شارون أطاح بيغن الذي اعتكف في بيته حتى مماته.. فهل يعود السيناريو اليوم بعد تعيين ليبرمان وزيرًا للأمن ويكون نتنياهو “الضحيّة”!

شارون أطاح بيغن الذي اعتكف في بيته حتى مماته.. فهل يعود السيناريو اليوم بعد تعيين ليبرمان وزيرًا للأمن ويكون نتنياهو “الضحيّة”!

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٤ مايو ٢٠١٦

عندما كان مناحيم بيغن، رئيسًا للوزراء في إسرائيل، تعرضّ للضغط السياسيّ الشديد من قبل مجموعات عديدة لتعيين أرئيل شارون وزيرًا للأمن. بيغن، كان خائفًا من هذا التعيين، وقال فيما قال أخشى أنْ يقوم شارون بإحضار الدبابات ومُحاصرة ديوان رئيس الوزراء، ولكن في نهاية المطاف رضخ للضغوط وعيّن شارون وزيرًا للأمن.
شارون، لم يُحاصر ديوان بيغن بالدبابات، بل قام بتوريط إسرائيل، دون علم بيغن، في الوحل اللبنانيّ، وبعد أنْ وضعت حرب لبنان الأولى أوزارها في العام 1982، اكتشف بيغن أنّ شارون خدعه، الأمر الذي أثّر عليه نفسانيًا، وما هي إلّا عدّة شهور حتى اعتكف في بيته، وعلى ما يبدو أُصيب بانهيارٍ عصبيٍّ، وبقي معتكفًا حتى مماته. وتعيين أفيغدور ليبرمان وزيرًا للأمن من قبل نتنياهو يُعيد إلى الأذهان قصة بيغن-شارون، ويطرح السؤال: هل سيكون مصير نتنياهو كمصير بيغن؟
هذا طبعًا، إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ ليبرمان لم يُخفِ يومًا طموحه في الوصول إلى منصب رئيس الوزراء في إسرائيل. علاوة على ذلك، يتساءل المُراقبون في إسرائيل: هل تعيين ليبرمان في هذا المنصب الحسّاس، سيؤدّي إلى تعجيل العدوان الإسرائيليّ على غزّة، علمًا أنّ ليبرمان هدّدّ بتحويل قطاع غزّة إلى ملعب كرة قدم؟
ليبرمان الذي وصف مؤخرًا نتنياهو بالكذّاب والمُراوغ والهارب من المسؤولية، وقال عنه أيضًا إنّه يستحّق جائزة الدجل السياسيّ، وهاجم ليبرمان، نهج حكومة نتنياهو في”مكافحة الإرهاب”، واصفًا إياها بحكومة انهزامية، لا تملك أي قدرة على ضمان أمن مواطني إسرائيل، وفق وصفه، ومع كلّ ذلك، القذارة التي تُميّز السياسة الإسرائيليّة، دفعت بنتنياهو إلى تعيينه وزيرًا للأمن، وقام الأخير أمس الثلاثاء في اجتماع كتلة حزبه (يسرائيل بيتينو) بالاعتذار عن الهجوم السافر الذي شنّه ضدّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، وقال إنّ هذه الأمور تحدث خلال الجدل السياسيّ.
في السياق عينه، قالت صحيفة (غلوبس) الاقتصاديّة-الإسرائيليّة إنّه رأينا في الأسبوع الماضي عرضًا لسياسة دنيئة، وربما بنيامين نتنياهو نفسه يعترف بذلك. هل وصلت القذارة لذروة جديدة كما قال الكثيرون، بعضهم جيدون؟ غير أكيد.
وتابعت: دافيد بن غوريون قاد اليمين ليس أفضل بكثير من تصرف نتنياهو اليوم مع اليسار. أيضًا داخل الحزب الحاكم كانت منافسات مريرة، مصحوبة بتعبيرات قاسية، ولا ننسى جماعات “هبوعيل” التي تأسست من أجل العمل بقوة وبلا هوادة ضد العداوة داخل “مباي” وخارجه، والكثير غيرها. ورأت الصحيفة أنّ القذارة كانت موجودة في الماضي، وبعبارة أخرى: السياسة لم تكن نظيفة في أي مكان وزمان، السياسة النظيفة ليس لها وجود، والأسبوع الماضي هو تعبير آخر عن هذا الواقع. في كل مرة يحدث ذلك، نشعر بالغثيان، لكننا نتجاوز ذلك، يجب أن تصل الأمور لتطرف شديد يؤدّي إلى ثورة الشعب، وفي أعقابها يظهر حكم جديد، وعادة ليس أقل فسادًا بكثير من سابقه.
ومع ذلك، لفتت الصحيفة إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ الحاليّ، بنيامين نتنياهو ليس كبن غوريون. وأوضحت: الفرق بالمسؤولية، وهذا فرق جوهري، بن غوريون سياسي حاذق، لم يكن يومًا سيُعيّن ليبرمان أوْ مَنْ مثله في منصب حساس كهذا ومسؤول عن أمن الدولة. وساقت قائلةً نعتقد أن مناحيم بيغن أيضًا، على الرغم من أنّه، دعونا نتذكر، حين عين أريئيل شارون في منصب وزير الأمن، سُمعت أصوات غضب وقلق مثل اليوم. حتى هنا يوجد فرق كبير، شدّدّت الصحيفة، شارون كانت لديه كل المؤهلات التي لا يمتلك ليبرمان أي منها، القلق منه كان بسبب طبيعته وشخصيته.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذا ليس التعيين الأول لنتنياهو الذي يعتبر غير دقيق، بل قبله كان تعيين داني دانون كسفير للأمم المتحدة. في حال كان علينا رسم نموذج لشخص مستحيل أنْ يتعين في هذا المنصب، كان يمكن فعل ذلك طبقًا لصورة دانون، هذا لم يكن تعيينًا غريبًا وساخرًا، بل أيضًا عديم المسؤولية. هذا التعيين كان يجب أنْ يقول لنا إنّه لا حد لقلة مسؤولية نتنياهو ولامبالاته على ما يبدو. وتساءلت الصحيفة: إذًا كيف يمكن إبعاد هذا الرجل عن السلطة؟
ايهود باراك لا يمكن أنْ يفعل ذلك مرة أخرى. بالرغم من المظهر الجديد الذي يسوقه لنا، يجب أنْ نقول له: لا، شكرًا، لكن هناك آخرين. العرض اليوم ليس بائسًا جدًا. من الأفضل أنْ نكرس التفكير في هذا الأمر، بدلًا من إجراءات سياسية عديمة الأفق، على حدّ تعبير الصحيفة.