موسكو أملت في التنسيق مع واشنطن بالرقة ودعت إلى استئناف جنيف «سريعاً»

موسكو أملت في التنسيق مع واشنطن بالرقة ودعت إلى استئناف جنيف «سريعاً»

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٨ مايو ٢٠١٦

أعربت روسيا عن أملها في تعزيز التنسيق مع واشنطن في قضية تحرير مدينة الرقة من سيطرة تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، واعتبرت أن بؤر التصعيد الرئيسية في سورية تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة جبهة النصرة، في حين أكدت إيران أن أي حل للأزمة في سورية يجب أن يحترم إرادة الشعب السوري وسيادة بلاده.
كما دعت موسكو إلى استئناف مفاوضات جنيف بأسرع وقت ممكن، الأمر الذي تطلب «إظهار جميع المشاركين إرادتهم السياسية وعدم طرح شروط مسبقة، وبمشاركة الجميع بما في ذلك حزب الاتحاد الديمقراطي».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن «الجانب الروسي يتبادل المعلومات مع الأميركيين يومياً على مستوى وزيري الخارجية ووزارتي الدفاع للبلدين لبحث تطورات الوضع والالتزام بوقف إطلاق النار ورصد انتهاكات». وأشار إلى انخفاض عدد الانتهاكات في الفترة الأخيرة، قائلاً: «لا تزال تحدث هناك انتهاكات، إلا أن عددها أقل بكثير مما كان سابقاً». وأكد أن موسكو ترغب في أن تجري عملية تبادل المعلومات والتنسيق بفعالية أكثر وبشكل أسرع، مشيراً إلى أن الجانب الروسي ليس مسؤولاً عن بعض تعثر هذه العملية.
وتابع بوغدانوف: إن «موسكو تدعو إلى استئناف المفاوضات السورية في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة بأسرع وقت ممكن».
وأضاف: «نحن ندعو إلى عدم تعليق المفاوضات وعدم وجود فترات توقف طويلة فيها، إلا أن ذلك يتطلب إظهار جميع المشاركين إرادتهم السياسية وكذلك استعداد ممثلي مختلف جماعات المعارضة السورية لهذه المفاوضات وعدم طرح شروط مسبقة، كما تم الاتفاق عليه في إطار فيينا. ويجب أن يشارك الجميع في هذه العملية، بما في ذلك أكراد سورية وحزب الاتحاد الديمقراطي».
وبين أن موسكو أرادت أن «يكون الوفد (للمعارضة) موحداً وأن تكون المفاوضات مباشرة، إلا أن الظروف ليست مهيأة لذلك».
من جهة أخرى، ذكر بوغدانوف أن أي لقاء خاص بسورية «لن يعقد في إطار مؤتمر باريس حول الشرق الأوسط في 3 حزيران».
من جهته أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن موسكو لا تسحب مسألة توجيه الضربات الروسية الأميركية المشتركة إلى الإرهابيين في سورية من جدول الأعمال، وأشار إلى أن موسكو قررت تأجيل قصف جبهة النصرة المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية لمصلحة تحريك العملية نحو الاستقرار، وذلك على أساس اتفاق بين عسكريي البلدين.
وقال ريابكوف: إن موعد 25 أيار حدد من قبل موسكو (كموعد أقصى لعدم قصف «جبهة النصرة») كموعد تقريبي، مشيراً إلى انخفاض عدد الاشتباكات في الفترة الأخيرة في مختلف مناطق سورية. من جهة أخرى أكد ريابكوف أن الغرب يواصل من خلال مجلس الأمن الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ضغطه على دمشق من خلال اتهاماته «عديمة الأساس» باستخدام الجيش السوري أسلحة كيميائية.
وأضاف: إن الغرب في ذات الوقت يعرقل جهود روسيا الرامية إلى اتخاذ إجراءات قوية بشأن زيادة خطر الإرهاب الكيميائي الدولي، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات تتضمن ضرورة إعادة ترتيب مهمة الآلية المشتركة الدولية للتحقيق في حوادث استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية.
وذكرت هيئة الأركان الروسية أن بؤر التصعيد الرئيسية في سورية تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة جبهة النصرة، مضيفة: إن واشنطن تقر أيضاً بهذا الواقع الذي بات معروفاً للجميع.
وقال رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي، في تصريحات صحفية الجمعة، وفق ما نقلت «روسيا اليوم»: إن عدداً من مناطق سورية يشهد تصعيداً للوضع الميداني، مؤكداً أن هذه النزعة ترتبط بالدرجة الأولى بسعي «النصرة» لإحباط عملية تطبيق الهدنة.
وأضاف رودسكوي قائلاً: «استغلت جبهة النصرة نظام وقف الأعمال القتالية، والقرب الجغرافي بين مواقع إرهابييه ومواقع تشكيلات «المعارضة المعتدلة»، التي لا تضربها القوات الجوية والفضائية الروسية وسلاح الجو السوري، ما سمح للتنظيم باستعادة قدراته على القتال جزئياً، والحصول على المزيد من الذخيرة والأسلحة وإطلاق عمليات هجومية نشطة».
وأوضح المسؤول العسكري الروسي أن بؤر التصعيد الرئيسية تقع في شمال ريفي حلب وإدلب في المناطق المحاذية للحدود مع تركيا، حيث تنشط تشيكلات «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة». كما كشف رودسكوي أن القوات الجوية والفضائية الروسية كثفت بدءاً من 20 أيار غاراتها على منشآت إنتاج النفط وشاحنات تهريب النفط إلى تركيا. وأضاف: إن موسكو وواشنطن تتفقان حول ضرورة استهداف القاعدة الاقتصادية لتنظيمي داعش و«النصرة»، وتجريان مشاورات موضوعية بهذا الشأن على مستوى الخبراء.
وأكد رودسكوي أنه على الرغم من الاتفاق الروسي الأميركي بشأن ضرورة تنصل المعارضة السورية من مواقع تنظيم جبهة النصرة، وتحديد المناطق الخاضعة لسيطرة مختلف الفصائل المسلحة، لم يتم حل هذه المسألة حتى الآن.
وأكد رودسكوي أن رفض الجانب الأميركي للعمل المشترك مع روسيا ضد الإرهاب في سورية يؤدي إلى تصعيد النزاع.