وفد تركي في روسيا لبحث استعادة العلاقات الاقتصادية

وفد تركي في روسيا لبحث استعادة العلاقات الاقتصادية

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٦ يوليو ٢٠١٦

 ناقش مسؤولون روس وأتراك الثلاثاء 26 يوليو/تموز العلاقات الثنائية في جميع المجالات، وخاصة في المجالات التي تم فرض قيود عليها من قبل موسكو.
ووصل إلى العاصمة الروسية الثلاثاء 26 يوليو/تموز وفد تركي يترأسه محمد شيمشك نائب رئيس الوزراء لبحث قضايا التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وذلك بعد تطبيع العلاقات.

وقال أركادي دفوركوفيتش نائب رئيس الوزراء الروسي لنظيره التركي إن بلديهما سيعملان تدريجيا على فك الجمود في علاقاتهما في مجالي التجارة والاقتصاد، والتي ساءت بعدما أسقطت أنقرة مقاتلة روسية في سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني.

وفي بداية اللقاء، قال نائب رئيس الوزراء التركي، محمد شيمشك، "نحن هنا لتحسين علاقاتنا بل وحتى للوصول بها إلى مستويات أفضل مما كانت عليه قبل الـ 24 من نوفمبر/تشرين الثاني"، في إشارة إلى تاريخ إسقاط الطائرة الروسية.

وبحث الجانبان مسألة استئناف رحلات الطيران "تشارتر"، ولفت دفوركوفيتش إلى أن روسيا قد تستأنف الرحلات، ولكن بعد التأكد من الإجراءات الأمنية المتخذة من قبل الجانب التركي لضمان أمن المواطنين الروس.

وصرح دفوركوفيتش بأن تركيا وجهت دعوة للخبراء الروس لتقييم مستوى الأمن في البلاد لاستئناف الرحلات العارضة، حيث قال: "لقد ناقشنا القضايا المتعلقة باستئناف حركة الرحلات المستأجرة. وفي هذا المجال تم بالفعل التشاور على مستوى الوزارات، وتم تسليم زملائنا الأتراك توصيات الجانب الروسي، والتي وافق عليها الجانب التركي. كما تم توجيه دعوة لخبرائنا لزيارة تركيا للتأكد من الإجراءات الأمنية المتخذة".

وأضاف نائب رئيس الوزراء الروسي أن مختصين في مجال الرقابة الزراعية والبيطرية في روسيا وتركيا سيعقدون مشاورات بشأن رفع القيود المفروضة على استيراد الأغذية التركية، وقال دفوركوفيتش "وزارة الزراعة والأجهزة المعنية خاصتنا في الرقابة البيطرية والصحة النباتية يعقدون اليوم أيضا وفي الأيام القليلة المقبلة المشاورات اللازمة".

وتعد تركيا شريكا تجاريا مهما لروسيا، حيث أن قيمة التبادل التجاري للبضائع بينهما تتجاوز الـ 30 مليار دولار سنويا، يضاف إليها استثمارات متبادلة متراكمة بأكثر من ملياري دولار.

وبلغ التبادل التجاري بين موسكو وأنقرة في عام 2014 نحو 31 مليار دولار، منها 17.8 مليار دولار هي صادرات روسيا إلى تركيا، التي تشكل واردات الطاقة حصة الأسد فيها، بالمقابل تستورد الخضروات، والفواكه، والسيارات، والمنتجات النسيجية.

وفي آخر زيارة للرئيس التركي إلى روسيا في سبتمبر/أيلول الماضي، أكد خلالها أن أنقرة وموسكو تسعيان إلى زيادة حجم التبادل التجاري بينهما بحلول عام 2023 إلى 100 مليار دولار.

وإلى جانب ذلك، ناقش الجانبان مسألة تنفيذ بناء محطة "أكويو" النووية، أول محطة نووية في تركيا، والتي تهدف لبناء 4 مفاعلات نووية قدرة كل منها 1200 ميغاواط ضمن مشروع قيمته 20 مليار دولار.
كما أشار دفوركوفيتش إلى أن الجانب التركي أعرب عن اهتمامه بمشروع نقل الغاز الروسي إلى تركيا عبر قاع البحر الأسود ومنها إلى أوروبا "السيل التركي"، منوها إلى أن وزارتي الطاقة في البلدين، ستعقدان مشاورات حول المشروع اليوم (26 يوليو/تموز)، حيث قال: "بشأن السيل التركي، أكد استعداده لاستئناف الحوار حول هذا الموضوع، وزير الطاقة سوف يجري مشاورات اليوم مع زميله حول هذا الموضوع أيضا".

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أمر بتطبيع العلاقات مع تركيا بعد تلقيه رسالة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان يعتذر فيها عن إسقاط سلاح الجو التركي للقاذفة "سو-24" الروسية في سماء سوريا يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ومقتل قائدها، أثناء تأديته لمهمة ضد الإرهاب. وتلا ذلك اتصال هاتفي بين بوتين وأردوغان، هو الأول منذ نشوب الأزمة بين موسكو وأنقرة.