برنامج حزب "البديل": الإسلام ليس جزءاً من المشهد الألماني

برنامج حزب "البديل": الإسلام ليس جزءاً من المشهد الألماني

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢ مايو ٢٠١٦

أقر حزب "البديل من أجل المانيا" اليميني الشعبوي، الأحد، برنامجه الأول منذ تأسيسه قبل ثلاث سنوات تضمن نبرة مناهضة للاسلام، واكد سعيه "لاستقطاب الأكثرية" في البلاد.
وقرر المندوبون الـ2400 المشاركون في أعمال مؤتمر حزب "البديل من أجل المانيا" في شتوتغارت (جنوب غرب)، أن "الاسلام ليس جزءاً من المشهد في المانيا" وإنه "يجب حظر" المآذن والآذان والحجاب.
وتعالت صيحات الاستهجان لدى القاء كلمات أكثر اعتدالاً دعت مثلاً الى "وقف الأسلمة وفتح حوار مع الإسلام".
وقال أحد المندوبين إن "الإسلام بحد ذاته سياسي!"، في حين أشار اخر الى "الشريعة والعمليات الانتحارية والزيجات القسرية".
وكما كان مرتقباً هيمنت القضايا المتعلقة بالهوية والدين على النقاشات خصوصاً وان الجناح الأكثر ليبرالية في الحزب لم يتردد بالكلام عن حماية "الثقافة الغربية المسيحية" من خلال التعامل مع الإسلام على أنه جسم غريب، وفقاً للخطاب الذي القاه السبت المتحدث باسم هذا التيار يورغ موتن.
ويستعد "البديل من اجل المانيا" لخوض الانتخابات التشريعية في العام 2017 بعد أن فاز بنصف البرلمانات المحلية في الأقاليم. وهو حصل على زخم جراء النجاح الذي حققه أخيراً "الحزب الشعبوي" النمسوي (يمين متطرف) في الدورة الأولى من الاقتراع الرئاسي النمسوي، وبعد اشهر على التقدم الذي احرزه حزب "الجبهة الوطنية" في الانتخابات الاخيرة في فرنسا.
والسبت، قالت زعيمة الحزب فروك بيتري لدى افتتاح المؤتمر في شتوتغارت (جنوب غرب): "الصيف الماضي قالوا إنه لم يعد لدينا وجود"، مشيرة الى أن نسبة التأييد للحزب ارتفعت من 3 الى 13 في المئة، وفقاً لدراسة نشرتها الأحد صحيفة "بيلد". وقالت الصحيفة إن هذا الحزب بات ثالث أحزاب البلاد.
واضافت ان الحزب "لاستقطاب أكثرية" يريد ان يحدد "مشروعه المضاد" الذي لم يكن واضحاً حتى الان. وتحول نهج الحزب منذ تأسيسه في ربيع العام 2013 الذي كان يكتفي بمعارضة اليورو، الى معاداة اللاجئين في خريف العام 2015 في أوج تدفق طالبي اللجوء الى المانيا، ثم الى معاداة الاسلام منذ اغلاق الحدود.
وفي ختام مؤتمره كرر الحزب معارضته للعملة الأوروبية الموحدة، داعياً الى انهاء "تجربة اليورو" عبر استفتاء في المانيا حول هذه المسألة.
ووصف موتن حزبه بانه مزيج من "التيار المحافظ المعاصر" و"الليبرالية" و"الوطنية السليمة التي هي القاسم المشترك لكافة المواطنين الصالحين".
ودعا الى رفض "المانيا عام 1968 التي تأثرت باليسار" واعلاء "الاوجه الايجابية في تاريخ المانيا ومؤسسي الهوية الالمانية" معربا عن الاسف لكون الذاكرة الرسمية للبلاد "تقتصر" على ماضيها النازي.
اذا كان حزب "البديل من اجل المانيا" موحداً حول الترويج لديموقراطية مباشرة والتشكيك في ظاهرة الاحتباس والرؤية المحافظة للمجتمع فانه منقسم حول مواضيع رئيسية.
الى اي درجة يجب التعامل مع اليمين المتطرف؟ السؤال اكثر خطورة في المانيا من اي بلد اخر ويسبب انقسامات منذ تأسيس الحزب بين جناحه القومي المحافظ المتمركز خاصة في شرقي البلاد، وتياره الليبرالي المحافظ الاكثر نفوذا في الغرب الحريص على عدم تصنيفه بالمتطرف.
واستبعد الحزب، السبت، بغالبية قصيرة فرعه في سار (غرب) القريب جداً من الاوساط المتطرفة، وتجنب تصويتاً حساساً حول تقارب مع "الجبهة الوطنية" الفرنسية. وقرر احد نوابه الاوروبيين ماركوس بريتزيل الانضمام الى الكتلة البرلمانية التي تقودها "الجبهة الوطنية" في ستراسبورغ.
واثار التوجه اليميني المعلن للحزب أجواء عدائية مع شرائح اخرى من المجتمع الالماني كانت واضحة في نهاية الاسبوع. فبعد الصدامات التي وقعت، السبت، مع ناشطين مناهضين للفاشية تم توقيف 500 منهم قبل اطلاق سراحهم، نشر موقع يساري ليلا البيانات الشخصية للمشاركين في المؤتمر.