قلق إسرائيلي من قتال حزب الله البرّي… إلى جانب الروس

قلق إسرائيلي من قتال حزب الله البرّي… إلى جانب الروس

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٧ يونيو ٢٠١٦

اكتفى رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، هرتسي هليفي، لدى توصيفه الحرب المقبلة في مواجهة حزب الله، بأنها ستكون «مختلفة». التوصيف، ورد في الكلمة التي ألقاها في مؤتمر هرتسليا السادس عشر قبل ايام، وكانت مدار تعليق واسع لدى المراسلين والخبراء العسكريين في اسرائيل.

اختصر معلق الشؤون العسكرية في القناة العاشرة العبرية، الون بن دافيد، كل السجال حول «المختلفة»: أشار الى ان هليفي اراد ان يبتعد عن التوصيف التفصيلي عمدا، كي لا يتسبب بذعر لدى الاسرائيليين إذا ما تحدث بتفصيل عن التقديرات السائدة لدى الجيش الاسرائيلي، عما يمكن ان تواجهه الجبهة الداخلية، اذا نشبت الحرب مع حزب الله.
ويُعدّ السيناريو «المختلف» المقدر للحرب، وما سيجبيه من خسائر مادية وبشرية في صفوف الاسرائيليين، احد اهم العوامل الرادعة التي تمنع الحرب، بما يشمل منع اسرائيل وردعها عن شن اعتداء «محدود» أو موسع، على لبنان. واذا كانت اسرائيل قد «هللت» لتدخل حزب الله في سوريا، باعتباره عاملا يشغل الحزب عنها ويحرف اهتماماته الرئيسية في مواجهة الجيش الاسرائيلي، الا ان هذه «الفرصة»، كما عبرت عنها تل ابيب حملت في طياتها ايضا تهديدا لم يكن ملحوظا ابتداءً وهو الخبرة القتالية الواسعة لعناصره ومقاتليه في مختلف المستويات، وهي لا تتوافر لجنود وضباط الجيش الاسرائيلي في اقسى برامج التدريب التي يخوضونها في السنوات الاخيرة، بحسب ما أشار مصدر عسكري اسرائيلي قبل اسبوعين.

جديد التعبير عن القلق الاسرائيلي من الفرصة التي انقلبت تهديدا، هو القلق من قتال عناصر الحزب «جنبا الى جنب» مع الجنود الروس في محاور القتال في سوريا. موقع «واللا» العبري، اشار في تقرير له، إلى أنه منذ بدء النشاط العسكري الروسي في سوريا، يتضح ان مقاتلي حزب الله باتوا يملكون خبرة في التعامل مع الوسائل القتالية الاكثر تطورا لدى الجيش الروسي، بما يشمل تكنولوجيا حديثة جدا، جراء قتالهم الى جانب الوحدات الروسية العاملة هناك. ولفت الموقع الى ان هذه التطورات الميدانية تثير الكثير من الخشية والقلق في اسرائيل، و»صحيح ان الحزب يتلقى خسائر في سوريا، الا انه يحوز قدرات عسكرية هي الاكثر تطورا وحداثة في منطقة الشرق الاوسط».

وعلى خلفية نقل الخبرة القتالية المجمعة لدى عناصر حزب الله في سوريا الى الميدان القتالي المقدر في مواجهة الجيش الاسرائيلي، في حال نشوب الحرب الموعودة اسرائيليا، اعرب الموقع عن خشيته من الآتي، لافتا الى ان التوصيف الدقيق لبنية حزب الله بعد عشر سنوات على حرب لبنان الثانية (حرب عام 2006)، يمكن اختصاره في جملة واحدة: حزب الله تحول الى جيش بكل ما للكلمة معنى. واضاف «بات عناصر حزب الله على دراية واسعة بشأن تشغيل وحدات قتالية مختلفة وادارتها عسكريا في الميدان القتالي، وهو قادر على تشغيل المنظومة الصاروخية والمدفعية الموجودة في حوزته الى جانب خوض القتال البري الموازي. كما انه يشغل منظومة كاملة من الطائرات غير المأهولة على مختلف انواعها، اضافة الى استخدام منظومات الدفاع ضد الدروع، وبشكل اساسي ادارة وتنفيذ عمليات قتال برية للسيطرة واحتلال مناطق»، وهو السيناريو الذي يشغل اسرائيل وخططها العسكرية كسيناريو مقدر للحرب المقبلة، وتحديدا فرضية احتلال مستوطنات قريبة من الحدود اللبنانية، الفرضية غير المسبوقة في تاريخ اسرائيل وجيشها.