ما الدرس الذي على أردوغان استخلاصه من هذه الصورة؟

ما الدرس الذي على أردوغان استخلاصه من هذه الصورة؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٤ مايو ٢٠١٦

أشار كاتب تركي إلى المغزى التاريخي للزيارة التي قام بها الرئيس التركي الأسبق تورغوت أوزال إلى دمشق، عام 1987، ولقائه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.

وقال الكاتب حسن جمال، في مقاله بعنوان «لن تنجح»، إن الزيارة تشير للميدان المستقل، الذي كانت تركيا تمتلكه في سياستها الخارجية، حتى خلال أقصى أيام الاستقطاب بين الكتلتين الشرقية والغربية، قبل التسعينات. حيث كانت تجمع بنفس الوقت صفات العضوية الراسخة في الحلف الغربي وبناء سياسات متوازنة اتجاه بعض القوى الإقليمية، ومنها سورية.

ويقول جمال، في مقاله الذي ترجمته "آسيا نيوز"، إن السياسة الخارجية المتوازنة لتركيا بدأت مع انفتاح رئيس الوزراء الأسبق بولنت اجاويد على دول العالم الثالث المقربة من موسكو، حيث قام عام 1978 بأول زيارة رسمية إلى يوغوسلافيا ملتقياً الزعيم الاشتراكي البارز جوزيف تيتو، وحتى أن حديثاً بدأ يجري عن احتمال انفصال تركيا عن حلف الناتو. ومن بعدها كرت سبحة حملات الانفتاح على الدول المختلفة مع التمسك بقوة التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وذكر جمال أن سورية، عندما زارها أوزال في 1987، وعقد معها اتفاقات تجارية واقتصادية، كانت تحمي حزب العمال الكردستاني وزعيمه أوجلان. ونفس الشيء ينطبق على إيران، التي كانت علاقة تركيا معها سيئة بعد انتصار الثورة الإسلامية، ورغم ذلك حرصت الحكومات المتلاحقة على مد جسور التواصل معها.

وأفاد بأن أوزال عندما وصل للحكم في 1983 أصدر تعليمات بأن يتم تلافي كل المشاكل مع الجيران، والتركيز على تحسين الاقتصاد، وسرعان ما أتبع ذلك بخطوات لتحسين العلاقات المضطربة مع اليونان. مضيفاً أنه عند المقارنة مع السياسة الخارجية التركية اليوم، نرى أن أردوغان يحاول مفاوضة الأوربيين على تنفيذ طلباته تحت طائلة الابتعاد عن الاتحاد الأوروبي والتقارب مع العالم الإسلامي، ويقوم ضمن هذا الإطار بتجاهل قيم العدالة والمساواة والعلمانية وحقوق الإنسان. وبنفس الوقت لا يقيم سياسة خارجية متوازنة بين أقطاب العالم والقوى الإقليمية.

ويختم الكاتب حسن جمال بالقول إن أردوغان وبكلمة بسيطة لن ينجح فيما يصبو إليه.