بوتين: حسم المعركة مع "داعش" سيتم على الأرض السورية

بوتين: حسم المعركة مع "داعش" سيتم على الأرض السورية

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١ يوليو ٢٠١٦

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن العسكريين الروس المشاركين في العملية العسكرية في سوريا بذلوا كل ما بوسعهم من أجل التصدي للإرهاب، ومنع تدخل عسكري خارجي في شؤون الدولة السورية، مؤكداً أن حسم المعركة ضد تنظيم "داعش" سيتم على الأرض السورية.
وقال بوتين، أمام اجتماع سفراء روسيا لدى الدول الأجنبية والمندوبين الدائمين الروس في الخارج، "أريد أن أشكر مجدداً عسكريينا الذين بذلوا كل ما بوسعهم من أجل التصدي للإرهابيين، والحيلولة دون تدخل خارجي عسكري غير شرعي في شؤون سوريا، والحفاظ على كيان الدولة السورية".
وأعرب عن قناعته بأن حسم المعركة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي سيتم على الأرض السورية. وأوضح أن سوريا وجدت نفسها في وسط المعركة ضد الإرهاب. وقال "يمكننا أن نقول بلا مبالغة إن منطقة الشرق الأوسط ليست الوحيدة التي مستقبلها مرهون بمصير هذا البلد. وفي الأرض السورية، يتم حسم المعركة ضد تنظيم داعش الذي تجمع تحت راياته إرهابيون ومتطرفون من جميع الألوان يوحدهم سعيهم المشترك لتوسيع نطاق سيطرتهم لتشمل العالم الإسلامي برمّته".
وأضاف "يكمن هدفهم في تعزيز مواقعهم في ليبيا واليمن وأفغانستان ودول آسيا الوسطى قرب حدودنا. ولذلك قررنا في الخريف الماضي، الاستجابة لطلب القيادة السورية بشأن مساعدتها في محاربة العدوان الإرهابي". وأكد أن "سبب تنامي الإرهاب والتطرف يكمن في السياسة المتهورة والخاطئة لاستخدام القوة الخشنة، بما في ذلك التدخلات العسكرية في العراق وليبيا".
واعتبر أن "الإرهابيين يستغلون انهيار مؤسسات الدولة، ونتائج التجارب الخاطئة لتصدير الديموقراطية إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنجاح لتوسيع مناطق سيطرتهم".
وحذر بوتين من أن "الخطر الإرهابي ازداد أضعافاً وأصبح أكبر تحدّ يهدد الأمن الدولي"، معتبراً أنه "على الرغم من أن الإرهابيين لم يتمكنوا حتى الآن من الحصول على كل أنواع المعدات الحديثة، إلا أنهم يسعون للحصول على الأسلحة الكيميائية، ويوسعون أنشطتهم إلى مناطق بعيدة عن حدود المنطقة، ولذلك فمن الصعب التنبؤ إلى أين سيوجه الإرهابيون ضرباتهم المقبلة".
وفي معرض تعليقه على المحادثات السورية - السورية في جنيف، قال بوتين إن "التسوية النهائية للنزاع السوري ما زالت هدفاً بعيد المنال"، لكنه اعتبر أن "خبرة الأشهر الأخيرة، في ما يتعلق بالعمل الجماعي بشأن سوريا، أظهرت بوضوح أن تضافر الجهود في إطار جبهة واسعة النطاق مناهضة للإرهاب، يعد الوسيلة الوحيدة التي تسمح للبشرية بالتصدي للإرهاب والمخاطر الأخرى بصورة فعالة". وذكّر بأن روسيا دعت وتواصل دعواتها إلى تشكيل مثل هذه الجبهة.
وقال بوتين إن "الأوضاع في العالم ما زلت بعيدة عن الاستقرار، وهي تغدو أقل قابلية للتنبؤ"، مشيراً إلى "حصول تغيرات جذرية في جميع مجالات العلاقات الدولية، مع تنامي المنافسة على مناطق النفوذ والموارد الطبيعية". وأضاف أن "البعض يحاول التخلي عن أي قواعد في هذه المنافسة".
واعتبر الرئيس الروسي أن أنشطة حلف شمال الأطلسي (الناتو) تستهدف زعزعة التكافؤ العسكري الذي تشكل في العالم على مدى العقود الماضية. وأوضح "يتظاهر الناتو اليوم بتوجهاته المناهضة لروسيا عمداً، وهو لا يكتفي بالبحث عن تبريرات لشرعيته ونفعية وجوده فحسب، بل يتخذ خطوات عملية تحمل طابع المواجهة تجاهنا". ولفت إلى تكثيف الحلف لتدريباته العسكرية، ولا سيما في البحرين الأسود والبلطيق. وقال "إنهم يتهموننا دائماً بأننا نقوم بأنشطة عسكرية ما. أين؟ في أراضينا، لكنهم يعتبرون أنشطتهم قرب حدودنا أمرا طبيعيا". وأضاف "كل ذلك يستهدف زعزعة التكافؤ العسكري الذي تشكل على مدى عقود".
وأكد أن "روسيا تراقب كل هذه النزعات عن كثب، وهي تعرف الطريق للرد عليها رداً مناسباً، وستعمل على تقديم مثل هذا الرد في المستقبل". وقال "إننا لا ننوي الانجرار وراء الحمى العسكرية التي يحاولون دفعنا نحوها كما يبدو، كما يحاولون استفزازنا لجرنا إلى سباق تسلح باهظ الثمن وعديم الآفاق، ليجعلونا نفرّط في القدرات والموارد الضرورية لإحراز أهم المهمات المتعلقة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية".
وأكد بوتين أن "روسيا لن تكون ضعيفة، بل ستبقى قادرة على الدفاع عن نفسها وضمان أمنها القومي وأمن مواطنيها". وكرر دعوة موسكو إلى ضمان الأمن الموحد وغير القابل للتجزئة في العالم من أجل الحيلولة دون تطور الأحداث ووقف سيناريوهات غير قابلة للسيطرة.
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن أنقرة ستستمر بالمضي في طريق تقريب الموقف مع موسكو بشأن حل الأزمة السورية.
وقال جاويش أوغلو، في تصريح لقناة "إن تي في" أمس، "حتى عندما كانت لدينا خلافات بوجهات النظر بشأن حل الأزمة السورية، نحن لم نقطع الحوار وبذلنا جهدا لتقريب مواقفنا، وهكذا سنتصرف لاحقا. من أجل سلام ثابت في سوريا يجب أن تلعب إيران وروسيا دورا مهماً وأن تشاركا في هذه العملية. موقفنا من هذه المسألة خلال سبعة أشهر لم يتغير، كل خلافاتنا مع روسيا سنحلها عبر الحوار، وهو سيبدأ اعتبارا من يوم الغد (اليوم)"، معرباً عن أمله أن اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في سوتشي اليوم، سيجري في "جو صريح ومخلص".