"التحالف" يُكثّف غاراته على ريف الرقّة

"التحالف" يُكثّف غاراته على ريف الرقّة

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٧ مايو ٢٠١٦

كثّف "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن ضرباته الجوية ضدّ تنظيم "داعش" في الرقّة دعماً للهجوم الذي بدأته قوات "سوريا الديموقراطية" على معاقل التنظيم. في حين حذرت منظمة "اطباء بلا حدود"، من وجود نحو مئة الف مدني عالقون بين الحدود التركية ومناطق الاشتباكات شمال سوريا.
وتوفّر غارات التحالف، وكذلك قوات أميركية خاصّة على الأرض، الدعم والإسناد لقوات "سوريا الديموقراطية" التي بدأت هجومها في ريف الرقة الثلاثاء.
وأفاد مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبدالرحمن بأن التحالف شنّ 150 غارة جوية على الأقل استهدفت مواقع التنظيم في ريفي عين عيسى وتل أبيض".
وأضاف "المرصد": "تمكّنت قوات سوريا الديموقراطية من تحقيق تقدّم في ريف عين عيسى لنحو خمسة كيلومترات، والسيطرة على نحو عشر قرى ومزارع منها النمرودية وقرتاجة وحضريات الخليل والوسطى وفاطسة إضافة لمزارع أخرى قريبة منها".
وقال ان الاشتباكات وضربات التحالف أسفرت منذ الثلاثاء "عن مقتل ما لا يقل عن 31 عنصراً من تنظيم داعش بالإضافة لمعلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف قوات سوريا الديمقراطية يتم التكتم عليها من قبل القوات".
وقال رامي عبد الرحمن "لا يوجد قتلى من المدنيين لأن القرى والحقول التي تشهد معارك هي شبه خالية من المدنيين". أما بالنسبة للرقّة، فإن "داعش لا يعطي تصاريح خروج للسكان الراغبين بالمغادرة وأصبح الخروج صعباً حتى للمرضى".
وتمكّنت بعض العائلات من الهروب من مدينة الرقّة باتجاه محافظة إدلب إلى الغرب وهي مناطق تُسيطر عليها فصائل مُسلّحة معارضة و"جبهة النصرة" الإسلامية.
ولا يزال 300 ألف شخص يعيشون في مدينة الرقة التي أعلنها تنظيم "داعش" عاصمة "لخلافته".
وقال أحد مؤسسي جمعية "الرقة تذبح بصمت" أبو محمد إن السكان يدفعون للمهربين 400 دولار عن كل شخص لإخراجهم من المدينة.
وكانت هذه الجمعية حذّرت من أن التنظيم يستخدم السكان "دروعاً بشرية".
وبدأت قوات "سوريا الديموقراطية" المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية على رأسها وحدات "حماية الشعب" الكردية الثلاثاء عملية لطرد التنظيم من شمال محافظة الرقة، معقله الأبرز في سوريا، بعد يوم واحد على إعلان القوات العراقية بدء هجوم واسع النطاق لاستعادة الفلوجة في محافظة الأنبار، أحد أبرز معقلين متبقيين للتنظيم في العراق.
وفي حلب، انتزع مقاتلو "داعش" السيطرة على عدد من القرى حول مدينة مارع شمال حلب من مقاتلين سوريين.
وأفاد "المرصد" بأن "المُتشدّدين سيطروا على عدد من القرى حول مدينة مارع، واقتربوا من فرض حصار كامل عليها".
وقرّبهم هذا التقدّم أيضاً من أعزاز وهي مدينة تقع على بعد ستة كيلومترات من تركيا.
من جهة ثانية، حذرت منظمة "اطباء بلا حدود"، اليوم، من ان نحو مئة الف مدني في سوريا عالقون بين الحدود التركية ومناطق الاشتباك بين الفصائل المقاتلة وتنظيم "داعش".
وأبدت المنظمة في بيان "قلقها الشديد" ازاء "مصير... ما يقدر بمئة الف شخص عالقين بين الحدود التركية وخطوط الجبهات" بين "داعش" والفصائل المقاتلة  في ريف حلب الشمالي.
واشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، من جهتها، الى ان عدد العالقين قرب الحدود التركية قد يصل الى 165 الف سوري، بحسب تغريدة للباحث في المنظمة جيري سمبسون على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر".
وقال مدير العمليات في منظمة "اطباء بلا حدود" في الشرق الاوسط بابلو ماركو، اليوم، إن المنظمة "اضطرت الى اجلاء معظم المرضى والطاقم الطبي من مستشفى السلامة" الذي تديره في شمال سوريا، بعدما وصلت المعارك على بعد "ثلاثة كيلومترات عنه"، مضيفاً "مع اقتراب الاقتتال لن يكون أمام الناس أي مكان للفرار".