واشنطن: خيارات جديدة إذا فشلت الديبلوماسية وروسيا تقترح هدنة سورية في 1 آذار

واشنطن: خيارات جديدة إذا فشلت الديبلوماسية وروسيا تقترح هدنة سورية في 1 آذار

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١١ فبراير ٢٠١٦

استبقت دول مؤثرة في الحرب السورية الاجتماع الذي ستعقده المجموعة الدولية الخاصة بسوريا في ميونيخ بحملة انتقادات ضد السلطات السورية وروسيا، فيما أعلنت واشنطن، أمس، أنه يجب التفكير بخيارات جديدة إذا فشلت الجهود الديبلوماسية في حل الأزمة السورية والتوصل إلى وقف إطلاق نار، من دون تقديم إيضاحات حول نوعية الخيارات الجديدة، وما إذا كانت ستشمل الموافقة على مطلب الرياض استخدام قوات برية.
وأعلن مسؤول غربي، في ميونيخ، أن روسيا قدمت اقتراحاً لبدء وقف إطلاق النار في سوريا في الأول من آذار المقبل، لكنه أشار الى أنه لم يتم التوصل لاتفاق على العرض الروسي حتى الآن، موضحاً أن لدى الولايات المتحدة بواعث قلق تجاه بعض عناصر الاقتراح الروسي.
في هذا الوقت، كان المقاتلون السوريون الأكراد يسيطرون على بلدة منغ ومطارها العسكري، بعد معارك ضارية مع مسلحي «جبهة النصرة» و «أحرار الشام»، مقتربين أكثر من إعزاز على الحدود التركية، فيما خففت القوات السورية من اندفاعها نحو تل رفعت ومارع بعد بروز دعوات لمصالحة تفضي إلى تسليم البلدتين للقوات السورية من دون قتال.
وتحتضن ميونيخ اليوم وغداً اجتماعاً أمنياً يليه آخر للمجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 بلداً وثلاث منظمات متعددة الأطراف تبنت في تشرين الثاني الماضي خريطة طريق ديبلوماسية لحل النزاع.
وأعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مؤتمر صحافي مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار في الرباط، «وجود خطة ب» إذا فشلت المفاوضات السياسية بشأن سوريا، مكرراً أن «الحل لا يشمل (الرئيس) بشار الأسد بأي حال من الأحوال».
وقال الجبير «هناك محاولة في ميونيخ الألمانية غدا (اليوم) وبعد غد (غداً) لمحاولة إحياء المباحثات السورية على أساس مبادئ جنيف1». وأضاف «إننا حريصون على أن نحافظ على المؤسسات في سوريا، وأن نوقف القتال فيها»، معتبراً أن «المبدأ الذي تقوم عليه مباحثات ميونيخ، هو إنشاء هيئة انتقالية للسلطة، لوضع دستور جديد وإجراء انتخابات وبناء مستقبل جديد لا يشمل بشار الأسد».

ورفض الجبير الكشف عن تفاصيل تتعلق بالخطة البديلة، مكرراً أن «السعودية ملتزمة بتقديم كل ما في وسعها لأشقائها في سوريا، لمواجهة الطاغية في دمشق، وإخراجها من أزمتها، وإيجاد مستقبل جديد، لا يشمل الأسد».
وذكر الجبير أن بلاده أعربت عن استعدادها للمشاركة بقوات خاصة، إذا شارك التحالف الدولي بقوات برية لمواجهة تنظيم «داعش» في سوريا، مضيفا «سيتم بحث التفاصيل من قبل المختصين بين الدول المعنية لتحديد كيف ستكون نوعية المشاركة في هذا الأمر».
وحذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من «تصعيد خطير» إذا تم إرسال قوات برية إلى سوريا. ودعا، خلال زيارة لروما، إلى «حل سياسي للأزمة السورية وعدم إرسال قوات برية إليها، لأن ذلك سيؤدي إلى تصعيد خطير للأزمة».
وأعلن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن الملك السعودي سلمان سيزور موسكو منتصف آذار المقبل، مشيراً إلى عدم تحديد جدول الأعمال حتى الآن.

لافروف وكيري
وأكد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، خلال اتصال هاتفي، ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وضمان الوصول الإنساني للمناطق المحاصرة في سوريا.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «ركزت المحادثات على التسوية السورية في ضوء اجتماع مجموعة دعم سوريا في ميونيخ». وأضافت «أعرب الطرفان عن موقف مشترك حول ضرورة العمل من أجل وقف إطلاق النار في سوريا في أقرب وقت، وضمان الوصول الإنساني إلى كل البلدات المحاصرة، كما أنهما بحثا احتمال تنسيق اتفاقات بهذا الشأن في سياق تطبيق القرار الدولي الرقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن».
وتابع البيان «أكد الوزيران أن أحكام القرار الدولي حول صيغة المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة لا تسمح بطرح أي شروط مسبقة».
وكان كيري قد قال، خلال لقائه نظيره المصري سامح شكري في واشنطن أمس الأول، «دعونا روسيا، وندعوها مجدداً، للانضمام إلى الجهود الرامية لتطبيق وقف فوري لإطلاق النار والسماح بوصول الطواقم الإنسانية».
وحذر من أن «ما تفعله روسيا في حلب والمنطقة يجعل الأمور أكثر صعوبة للجلوس حول طاولة المفاوضات وإجراء مباحثات جدية». ودعا موسكو إلى أن «تساهم في إيجاد مناخ يمكننا فيه التفاوض»، مشيرا إلى أن الروس «جعلوا الأمور بالغة الصعوبة في الأيام الأخيرة».
وقال ديبلوماسي غربي، لوكالة «رويترز»، «سيكون من السهل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار قريباً، لأن المعارضة كلها ستكون قد ماتت. هذا وقف إطلاق نار فعال للغاية».
وقال لافروف، لمناسبة يوم «الديبلوماسي الروسي»، إن «أهم أولويات موسكو هو تشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب، تحت رعاية الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن «العملية الروسية في سوريا تهدف إلى مكافحة الإرهاب». وأضاف ان «غارات سلاح الجو الروسي موجهة لتغيير الوضع ولضمان هزيمة تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرهما من الجماعات الإرهابية».
وأعلن أن «اللجوء للحل العسكري كوسيلة وحيدة لتسوية الوضع في سوريا أمر مستحيل. من الضروري الجمع بين العمليات العسكرية والتسوية السياسية للصراع وإعادة التأهيل الاقتصادي للبلدان التي عانت من الإرهاب». وكان لافروف قد أعلن أن روسيا اقترحت على الولايات المتحدة خطة «ملموسة» لحل الأزمة السورية، مضيفاً أن واشنطن تبحث الخطة.
ورفضت وزارة الخارجية الروسية اتهام الولايات المتحدة لروسيا بالتسبب بأزمة إنسانية في سوريا. وقالت المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا إن موسكو ترى أن تصريحات واشنطن بأن روسيا تستخدم ذخيرة غير موجهة في سوريا «لا أساس لها إطلاقا من الصحة». ووصفت الاتهامات بأن روسيا سببت انهيار محادثات «جنيف 3» بأنها «محض كذب».

ماكغورك
واعتبر مبعوث الرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي ضد «داعش» بريت ماكغورك أن من شأن الضربات الروسية حول مدينة حلب أن «تعزز تنظيم داعش مباشرة»، مشيراً إلى أن الغارات تؤدي إلى ابتعاد المقاتلين «المعتدلين» عن قتال «داعش» والتحول إلى قتال القوات السورية.
وقال ماكغورك، أثناء شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، «ما تقوم به روسيا من شأنه أن يعزز تنظيم الدولة الإسلامية مباشرة». وأضاف «في الأشهر الستة المقبلة سنقوم بتسريع وتعزيز استراتيجيتنا»، لكنه أقر بأن «التقدم الذي سنحرزه لن يجري دائما مستقيماً. يجب أن نتوقع نكسات ومفاجآت».
وشدد ماكغورك على أن الولايات المتحدة ملتزمة بالتوصل لوقف لإطلاق النار في سوريا، لكن ينبغي لها دراسة خيارات إذا فشلت الجهود الديبلوماسية، معتبراً أنه ينبغي على واشنطن «أن تفكر استباقياً».
وقال ماكغورك، رداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تخطط لإسقاط مساعدات جواً، «نبحث جميع الخيارات بشأن الجانب الإنساني».
واعتبر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن القوات السورية تنفذ، مدعومة من روسيا، «سياسة تطهير عرقي متعمدة حول مدينة حلب». وقال «كل لاجئ نقبله يساعد في سياسة التطهير العرقي التي يقومون بها لكننا سنواصل قبول اللاجئين».
واتهم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس روسيا وإيران بأنهما «متواطئتان في الوحشية المخيفة» للنظام السوري، وانتقد أيضا الموقف «الملتبس» للولايات المتحدة.
ومن المؤكد أن تساهم مواقف هذه الدول في تشجيع معارضة الرياض على التشدد في المفاوضات المتوقع أن تعقد في 25 شباط الحالي. وقال المتحدث باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن اجتماع المعارضة في الرياض سالم المسلط، لوكالة «رويترز»، إن المعارضة لن تشارك في محادثات جنيف إلا إذا توقف القصف الروسي ووصلت المعونات الإنسانية للمدنيين في مناطق يسيطر المسلحون عليها.
وعزت طهران فشل مفاوضات «جنيف 3» إلى مشاركة «إرهابيين». وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان للمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، خلال مشاورات هاتفية، إن «ما تسبب بالمشاكل خلال اجتماع جنيف الأخير حول سوريا هو عدم التمييز بين المعارضين والمجموعات الإرهابية». وأضاف ان «وجود بعض الإرهابيين المعروفين في سوريا كان غير بناء».