اللاعبون في سورية يلجؤون جميعا للميدان… إلى حين موعد المفاوضات المؤجلة

اللاعبون في سورية يلجؤون جميعا للميدان… إلى حين موعد المفاوضات المؤجلة

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٩ مايو ٢٠١٦

كمال خلف
كلمة الميدان هي الكلمة العليا فيما عدها الآن في سوريا إذ بات مؤكدا هذا التوجه من كافة الأطراف واقصاه زمنيا حتى نهاية شهر رمضان المبارك ، إذ أصبح هذا الشهر مرتبطا بعادة  التصعيد العسكري طوال عمر الأزمة السورية وهاهو رمضان الحالي لا يمثل استثناءا.
الجميع يستعد والبعض شرع فعلا بالتصعيد كل حسب أولوياته الميدانية،  ذهب الجيش السوري وحلفاؤه إلى محيط دمشق ، فبعد أن ثبت الجيش السوري نقاط تقدمه على كامل القطاع الجنوبي للغوطة الشرقية انتقل الى الغوطة الغربية ، وسجل يوم الخميس اول غارات للطيران السوري  منذ عام ونصف تقريبا على بلدات الغوطة في الشطر الغربي  ، مرد التحرك العسكري السوري في تلك المنطقة تحديدا يرجع الى معلومات استخبارية مؤكدة حصل عليها قبل أسبوع تفيد أن جبهة النصرة أكملت الاستعدادات في الغوطة الغربية ورسمت خطة هجوم محكمة على العاصمة دمشق انطلاقا من خان الشيح وملخص الخطة يقضي التقدم السريع إلى بلدة جديدة عرطوز الأمنة والتمركز فيها والتحرك عبر بساتينها لفك الحصار عن المعضميةوالتقدم وصولا إلى مطار المزة العسكري وسط العاصمة.
 وبالفعل اعلنت الخميس حركة “أحرار الشام” و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” و”جبهة النصرة” عن عملية عسكرية أطلقوا عليها اسم (زئير الأحرار لكسر الحصار )و تحركوا مع بدء هجوم الجيش السوري وشنوا هجوماً كبيراً، على بلدة الدير خبية، وذلك بعد السيطرة على 8 حواجز عسكرية في منطقة خان الشيح بالغوطة الغربية، وهي حواجز الدرخبية، البنايات، الجمعيات، التوتة، البساتنة، الملعب، تل الدرخبية، الخزان”.
وكان القاضي العام لجيش الفتح قد وجه رسالة مسلحة إلى فصائل الغوطة الغربية قال فيها (إن أمة الإسلام تنتظر منكم الكثير، كما فتحتم غزوة في طريق داريا والمعضمية، فإننا ننتظر منكم غزوة مباركة تثخنون بها في أعداء الله، فأثلجوا صدور المسلمين، ووحدوا صفوفكم، واعلموا أنكم وإن كنتم في حصار خانق، فإنه يكفيكم أن رب العالمين معكم، فبادروهم واغزوهم قبل أن يغزوكم، واقتحموا عليهم قبل أن يقتحموا عليكم.).
 اما في الشمال فقد كنا  ذهبنا في مقالنا السابق بعنوان الهجوم على الرقة المنشور في راي اليومبتاريخ 24 مايو أن تنظيم الدولة يخطط لفتح معركة كبيرة بعيدا عن الرقة للتعويض ،وقد فعل بأسرع مما توقعنا مبادرا بالهجوم في الريف الشمالي لحلب ،هناك شن التنظيم هجوما مستهدفا الوصول إلى مدينة اعزاز على الحدود التركية السورية  وفي الطريق إليها سقطت بيده ثماني قرى ولم تعد تفصله عن المدينة سوى كيلومترين فقط،كما فرض حصار على بلدة مارع الاستراتيجية وسيطر على الطريق الوحيد الواصل بين اعزاز ومارع،  هذا ما أربك حسابات المهاجمين للرقة .ووجه الأنظار إلى منطقة حساسة واستراتيجية في الجزء الشمالي لحلب على الحدود . الأتراك يراقبون بفرح هذا التطور لمجموعة منافع، أولها أبعاد الكرد عن تلك المنطقة إرباك قواتهم المتقدمة إلى الرقة من الجهة الشمالية وتبرير أي تدخل تركي مستقبلي في شمال سوريا تحت يافطة أبعاد تنظيم الدولة .وبالفعل حصل تدخل محدود حيث دخلت قوات تركية داخل الأراضي السورية في ريف عفرين وأقامت حواجز عسكرية وفتشت المارة ودققت في هوياتهم.
 وازاء تطورات الشمال أعلنت غرفة عمليات فتح حلب الجمعة، النفير العام لجميع القوى والفصائل المقاتلة بحلب وريفها، مطالباً بأن ترفع الجاهزية للدرجة القصوى، بمواجهة محاولات قوات الجيش وتنظيم داعش الساعية إلى محاصرة الفصائل المسلحة،ودعت في بيان إلى إشعال جبهات حلب في المدينة والريف .
الروس الذين اجلوا هجومهم على مواقع النصرة الذي كان مقررا في الخامس والعشرين من هذا الشهر بطلب أمريكي تضمن تعهد بترتيب تموضع الجماعات المتحالفة مع النصرة في الجبهات المتداخلة بدؤواتحضيرهم للهجوم بإشارةرئيس هيئة الأركان العامة الروسية، الجنرال سيرغي رودسكي،  الجمعة،  حيث قال إن تدفق الأسلحة والذخائر العسكرية من تركيا إلى جبهة النصرة في سوريا لا يزال مستمراً وبنفس الوتيرة المرتفعة، حيث يتم نقل هذه المعدات عبر الحدود بين البلدين، الأمر الذي يقوض عملية السلام في البلاد ويعرقل المعركة ضد الإرهاب  وأضاف الجنرال رودسكيلقد استغل هذا التنظيم فترة وفق الأعمال العدائية شمالي البلاد، لتعزيز قدراته العسكرية والبشرية من المقاتلين، الأمر الذي يقوض جهود وقف إطلاق النار هناك».هذه الإشارة هي بداية الإعلان الروسي عن الدخول إلى دائرة التصعيد وفق أجندة ضرب جبهة النصرة والقوى المتحالفة معها وهو ما يساعد وفق تصور الروس على تعزيز الموقف العسكري لحلفائها على الأرض.
بالملخص فإن جميع الأطراف هرعوا للسلاح إلى حين إطلاق الموعد الجديد للمفاوضات الذي لن يعلنه المبعوث الدولي ديمستوراقبل ثلاثة أسابيع حسب قوله ، وخلال هذا الوقت ستسعى الأطراف إلى محاولة تجميع اكبر قدر من أوراق الميدان لصرفها على طاولة المفاوضات . الأمريكيون لن يتخلوا عن إنجاز الرقة ولا عن المناورة بحماية فصائل مسلحة من تصنيف الإرهاب الذي يعطي للروس فرصة وشرعية ضربهم وهو ما يعزز موقف الحكومة السورية ميدانيا وسياسيا . بالمقابل ينتظر الروس وحلفاؤهم غبار معركة الرقة لتنفيذ هجومهم على وقعه ، تجاه جبهة النصرة والقوى المتحالفة معها . وفي هذا الجو سيستخدم كل طرف أقصى ما لديه عسكريا .
رأي اليوم