«ايكونوميست»: إجراءات أردوغان تُضعف المعارضة السورية

«ايكونوميست»: إجراءات أردوغان تُضعف المعارضة السورية

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٦ يوليو ٢٠١٦

اعتبرت مجلة «ايكونوميست» البريطانية أن التدابير التي يتّخذها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للانتقام من منفّذي محاولة الانقلاب الفاشلة عليه في 15 تموز الحالي، واهتمامه بالشأن الداخلي لبلاده أضعف المعارضة السورية التي كانت تعتمد على المؤازرة والدعم المتدفّق عبر الحدود التركية.
وأفادت المجلة، في تقرير أمس، بأن المعارضة السورية تُعاني من انتكاسات نتيجة تراجع الدعم التركي بعدما ركّز اردوغان جهوده الحالية على «مقاومة عدوه في الداخل التركي»، مشيرة إلى أن ذلك يتجلّى في إغلاق معبر باب الهوى الحدودي الذي يُعدّ طريقاً أساسياً في توصيل الإمدادات إلى الأراضي السورية التي تُسيطر عليها المعارضة.
وشرح مُعلّق تركي مُخضرم، لم يُكشف عن اسمه للمجلة، أن قائد الجيش الثاني التركي آدم حدوتي، المسؤول عن تأمين الحدود الجنوبية لتركيا، مسجون حالياً إلى جانب عدد كبير من قادة الوحدات القتالية العاملة على الحدود السورية، معتبراً أن هذا الأمر قوّض من قدرة الجيش التركي على إبراز قوة أنقرة في المنطقة.
ورأت المجلة أن توتّر العلاقات بين أنقرة وواشنطن، بسبب إيواء الأخيرة للداعية فتح الله غولن الذي يتّهمه اردوغان بالتخطيط للانقلاب، ساهم أيضاً في إضعاف «التحالف الدولي» الذي يدعم صفوف المعارضة السورية.
فبعد أن استشاط غضباً من «الحماية الأميركية» لغولن، قرّر اردوغان قطع الكهرباء بصورة موقتة عن قاعدة «انجيرليك» الجوية التي تُشكّل منطلقاً للعمليات العسكرية التي يقوم بها «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن ضدّ تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، ما «قوّض جهود مكافحة هذا التنظيم»، وفقاّ للمجلة التي أشارت إلى أن الشركات الأميركية الخاصّة، التي تعمل بالقرب من الحدود التركية مع سوريا وتتولّى مسؤولية إمداد المعارضين السوريين بوسائل الدعم «غير القاتلة»، تساءلت، بدورها، عما إذا كانت قد انجرّت إلى هذا النزاع.
واعتبرت المجلة أن كلاً من الولايات المتحدة وتركيا، ولأسباب مختلفة، «حذرتان في رهاناتهما على نتائج الحرب السورية، فكلتاهما تسعيان لإقامة علاقات مع روسيا الداعم اﻷساسي للنظام السوري».
ونقلت المجلة عن أحد المُتحدثين «المُتشائمين» باسم «الجيش السوري الحرّ» قوله «لقد ضحّينا بكل شيء من أجل تغيير النظام، ومع ذلك كل شيء تغيّر باستثناء النظام نفسه».
وشرحت المجلة أنه بينما تتراجع وتيرة الدعم الدولي لـ «المعارضة» المُسلّحة، لا تزال أوجه عدّة من الدعم الخارجي تتدفّق على الحكومة السورية من دون توقّف، حيث تواصل موسكو سيطرتها على سماء سوريا على الرغم من تعهّدها بالانسحاب، فضلاً عن استمرار إيران وحلفائها في المنطقة، في دعم الجيش السوري في المعارك الميدانية.
وأشارت إلى أنه عقب يومين من محاولة الانقلاب الفاشل، تمكّنت القوات المتحالفة مع الجيش السوري من استحداث مواقع لها على طريق «الكاستيلو» السريع، وهو آخر طريق إمداد يصل إلى شرق مدينة حلب، ومن ثم فرضت حصاراً كاملاً على معاقل المعارضة هناك.
وسأل أحد السياسيين السوريين المنفيين في غازي عنتاب: «أين حدودك الحمراء، سيد أردوغان؟ يبدو أنه لم يعد هناك أي إستراتيجية تركية طويلة الأمد في سوريا».
ونقلت المجلة عن مسؤول في المعارضة السورية موجود في جنوب تركيا قوله إنه «خلال الأشهر العشرة الأخيرة، ومنذ أن شنّت روسيا غاراتها الجوية الأولى على سوريا، خسرت المعارضة ما بين نصف وثلث الأراضي التي كانوا يُسيطرون عليها في السابق».
ووفقاً للمجلة، يبدو أن عددا قليلا من المعارضين في سوريا يُرجّحون بأن اردوغان سيلجأ، كجزء من إجراءاته لمقاومة تحرّكات الجيش داخل بلاده، إلى تعزيز انتصاره داخل العالم الإسلامي «السنّي» من خلال تعزيز دعمه لـ «المعارضة الإسلامية» في سوريا، لكن الأميركيين الذين يُنسّقون الدعم اللوجستي وبعض القادة السوريين المنفيين يرون أن الإحباط واليأس يُسيطران على المشهد السوري حالياً.
وقال أحدهم من الذين يعيشون في المنفى: «لقد انتهت اللعبة بالفعل بالنسبة للمعارضة السورية».