ماكينته الإعلامية التضليلية لخلافات عقائدية واقتتال فيما بينها فإنها لا تغير في الحقيقة شيئا وما أكثر الأدلة التي تثبت تشابك وتداخل هذه المنظمات الإرهابية واتفاقها على هدف واحد هو خدمة مصالح الغرب و”إسرائيل” والعداء لشعوب المنطقة وتدمير مقدراتها.

ولا تخرج موضة تغيير المنظمات الإرهابية لأسمائها بين الفينة والأخرى عن إطار التوجيهات والإيحاءات ويمكن القول الأوامر الغربية بغية التفلت من القرارات الدولية الواضحة والصارمة بالحرب على منظمات إرهابية بعينها إضافة إلى محاولة التهرب من تاريخها الأسود والطويل من الجرائم والمجازر التي ارتكبتها وترتكبها بحق المواطنين والتي ترقى إلى أن تكون جرائم حرب وضد الإنسانية.

ويرى مراقبون أن لجوء تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي إلى التنصل من اسمه وإطلاق مسمى جديد له هو حيلة مكشوفة للتهرب من المطالب الروسية العديدة لفصل ما تسميها واشنطن “المعارضة المعتدلة” عن “جبهة النصرة” بعد أن ثبت بالدليل القاطع استحالة هذا الفصل بسبب التماهي والتدخل بين المجموعات الإرهابية في جميع الأراضي السورية.

وتؤكد الوقائع أن التلاعب بالأسماء أسلوب غير جديد لهذه التنظيمات فقبل “جبهة النصرة” كانت “حركة أحرار الشام” التي تشكلت نتيجة اجتماع أربع مجموعات هي “كتائب أحرار الشام” و”حركة الفجر الإسلامية” وجماعة الطليعة الإسلامية” و”كتائب الإيمان المقاتلة ” والتي زعمت في بيان لها أنها تنظيم مستقل لا يتبع لأي تنظيم آخر من التنظيمات الموجودة داخل سورية وخارجها ك”القاعدة” و”الجيش الحر” ثم انضوت تحت زعامة “الجبهة الإسلامية” التي يعتبر تنظيم “جيش الإسلام” أحد أبرز مكوناتها وكان يشغل الإرهابي “زهران علوش” الذي ألقى مئات القذائف على الأحياء السكنية الآمنة في دمشق وتسبب باستشهاد وجرح العديد من الأشخاص معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ ما يسمى “القائد العسكري العام” فيها قبل أن يقضى عليه.

إن سياسة التلاعب هذه والارتباط الوثيق بين التنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها واستمرار الدعم القطري السعودي التركي الغربي الأمريكي لها بوصف العديد منها على أنها “معارضة معتدلة” باتت غير خافية على أحد في هذا العالم وإن تجاهلها الكثيرون فما جاء في مقالة الكاتب البريطاني روبرت فيسك في صحيفة الاندبندنت البريطانية عن أن “تغيير اسم تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي ومحاولات إضفاء صفة “الاعتدال” عليه لن يخدع أحدا ولن يغير شيئا في حقيقة أنه تنظيم إرهابي يرتكب جرائم بشعة وهو محاولة أخرى لإنقاذه من الضربات الجوية التي تستهدفه إضافة إلى محاولات قطر المستمرة للتغطية على جرائم هذا التنظيم الإرهابي وإبعاده عن القائمة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية”  يؤكد أن أمر الإرهاب وداعميه بات مفضوحا للعالم بأسره وأن العار يلاحقهم طالما هم مستمرون في سياساتهم هذه.