تفاهم سوري بين كيري ولافروف «للعمل في الظل»..استئناف المسار السياسي وقتال «داعش» و«النصرة»

تفاهم سوري بين كيري ولافروف «للعمل في الظل»..استئناف المسار السياسي وقتال «داعش» و«النصرة»

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٦ يوليو ٢٠١٦

على وقع هجوم نيس ومحاولة الانقلاب في تركيا، انجزت الولايات المتحدة وروسيا خلال يومين ماراتونيين لوزير الخارجية الأميركي جون كيري أمضاهما في موسكو، «تفاصيل اتفاق» لم تتضح معالمه، إفساحاً في المجال لـ «العمل في الظل» من أجل السلام، بحسب تعبير كيري، فيما أكدت موسكو أنه تم الاتفاق على الخطوات التي يجب اتخاذها لاستئناف المسار السياسي في سوريا، مع التشديد على محاربة تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» بلا هوادة، وأن الطرفين اتفقا على «فعل ما يلزم من أجل السلام».
لكن فيما كانت موسكو أكدت بعد لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكيري أمس الأول أن لا «اتفاق حول أي تعاون عسكري مباشر بين البلدين»، حسمت موسكو الجدل أمس حول أي «صفقة» محتملة مع واشنطن، مؤكدة أن موقفها من مسألة الرئيس السوري بشار الأسد «ثابت»، وقال وزير الخارجية الروسي إن الطرفين «توصلا لتفاهم مشترك على ما يلزم لتعزيز فعالية جهود إنهاء الصراع في سوريا»، مضيفاً أنه ونظيره الأميركي «اتفقا على الحاجة لاستئناف العملية السياسية الشاملة في أسرع وقت ممكن»، وأن «موسكو ستستخدم نفوذها على الحكومة السورية من أجل تحقيق ذلك».
وأكد رئيس الديبلوماسية الروسية على أن «الهدف المشترك لموسكو وواشنطن هو ضمان هدنة طويلة الأمد تشمل جميع أراضي سوريا»، مشدداً على أن الطرفين «اتفقا على محاربة تنظيمي داعش وجبهة النصرة بلا هوادة»، معتبراً أن «هدفنا المشترك توفير نظام وقف إطلاق النار الطويل الأمد على جميع الأراضي السورية باستثناء داعش وجبهة النصرة».
وفي ما يتعلق باستئناف المفاوضات، اكتفى لافروف بالقول إن البلدين اتفقا على «بذل كل الجهود الممكنة من أجل مواصلة الحوار السياسي حول سوريا»، لافتاً إلى أن «أطر المفاوضات الحالية حول التسوية في سوريا غير فعالة والوضع يتطلب إجراء الحوار المباشر بين الأطراف المعنية».
وأكد لافروف أن الاتفاقات بين الطرفين التي تم التوصل إليها خلال هذه المباحثات «سيبدأ تطبيقها في مستقبل قريب».
وأضاف لافروف أن موسكو وواشنطن «تدعمان تفعيل عمل المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، وتتوقعان أنه سيقدم اقتراحات محددة حول الانتقال السياسي والإصلاحات السياسية لجميع الأطراف في سوريا، على أن تجلس حول طاولة المباحثات وتبدأ بالحوار السوري - السوري الكامل الشامل والحقيقي».
وأشار الوزير الروسي إلى التوافق الروسي الأميركي حول ضرورة المضي قدما في الاتجاهات المذكورة «مع الاحترام الكامل للقوانين الدولية وتأمين الظروف للشروع على الحوار السوري الداخلي بصورة كاملة».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الاميركي ان واشنطن وموسكو «اتفقتا على اجراءات ملموسة» من اجل انقاذ الهدنة في سوريا، موضحاً خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي انه لن يتم الكشف عن تفاصيل الاتفاق لإفساح المجال امام مواصلة «العمل في الظل» من اجل السلام.
وقال كيري في ختام مفاوضات استغرقت اكثر من 12 ساعة «احرص على الايضاح ان هذه الاجراءات لا تستند الى الثقة. انها تحدد مسؤوليات معينة على جميع اطراف النزاع الالتزام بها»، موضحاً أن «الهدف الان هو وقف القصف الاعمى الذي يقوم به (الرئيس السوري) بشار الاسد، وتكثيف جهودنا ضد جبهة النصرة»، مضيفا «كل منا يعرف تماماً ما عليه القيام به».
وبعدما دعا الى ان «تطبق هذه الاجراءات بنهاية المطاف»، اعرب الوزير الأميركي عن اعتقاده انه سيكون من «الممكن المساعدة في تثبيت وقف اطلاق النار، والحد بشكل كبير من العنف، والمساعدة في انشاء مساحة لانتقال ديموقراطي ذي صدقية يتم التفاوض بشأنه».
وكان المتحدث الصحافي باسم الرئيس الروسي، ديميتري بيسكوف، أكد رداً على أسئلة الصحافيين حول المحادثات التي جرت ليل الخميس - فجر الجمعة بين بوتين وكيري ولافروف، أن «تبادل المعلومات بين العسكريين مستمر، لكننا لم نتمكن حتى الآن، للأسف الشديد، من الاقتراب من إطلاق التعاون الحقيقي لزيادة فعالية الجهود الرامية إلى محاربة الإرهاب في سوريا». كذلك، أكد بيسكوف أن «موقف روسيا من مسألة مصير الرئيس بشار الأسد لم يتغير».
وفي وقت تزامنت فيه زيارة كيري إلى موسكو مع الهجوم الذي تعرضت له مدينة نيس الفرنسية والذي تسبب بمقتل 84 شخصا على الأقل بعد هجوم نفذه سائق شاحنة استهدف تجمعا كبيرا خلال الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي، قال الوزير الأميركي بعد دقيقة صمت على ضحايا نيس «أعتقد أن الناس في مختلف أنحاء العالم يتطلعون إلينا وينتظرون منا أن نجد وسيلة أسرع وأكثر واقعية كي يشعروا أنه تم فعل كل شيء ممكن للقضاء على آفة الإرهاب».
بدوره، أكد لافروف أن الحوار الروسي - الأميركي يزداد أهمية وإلحاحا بعد الهجوم الإرهابي الأخير في نيس الفرنسية، مشددا خلال جلسة المحادثات، على أن اللقاء الذي سبق أن عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع كيري في الكرملين الليلة الماضية، أظهر ضرورة تكثيف العمل الروسي - الأميركي المشترك في سوريا، واصفا اللقاء بأنه كان مفيدا جدا.
وتعليقا على نتائج الزيارة التي أجراها كيري لموسكو، رأت الأستاذة في كلية العلوم السياسية والبرلمانية السورية أشواق عباس أن «نتائج الزيارة تؤكد حقيقة ثبات الموقف الروسي بالنسبة لسوريا»، مشيرة خلال حديثها لـ «السفير» إلى أنه» لا يمكن أن تعقد روسيا أية صفقة حول سوريا لعدة أسباب أبرزها أن موسكو تتمسك بمبادئها، بالإضافة إلى أنها تعلم أن سوريا بوابة الأمن القومي الروسي وموطئ قدمها في المياه الدافئة»، وأضافت «العلاقات التي تبنيها موسكو لا تتسم بالنفوذ وإنما بالشراكات، لذلك لا تساوم أو تعقد صفقات على غرار أميركا التي تنظر إلى علاقاتها في الدول على أنها مناطق نفوذ».