من نار الجنوب السوري إلى عقر الدار الأردني.. ترتيبات وحسابات أخرى!!

من نار الجنوب السوري إلى عقر الدار الأردني.. ترتيبات وحسابات أخرى!!

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٨ يونيو ٢٠١٦

كما كان متوقعاً، امتدت نار الأزمة السورية إلى عقر الأردن ودارها، ولأنها كانت على طول امتداد السنوات الخمس الأخيرة محط عبور وتدريب مهم للميليشيات المسلحة الوافدة إلى سورية، فقد وقعت الأردن بشكل مباشر تحت تهديد الإرهاب، وأعاد الهجوم الانتحاري الذي استهدف موقعاً لحرس الحدود الأردني في منطقة الرقبان اﻷسبوع الماضي تسليط الأضواء على الجنوب السوري، بعد خفوت حدّة المعارك في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، على خلفية الاتفاق الأردني_الروسي في تشرين الأول الماضي.
ما يهم من أحداث الأردن الأخيرة أمران اثنان؛ الأول متعلق بالجبهة الجنوبية في سورية والتي ستكون على موعد من نار التصعيد كما وصفت وسائل إعلامية، إثر معلومات عن إعداد " جبهة النصرة" بالتعاون مع "الموك" لعمليات ضد الجيش العربي السوري فيها، والثاني، تقويض الاتفاقات الأمريكية_الروسية، في الجنوب السوري، والتفاهم الروسي_الأردني الذي كان محكوماً بالأصل بتفاهم واشنطن وموسكو، ما يعني إعادة تفعيل دور غرفة "الموك" التي تضمّ ضباطاً أميركيين وسعوديين وبريطانيين وأردنيين وإماراتيين، وفي مرحلة معيّنة ضمت ضباطاً فرنسيين وباكستانيين، مع تنسيق شبه كامل مع "ضباط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)"، الذين باتوا يملكون مفاتيح الحل والربط في إدارة الفصائل الإرهابية العاملة في محافظة القنيطرة وريف درعا الغربي والشمالي، وبالتالي فإن المنطقة الجنوبية ستكون على موعد مع تطورات ميدانية مهمة.
هو الهجوم الرابع  في غضون الأشهر الثلاثة الماضي الذي ينال الأردن، ومع ذلك لم تزل اﻷخيرة مستمرة في دعم المجموعات الإرهابية المسلحة التي تدخل إلى سورية، في حين تتوجه الأنظار إلى أنه من الممكن أن يعود الأردن ويعدل في مساراته بعد تلك التفجيرات، لكن، المؤكد أن عمان لا تملك خيار الابتعاد عن الرغبات السعودية والاستراتيجية الأميركية، وبالتالي سيبقى في انتظار المصير السوري في الداخل، وما ستؤول إليه العميلة السياسية والعسكرية الهادفة إلى حل الأزمة السورية.