فرنسا تدرب اكراد سورية.. والهدف ؟

فرنسا تدرب اكراد سورية.. والهدف ؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٨ مايو ٢٠١٦

نضال حمادة

"يوجد ضباط فرنسيون في داخل الاراضي السورية يقومون منذ سنة ونصف بتدريب وحدات حماية الشعب السورية الكردية (أسايش) على جميع انواع الاسلحة بما يضمن للاكراد تأسيس جيش كامل مستقبلا"، هذا الكلام قاله لموقع العهد مرجع فرنسي رفيع المستوى ومعني مباشرة بالملف السوري.

المرجع الفرنسي يؤكد ان الضباط الفرنسيين كان لهم الدور الكبير في صمود المسلحين الاكراد بوجه داعش في معركة (عين عرب) السنة الماضية ،و يشرح ان الضباط الفرنسيين تواجدوا مباشرة في المدينة وكان بحوذتهم لوحات الكترونية متصلة مباشرة بغرفة عمليات تابعة لهم عبر الاقمار الصناعية في إحدى القرى الكردية في سوريا، وكانت مهمتهم ،مراقبة نقاط تمركز داعش، وارسال المعلومة  لغرفة العمليات فور إطلاق النار من أية نقطة ، وبعد ارسال المعلومة بثوان توجه صاروخ من الطائرات الامريكية ليدمر النقطة التي أطلق منها النار.

لقد دمرت طائرات التحالف كل أرتال داعش التي كانت تخرج من منبج لدعم قوات التنظيم  في عين عرب.  تقول المصادر  ان  مئات الاليات التابعة لداعش احترقت  في الصحراء بين منبج وعين عرب وسقط مئات العناصر من داعش في  تلك الضربات، وتؤكد المصادر الفرنسية أنه لولا دعم قوات التحالف الكامل للاكراد لما "طلع عليهم الصباح" في مدينة عين عرب، لان  اولى ارتال داعش التي وصلت الى عين عرب كانت نجحت باحتلال  ثلث المدينة خلال ساعات.

المراجع الفرنسية تكشف ان الفرنسيين يمتلكون أشرطة مصورة عن هجمات قامت بها قوات داعش على مناطق الاكراد من داخل الاراضي التركية، وكانت مجموعات داعش تعود الى تركيا تحت نظر ومرأى من قوات حرس الحدود التركية وقوات الجيش التركي، وقد حصل هذا الامر عشرات المرات

. وتجزم المصادر ان الاميريكي يعرف تفاصيل التعاون التركي الداعشي ويمتلك  الادلة الكاملة على هذا التعاون، وهذا ما سوف يدفع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ثمنه عندما يحين الوقت .
في السياق نفسه كان لافتا سماح السلطات الفرنسية بفتح ممثلية لما اسمته إقليم (روج افا) في سوريا، وقدمت السلطات الفرنسية للممثلية شقة كبيرة في شارع ريفولي الفخم في الدائرة الاولى من باريس ، مقابل مبنى بلدية باريس، الا ان  مصادر كردية قالت  لموقع العهد ان من قدم الشقة هي جمعيات داعمة للقضية الكردية في سوريا. مع الاشارة الى ان هذه القضية اثارت خلافا فرنسيا فرنسيا  .فقد  تبرأت وزارة الخارجية الفرنسية من الامر معتبرة ان الائتلاف السوري المعارض هو الممثل الرسمي لديها، وحملت  المسؤولية في فتح ممثلية الاكراد السوريين  لوزارة الداخلية الفرنسية . الا ان مراقبين اعتبروا ان الفرنسيين يقومون بعملية توزيع ادوار ، لضمان تحقيق امرين في نفس الوقت :  ايجاد إقليم كردي في سوريا على غرار العراق، و  الاستمرار في إرضاء العرب المنضوين تحت جناح الائتلاف السوري المعارض.

الواضح ان  الاكراد مؤمنون بحتمية قيام الاقليم الكردي كنتيجة  للتسوية الكبرى المرتقبة في سورية . هذا ما تؤكده  مصادر في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وما يلفت له زوار مبنى الممثلية الكردية حيث  وضعت خريطة  لسوريا  ظهرت فيها المناطق التي ينوي الاكراد إعلان إلاقليم الكردي فيها وهي تمتد على بقعة جغرافية متصلة من اقصى شمال شرق سوريا في المثلث السوري – العراقي - التركي مرورًا بتل ابيض وعين عرب وجرابلس وصولاً لعفرين مرورا  بنهر الفرات الى الرقة . ويلاحظ ان هذه المنطقة لا تخلو  من المناطق المتنازع  عليها بين العرب والاكراد مثل  أبار نفط الرميلان، القامشلي ، سد الفرات، منطقة الشهباء الواقعة بين عفرين وعين العرب وهذه المنطقة تقع تحت سيطرة النصرة داعش.

العهد