العتاد العسكري الروسي في سورية... الأداء والتجربة

العتاد العسكري الروسي في سورية... الأداء والتجربة

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٥ مايو ٢٠١٦

سوريا تبقى على رأس الدول التي مازالت تعتمد بشكل كبير على الأسلحة الروسية وأدخلت على أنواعها القديمة تطويرات محليّة الصنع ابتكرتها من واقع خبرة المعارك التي يخوضها الجيش السوري مع الفصائل المعارضة والتكفيرية المسلّحة منذ عام 2011.

مثل العتاد الحربي السوفياتي والروسي الصنع منذ خمسينات القرن الماضي وحتى الآن مصدراً أساسياً لتسليح دول عديدة في الشرق الأوسط، على رأسها الدول العربية التي استخدمت هذا العتاد بشكل أساسي خلال فترات الحروب مع إسرائيل، ومازالت بعض هذه الدول تعتمد هذا التسليح برغم تغيير بعضها لعقيدتها التسليحية لتصبح غربية بالكامل أو منوّعة المصادر. سوريا تبقى على رأس الدول التي مازالت تعتمد بشكل كبير على الأسلحة الروسية وأدخلت على أنواعها القديمة تطويرات محليّة الصنع ابتكرتها من واقع خبرة المعارك التي يخوضها الجيش السوري مع الفصائل المعارضة والتكفيرية المسلّحة منذ عام 2011، كما أضاف التدخّل العسكري الروسي منذ سبتمبر 2015 إلى الميدان السوري أنواعاً من الأعتدة العسكرية تنخرط للمرة الأولي في نزاعات مسلّحة.

تطوير الجيش السوري لما يمتلكه من عتاد

قبل التدخّل الروسي استفاد الجيش السوري كثيراً من خبرة المعارك في تطوير قدراته على استخدام المتوأفر لديه من عتاد وأسلحة ومحاولة ابتكار طرق جديدة لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من هذا العتاد لتحقيق الأهداف الميدانية المطلوبة حتى ولو استخدم بعض هذه الأعتدة في مهام لم تصمم في الأساس لتنفيذها.على مستوى سلاح الجوّ كانت الاستراتيجية المُتّبعة منذ عام 2012 تتلخّص في محاولة الاعتماد في العمليات الجويّة على الأنواع الأقدم من الطائرات تحسباً لطول أمد الحرب، ولعدم استنزاف الأنواع الأحدث من القاذفات الموجودة لديه ولذلك كانت طائرات التدريب المتقدم "L-39" تشيكية الصنع هى أول نوع تم استخدامه في المجهود الجوّي نظراً لامتلاكها قدرات على الهجوم الأرضي، وخضعت خلال المعارك لعدد من التطويرات محليّة الصنع لزيادة مرونتها القتالية ،منها تعديل نقاط التعليق الخارجية الخاصة بها لتسمح بحمل راجمات الصواريخ غير الموجّهة من عيار 80 مللم "B-8" وتعديل نقاط التعليق الخارجية لتصبح ست نقاط بدلا من أربع، ما أضاف قوة هجومية أكبر لهذه الطائرة التي استخدمت على نطاق واسع في تنفيذ الهجمات الأرضية. نظراً إلى المخاطر الكبيرة التي ظهرت خلال المعارك  جراء انتشار القواذف الكتفية المضادّة للطائرات قام مصنع الإصلاح والتأهيل في مطار النيرب بتركيب أجهزة نفث الشعلات التضليلية المضادّة للصواريخ الكتفية على أنواع الطائرات الأٌقدم في ترسانته مثل القاذفات " MIG-23ML" و "SU-22M3"والمقاتلات"MIG-21BIS". أيضاً تلقّت المروحيات متعدّدة المهام "MI-17" تحديثاً محلياً تم فيه زيادة دروع قمرة القيادة وإضافة أجهزة بث للشعلات التضليلية،  وتلقت المروحيات القتالية "MI-25" تعديلاً سمح لها بحمل أربع قنابل حرّة التوجيه على نقاط تحمليها الخارجية بدلاً من قنبلتين فقط.

في ما يتعلق بالعتاد الروسي الخاص بالمدفعية والمدرّعات فقد كان هذا القطاع الأكثر مرونة وتعرضاً للتحديث والتطوير من جانب الجيش السوري الذي استفاد بشكل مستمر من دروس العمليات داخل المدن، وهي دروس ربما لم يكن ليتعرّض لها إلا في حال اندلاع حرب واسعة مع إسرائيل وحينها يكون وقت الاستفادة والتطوير ضيقاً أكثر بكثير مما هو عليه الحال الآن. استفادت أطقم المدرّعات السورية من مواجهاتها مع تشكيلة واسعة من القواذف المضادّة للدروع متنوّعة المنشأ "صينية – روسية – أمريكية"، فاعتمدت عدّة أشكال من الدروع الإضافية لزيادة قدرة آلياتها على مواجهة القذائف المضادّة للدروع وخصوصاً قذائف الشحنة المشكلّة مثل القاذف الروسي "RPG-7". تعدّدت أشكال هذه الدروع ما بين دروع "قفصية" و"شبكية" و"تباعدية" ساهمت بشكل كبير في تقليل الخسائر التي تعرّضت لها القوة المدرّعة السورية خصوصاً خلال العام الماضي.

من الاستراتيجيات المُبتكرة التي اعتمدها الجيش السوري استراتيجية "الرمي المباشر" التي استفاد فيها من طائفة كبيرة من مدافع الميدان والرشّاشات المضادّة للطائرات وجعلها ذاتية الحركة بتركيبها على آليات أو شاحنات، واستخدامها في الإطلاق المباشر على تمركزات وتحصينات العناصر المسلّحة ما وفّر استفادة كبيرة من غزارة النيران والعيارات الكبيرة لإطلاقات هذه المدافع والرشاشات. من الأمثلة المهمّة في هذا الصدد تثبيت المدفع الرشّاش الرباعى "Yak-B" من عيار 12.7 مللم الخاص بالمروحيات المقاتلة من نوع "MI-25" على عربة نقل للاستفادة منه ومن معدل رماياته العالي الذي يبلغ ما بين 4000 الى 5000 طلقة بالدقيقة الواحدة، كما قام الجيش بنفس الشيء مع مدافع "GSh-23L" الرشّاشة من عيار 23مللم التي تتزوّد بها المقاتلات والمروحيات الروسية الصنع، حيث قام بإزالتها من الطائرات المتضرّرة أو التي خرجت من الخدمة وثبّتها على شاحنات للاستفادة من معدل رمايتها الذي يتعدّى 3000 طلقة في الدقيقة الواحدة. ايضاً قام الجيش السوري بتعديل عدد من مجنزرات "K12 Kub" الحاملة لقواذف منظومة الدفاع الجوي "SAM-6"، وقام بتثبيت المدافع المضادّة للطائرات "S60" من عيار 57 مللم عليها لتصبح مدافع ذاتية الحركة تُستخدم للرمي المباشر على الأهداف الثابتة.

اشتملت هذه الاستراتيجية على نماذج سورية أخرى منها تثبيت مدفع الميدان روسي الصنع "M-46" على شاحنات ثقيلة ليتحوّل إلى مدفع ذاتي الحركة من عيار 130 مللم، كان أداؤه ممتازاً خلال المعارك نظراً لمرونة استخدامه وسرعة نقله وهي مميّزات لا تتوافر فيه إذا كان مقطوراً. أيضا قامت البحرية السورية بالاستفادة من بعض المدافع الموجودة على متن قطعها البحرية مثل مدفع "2M-3" من عيار 23 مللم وتثبيتها على متن شاحنات عسكرية من نوع "ZIL-131". استلهمت الوحدات السورية في بعض تعديلاتها تعديلات تم تنفيذها في نزاعات دولية سابقة مثل الحرب في أفغانستان واقتبست منها على سبيل المثال تعديل تم فيه تثبيت مدفع مضادّ للطائرات ثنائي السبطانة من عيار 23 مللم على ناقلة الجنود المدرّعة "BMP-1" ما حوّلها إلى ناقلة جند وعربة دعم قتالي ثقيلة التسليح في آن واحد. كان من النماذج اللافتة أيضاً ضمن استراتيجية "الرمي المباشر" استخدام الجيش السوري لمنظومة مكافحة الألغام "UR-77" في التدمير المباشر للمنازل التى يتحصّن بها المسلّحون مستفيداً من القدرات التدميرية لشحنة هذه المنظومة التي تستطيع تدمير منطقة بطول 90 متراً وعرض ستة أمتار، وفي هذا الاستخدام استلهم الجيش السوري تجربة مماثلة للجيش الروسي في حرب الشيشان الثانية.

من أهم التعديلات التي أجرتها الأطقم الفنية السورية على الدبّابات و الآليات المدرّعة المتوافرة لديها تعديل استهدف حماية هذه المعدّات من مخاطر الصواريخ أمريكية الصنع المضادّة للدروع "TOW" والتي استخدمتها المجموعات المسلّحة ضدّ الدبّابات السورية وتسببّت في خسائر جسيمة بها، أُطلق على هذا التعديل إسم "سراب-1" وهو عبارة عن منصّة تحتوي على ثلاث أو أربع خلايا لبثّ نبضات من الأشعة تحت الحمراء للتشويش على مستقبلات الأشعة الموجودة في منصات الإطلاق الخاصة بصواريخ "TOW"، ما يؤدّي إلى حرف الصاروخ عن مساره لأنه من المعروف إن هذه النوعيات من الصواريخ تبثّ عقب إطلاقها دفعات متقطّعة من نبضات الأشعة تحت الحمراء كي يتسنّى لمنصة الإطلاق تحديد موقع الصاروخ وتصحيح اتجاهه. تم تثبيت هذه المنصّة على الدبّابات وناقلات الجند المدرّعة والعربات التي تحمل الرشاشات المضادّة للطائرات، وشكّل هذا التعديل الومضة الأبرز في المجهود الفني السوري لمواجهة التهديدات التي ظهرت خلال سير المعارك.

المعدّات الروسية الحديثة في الميدان السوري

أدخل الجيش الروسي إلى الميدان السوري طائفة كبيرة من الأسلحة والمعدّات العسكرية كان من بينها أنواع تدخل للمرة الأولي في حال قتالية حقيقية. بالنسبة إلى سلاح الجوّ الروسي فقد أدخل إلى الأجواء السورية وقاعدة حميميم الجويّة معظم الأنواع التي يمتلكها من المقاتلات والقاذفات وطائرات النقل والتنصّت والحرب الألكترونية بجانب المروحياّت القتالية. من ضمن هذه الطائرات أنواع تُستخدم للمرة الأولى في مهام قتالية مثل القاذفة "SU-34" والقاذفات الاستراتيجية "TU-160" و"TU-95MS" والمقاتلات متعدّدة المهام "SU-30" و"SU-35" وطائرة الاستطلاع والتنصّت "Tu-214R"، بالإضافة إلى انواع أخرى كان لها سجل حافل بالعمليات القتالية خلال السنوات السابقة مثل القاذفات "SU-24" و"SU-25" والقاذفات الاستراتيجية "TU-22M3" وطائرات الاستطلاع والتنصّت "IL-20" و"AN-30B"، بجانب طائرات النقل الاستراتيجي من نوعي "An124" و"IL-76" وطائرات التزوّد بالوقود جواً "IL-78M".

استخدم سلاح الجوّ الروسي عدداً من الطائرات من دون طيّار خلال عملياته في سوريا، منها طائرات تستخدم للمرة الأولى مثل طائرات "FORPOST" و"ZALA 421-16E" و"AILERON-3SV" بجانب طائرة "ORLAN-10" التي استُخدمت سابقاً في ميادين حربية أخرى مثل شرق أوكرانيا وجورجيا. أيضاً استخدم سلاح الجوّ الروسي للمرة الأولى في عملياّته الحربية مناطيد المراقبة من نوعي "LION" و"ARESTOTE".

في ما يتعلق بالذخائر المُستخدمة خلال العمليات الجويّة الروسية المستمرة حتى الآن في سوريا فقد اشتملت على طيف واسع من القنابل غير الموجّهة والصواريخ الموجّهة. بعض من هذه الذخائر يتم استخدامه قتالياً لأول مرّة وهي الصواريخ الجوّالة جوّ - أرض "KH-555" و"KH-101" التي أطلقتها القاذفات الاستراتيجية الروسية في اكتوبر 2015 على أهداف داخل سوريا في أكبر غارة بالصواريخ الجوّالة في تاريخ العمليات الجويّة الروسية. استخدم سلاح الجوّ الروسي أيضاً عدداً من الذخائر الموجّهة بالليزر منها الصاروخ "KH-25ML" والصاروخ "KH-29" والقنبلة "KAB-500/S-E" والقنبلة "KAB-1500LG-Pr-E". بجانب الذخائر الموجّهة بالأقمار الصناعية "KAB-250SE" والذخائر التقليدية "FAB-250، OFAB-250، OFZAB-500، FAB-500 M62، BETAB-500" والصواريخ البحرية من نوع "KH-35U" التي حملتها قاذفات "SU-34" خلال دوريات المراقبة البحرية التي نفّذتها على طول السواحل السورية . كان للذخائر العنقودية تواجد أيضاً ضمن الذخائر المُستخدمة في العمليات الجويّة حيث استخدم سلاح الجوّ الروسي قنابل "RBK-500" لنشر القنيبلات العنقودية المضادّة للأفراد من نوع "AO-2.5RT" والمضادّة للدروع من نوعي "SPBE-D" و"PTAB-1M".

بالنسبة إلى المروحيات شهد الميدان السوري العملية القتالية الأولى للمروحيات المقاتلة "MI-28N" التي شاركت في دعم السيطرة السورية على مدينة تدمر، وعلى الرغم من فقدان الجيش الروسي لمروحية من هذا النوع خلال العمليات نتيجة لخلل فني إلا أن الميدان السوري شكّل فرصة ممتازة للتجربة القتالية لهذا النوع الذي يعتبر الأحدث في الترسانة الروسية. شاركت في العمليات الروسية أيضاً المروحية متعدّدة المهام "MI-8AMTSH" والمروحيات القتالية "MI-24P" و"MI-35" و"KA-52" التي قدّمت دعماً رئيسياً للقوات السورية خلال العمليات في ريف اللاذقية وتدمر.

على مستوي المدرّعات والقوّة البريّة أدخل الجيش الروسي إلى الميدان السوري أحدث دبّاباته "T-90A" والتي قدّمت أداء قتالياً رفيعاً خصوصاً في التعامل مع صواريخ "TOW" الأمريكية المضادّة للدروع والتي شكّلت مُعضلة أمام القوة المدرّعة السورية، حيث تمكّنت منظومة "SHTORA" المثبتة على دبّابات "T-90A" من التشويش على مستقبلات الأشعة الحمراء في منصّات إطلاق الصواريخ الأمريكية، ما أدى إلى فشل كل محاولات استهداف الدبّابات الروسية بهذا النوع من الصواريخ، حتى في حال إطفاء منظومة "SHTORA" تمكّنت دروع " Kontakt-5" الموجودة على متن الدبّابات الروسية من تحمّل ضربات الصواريخ الأمريكية. دخلت أيضاً إلى الميدان الروسي أنواع أخرى من المدرّعات منها ناقلتا الجند المدرعتان "BTR-82A" و"BPM-97" بجانب العربات متعدّدة المهام من نوعي "TIGER" و"IVECO IMV". كان لصنف المدفعية والمدفعية الصاروخية نصيب مهم من التواجد الروسي في سوريا حيث أدخلت روسيا راجمات الصواريخ "TOS-1A" صاحبة الأداء المتفوّق الذي رجّح كفّة القوات السورية في عدّة معارك بجانب راجمات "Uragan" و"Smerch" ومدفعية الميدان من نوع "MSTA-B" التي كان لها دورمهم جداً في الهجوم السوري لتحرير مدينة تدمر ومنظومة الصواريخ الباليستية ""Iskander-M التي ظهرت للمرة الأولى فى الميدان خارج روسيا.

اشتمل المجهود العسكري البرّي للجيش الروسي في سوريا على عدّة منظومات مساعدة منها منظومات الدفاع الجوّي الأحدث في الترسانة الروسية "S400" والتي يتم تشغيلها للمرّة الأولى خارج الأراضي الروسية انطلاقاً من قاعدة حميميم الجويّة بالتزامن مع تشغيل مماثل على الحدود بين تركيا وأرمينيا. كما تم نشر منظومات المدى القصير والمتوسط "9K33 Osa" و"Pantsir-S1" بالإضافة إلى منظومة الحرب الألكترونية "krahuna4" ومنظومة الكشف الراداري المضادّ للرمايات المدفعية "1L219M". لتطهير حقول الألغام خصوصاً في مدينة تدمر استعان الجيش الروسي بروبوت إزالة الألغام "URAN-6" ومنظومة فتح الثغرات "UR-83p".

في ما يتعلق بإجراءات الحماية الألكترونية من الصواريخ والعبوات الناسفة فقد استخدم سلاح الجوّ الروسي بنجاح كبير منظومة الحماية "SAP-518" على طائرات الجناح الثابت، ومنظومة " L370E8 Vitebsk" على متن المروحيات للحماية من مخاطر الصواريخ الحرارية المضادّة للطائرات، كما استخدم منظومة " RP-377" لحماية آلياته من مخاطر العبوات الناسفة لاسلكية التفجير.

كان للبحرية الروسية دور رئيس حتى في ما قبل بدء التدخل الجوّي في الميدان السوري منتصف عام 2015، فقط كانت سفن الإنزال التابعة لأسطولي بحر البلطيق والبحر الأسود بجانب سفن البحرية التجارية وسفن نقل الوقود ومشتقاته تصل بانتظام إلى ميناء طرطوس السوري، وتصاعدت رحلاتها منذ فترة التجهيز لبدء العمليات الجويّة الروسية وحتى الآن إلى ما يشبه جسراً بحرياً منتظماً تحدثنا عنه بشكل مفصّل في مقال سابق، بالإضافة إلى هذه السفن أدخلت البحرية الروسية إلى السواحل السورية مجموعة من أحدث سفنها التي لأول مرة تنفّذ مهام قتالية وهى الكورفيتات الصاروخية "Zelenyy Dol" و"Serpukhov" الأحدث في الترسانة الروسية والتي تنتمى للفئة "Buyan-M" المسلّحة بصواريخ "Kalibr" الجوّالة ونفّذت مناوبات مراقبة أمام السواحل السورية. شاركت أيضاً في العمليات البحرية الروسية قطع بحرية متنوّعة منها المدمّرة  "Smetlivyy" والفرقاطة  "Ladnyy" والطرادان الصاروخيان"Varyag" و"Moskva" اللذان شاركا في مظلّة الدفاع الجوّي الروسية في سوريا عن طريق منظومات الدفاع الجوّي"S-300F"  الموجودة على متنهما.

كانت أهم العمليات الهجومية التي نفّذتها القوات البحرية الروسية في سوريا الغارة الصاروخية التي نفّذتها انطلاقًا من بحر قزوين مجموعة بحرية تكوّنت من الفرقاطة "Dagestan" وثلاثة كورفيتات صاروخية أطلقت جميعها صواريخ كروز من نوع "Kalibr NK" النسخة "3M-14T" المخصّصة لسفن السطح، يحمل كل منها رأسأً حربية زنتها 450 كجم على أهداف في شرق ووسط سوريا وكانت الغارة ناجحة وهي الأولى من نوعها في التاريخ البحري الروسي المعاصر.

دفعت البحرية الروسية أيضاً إلى السواحل السورية سفنا للأغراض البحثية والتدريبية والاستطلاعية، منها سفينة الأبحاث والمسح البحري " donuzlav" وسفينة التنصّت والاستطلاع "SSV-201 Priazovye" وكاسحة الألغام "DragorulKovrovets" والرافعة البحرية "kil-158" التي حملت في رحلتها الأخيرة إلى سوريا زورقي دورية سريعين من نوع "raptor". كما تناوبت على الخدمة في قاعدة طرطوس البحرية الروسية ورشتا الإصلاح العائمتان "PM-56" و"PM-138".

لاشك إن العمليات العسكريّة الروسية في سوريا وما أدت إليه من نتائج إيجابية على المستوي الميداني وعلى مستوى أداء الأسلحة الروسية الحديثة في ميدان عسكري شرس مثل الميدان السوري، قد أعطى قيمة مُضافة كبيرة للصناعات العسكرية الروسية التي تضرّرت على مدار السنوات الماضية بفعل الوضع الاقتصادي الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والهزائم العسكرية التي تعرّضت لها جيوش تتسلّح بالتسليح الروسي مثل الجيش العراقي. انعكست هذه النتائج  على صادرات الأسلحة الروسية التي بلغت العام الماضي 14.5 مليار دولار. لكن الأكيد إن الخبرات الفنية والميدانية التي اكتسبتها الأطقم الروسية والسورية خلال هذه المعارك ستنعكس إيجاباً على أداء القوات المسلّحة والتصنيع العسكري في كلا البلدين خلال الفترة القادمة في ما بعد انتهاء الحرب في سوريا وهي نهاية مازالت بعيدة على ما يبدو.