ألغاز تنتظر الكشف في المحاولة الانقلابية ضد أردوغان

ألغاز تنتظر الكشف في المحاولة الانقلابية ضد أردوغان

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٤ يوليو ٢٠١٦


لا زالت أحداث الانقلاب في تركيا محاطة بالكثير من علامات الاستفهام حول مواقف أقرب الأشخاص من الرئيس رجب طيب أردوغان، بما يفتح المجال للشك في تورط أقرب المقربين إليه في هذه المحاولة الفاشلة.

وبحسب ما أوضحته مصادر إعلامية فإن رئيس الاستخبارات القومية هاكان فيدان، المعروف سابقاً بأنه موضع ثقة أردوغان، إذ أطلق عليه لقب «صندوق أسراري»، قد علم بالانقلاب قبل وقوعه من ضابط مشارك في المحاولة، أبلغه أن المدرسة الجوية التابعة للقوى البرية ستشهد تطورات خطيرة، وأن بعض الحوامات فيها ستتمرد على الدولة، فقام بزيارة رئيس الأركان العماد خلوصي آكار، الذي تربطه به صلات حميمة، وأبلغه بذلك حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر، وقام الأخير بإرسال عدد من الضباط لرؤية ما يحدث في المدرسة المذكورة. بعدها يغادر فيدان مقر الأركان إلى جهة مجهولة، ويختفي كل أثر له طيلة الفترات الحرجة التي رسمت مصير الدولة، وفشلت كل محاولات الاتصال به. كما أنه لم يبلغ أردوغان بالمحاولة في فترة مبكرة، حتى علم الأخير بالأمر بالصدفة من صهره زوج ابنته. ولو أن فيدان لم يغادر مقر الأركان باكراً فلربما كان بين من تم اختطافهم من قبل الانقلابيين.

وتقول صحيفة «حريت» إن أردوغان عاتب فيدان بعد فشل المحاولة الانقلابية قائلاً له: «إن أداءكم في هذا الامتحان كان سيئاً»، فأجابه الأخير بإظهار الإذعان والإعراب عن جهوزه لفعل ما يشاء أردوغان. ويظهر أن أيامه لم تعد طويلة.

وقالت مصادر إعلامية أخرى أن فيدان أطلع رئيس الوزراء المطرود أحمد داودأوغلو بالمحاولة، والذي احتفظ بالمعلومات لنفسه، بحسب الأنباء.

نقطة خطيرة أخرى تتعلق بالعماد آكين أوزتورك، قائد القوى الجوية سابقاً، والذي تواجد في مكان احتجاز رئيس الأركان وعدد من كبار الضباط. وكان طليقاً يتحرك بحرية، ورغم ذلك فقد بدا عليه أنه يحاول إطلاق سراح الضباط، وإقناع الضباط الانقلابيين بذلك. ولكن الغريب أنه بقي طليقاً ولم يزعجه أي من الانقلابيين، وتحرك بحرية في قاعدة آكينجي الجوية، التي كانت مركز الانقلاب الرئيسي. علماً أنه كان مدعواً لحفل عرس ابنة أحد كبار الضباط في اسطنبول، ولكنه لم يحضر بشكل مفاجئ وتوجه إلى القاعدة المذكورة. وبدأت الأحداث هناك. ولذا بقيت الشكوك قائمة حول موقفه؛ هل هو مع الانقلابيين أو مع الحكومة؟ فإن كان مع الانقلابيين لماذا حاول إطلاق سراح رئيس الأركان، وإن كان مع الحكومة لماذا لم يعتقله الانقلابيون مثل باقي الضباط؟

وتقول مصادر إعلامية إن ما يحدث من حل الحرس الرئاسي ليس إلا مقدمة لما سيحدث فيما بعد، وهو حل أو إعادة هيكلة لكثير من مرافق الدولة، التي ظهر ترهلها وانعدام ديناميكيتها بالتصدي للمحاولة الانقلابية. وعلى رأس هذه المؤسسات الاستخبارات القومية، كما سيتم استحداث مكتب أمني مهمته التنسيق بين الشعب الأمنية المختلفة، على أن يكون مدنياً وليس عسكرياً، فأركان «العدالة والتنمية» لا زالوا خائفين من ضربة عسكرية ضدهم، رغم كل ما حصل من تصفيات للمشكوك بولائهم في الجيش والمؤسسات الأمنية.