تعليق "مفاوضات جنيف" إلى أجل غير مسمّى

تعليق "مفاوضات جنيف" إلى أجل غير مسمّى

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٩ أبريل ٢٠١٦

طوت مفاوضات جنيف فصلاً جديداً من فصول الفشل في إيجاد حل للأزمة السورية، مع إصرار وفد الحكومة السورية على اعتبار أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد "غير قابل للنقاش"، في مقابل تأكيد الهيئة العليا للمفاوضات أن "لا حل سياسياً بوجوده (الأسد)".
ومع بدء أعضاء "مؤتمر الرياض" بمغادرة جنيف مع الإبقاء على بعض الخبراء التابعين له لعقد الاتفاقات، كان المبعوث الدولي الى سوريا يُحاول "إنقاذ ما يُمكن إنقاذه" من خلال الاجتماع بالوفود السورية المعارضة المشاركة في المفاوضات، قبل سفره لظروف خاصّة على أن يعود بعد يومين.
وبعد أسبوع من محاولات "التفاوض العقيمة"، أعلن منسق وفد "مؤتمر الرياض" إلى مفاوضات جنيف رياض حجاب أن المعارضة "لن تقبل بعملية سياسية تُطيل عمر النظام في سوريا وأن لا حل بوجود الأسد"، في خطوة اعتبرها رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري بـ"المراهقة" في العمل السياسي، مشددا على أن مستقبل الأسد "غير قابل للنقاش".
وقل حجاب، بعد الجولة الثالثة من المفاوضات، إن "لا وجود لأي هدنة على الأرض السورية إطلاقاً، وأن الهدنة التي وافقت عليها المعارضة السورية، التزمت بها لكن النظام لم يفعل"، داعيا المقاتلين إلى "عدم التوقف عن قتال الأسد".
وأكد حجاب أنه " أنه لا يمكن أن تكون هناك محادثات مع استمرار معاناة الشعب السوري، إذ أن لا إنجازات على الجانب الإنساني منذ بدء هذه المفاوضات في جنيف، والمساعدات الإنسانية تصل إلى نسبة ضئيلة جداً من المحاصرين في سوريا". 
وإذ أكد أن المطلب الرئيسي من وراء المفاوضات هو "تشكيل هيئة حكم انتقالي بالاستناد إلى القرارات الدولية ذات الصلة على أن لا يكون لبشار الأسد مكان فيها"، طالب حجاب المبعوث الدولي بتحديد جدول زمني لتحقيق الانتقال السياسي.
واعتبر عضو وفد المعارضة السورية إلى جنيف جورج صبرا، بدوره، أن استئناف محادثات السلام السورية يعتمد على "تصحيح مسار المفاوضات" والأحداث على الأرض.
واشتكى المعارض البارز من الموقف الأميركي، وقال إنه "يدفع باستمرار باتجاه أن تبقى المفاوضات قائمة من دون أن نتلقى شيئا حقيقيا من الوعود الكثيرة"، داعياً القوى الدولية أيضاً إلى إمداد السوريين بما يُمكّنهم من الدفاع عن أنفسهم.
في المقابل، وصف رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري خطوة المعارضة بالـ"اسلوب الطفولي المراهق في عالم الديبلوماسية والسياسة".
وتعليقاً على ما أُثير عن رفض المعارضة لعرض نقله دي ميستورا ينصّ على إبقاء الأسد رئيساً بصلاحيات محدودة مع تعيين ثلاثة نواب له من المعارضة، أكد الجعفري أن "تشكيل حكومة وحدة وطنية هو موضوع النقاش الأساسي، مستقبل الرئيس السوري ليس من ولايتنا ولا اختصاصنا، فهذا الموضوع يُقرّره الشعب السوري، لا حوار جنيف، ولا حوار طوكيو ولا حوار كازاخستان".
واتهم الجعفري "الهيئة العليا للمفاوضات" بالتبعية للسعودية. وقال "ما أُثير من قرار وفد السعودية بتعليق مشاركة أعضائه في الحوار في جنيف، انما يشير الى عدم جدية هذا الطرف"، متحدّثاً عن "هيمنة العناصر الراديكالية المتطرفة داخل هذه المجموعة التي تديرها السعودية".
وقال الجعفري "هم لا يريدون أن يشاركوا، هم احرار، لكنهم غير قادرين على مصادرة حق بقية المجموعات في الاستمرار في الحوار السوري-السوري من دون تدخّل خارجي وشروط مسبقة".
وتابع قائلاً: "لدينا اجتماع غداً مع دي ميستورا الذي سيلتقي منصّات القاهرة وموسكو، والحياة تمشي بشكل طبيعي (...) من لا يحب أن يندمج في خريطة الطريق هذه من أجل سلامة سوريا واستقرارها والحفاظ على سيادة سوريا يتحمّل نتيجة أعماله".
وكان الجعفري يشير إلى وفدين آخرين من المعارضة، احداهما قريبة من موسكو والاخرى تضم شخصيات معارضة واحزاباً منها حزب "الاتحاد الديموقراطي الكردي"، يتمتعان بتمثيلية محدودة بين المعارضين ويعبران عن مواقف أكثر ليونة بالنسبة الى مصير النظام.