هل ستقبل واشنطن العرض الروسي الجديد؟!

هل ستقبل واشنطن العرض الروسي الجديد؟!

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٠ فبراير ٢٠١٦

 باسمة حامد

استجابةً للطلب الأميركي من أجل «المساعدة في حل الأزمتين في كل من سورية وأوكرانيا».. كشف الوزير لافروف عن «خطة روسية ملموسة للتسوية في سورية» تبحثها الإدارة الأميركية حالياً، فهل ستتعامل واشنطن بمرونة مع تلك المبادرة؟!
في البداية لا بد من التذكير بأهمية ما أنجزته المبادرات الروسية خلال أصعب مراحل «الأزمة» لتجنيب سورية تدخلاً أميركياً مباشراً، فقد قايضت أوباما على إغلاق ملف السلاح الكيميائي السوري مقابل إلغاء الضربة العسكرية عام 2013، كما نجحت بإفشال المحاولات السعودية القطرية التركية لاحتكار أطراف المعارضة عبر استقطابها لمعارضين سوريين وأيضاً فصائل مسلحة إلى معسكرها لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي.
وبالتالي، لاشك أن الخطة الروسية الجديدة «للتسوية» ستتضمن مطلباً أساسياً لدى دمشق ألا وهو ضمان «ضبط الحدود» مع الأردن وتركيا على وجه التحديد، إلا أن واشنطن لن تضغط الآن على حليفيها التركي والأردني لتنفيذ هذا البند، ومع ذلك ربما تتعامل مع الخطة بأشكال أخرى حفاظاً على خطوط التواصل مع روسيا كأن تترك مساحة ما للتفاهم بين الأردنيين والروس على هذه المسألة (وزيارة مسؤولين عسكريين أردنيين لموسكو مؤخراً بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع السوري تؤكد وجود سياسة استيعاب مدروس للدور الأردني).
فمع وصول الجيش العربي السوري وحلفائه إلى مشارف الحدود التركية لإغلاقها بالقوة.. أصبح المشهد في سورية يختلف تماماً عمّا كان عليه في السنوات السابقة:المتغيرات الميدانية والسياسية تميل سريعاً باتجاه كفة (تحالف موسكو)، وثمة عوامل واقعية عدة جعلت وزير الخارجية الروسي لافروف يأمل من الولايات المتحدة «رداً سريعاً» على الخطة الجديدة، ومن الواضح أن المسؤولين الأميركيين ينظرون إلى تلك العوامل بجدية لأنهم يتحدثون بها بصوت مرتفع يثير حفيظة وغضب السعوديين والأتراك، ومنها:
1- الحضور الروسي المباشر في سورية وهذا الأمر: «غيّر ضوابط اللعبة وحسابات الأطراف المختلفة».
2- «انتهاء ثنائية القطبية وبزوغ تكتلات دولية متعددة تهدد نفوذ الولايات المتحدة» وفق ما أعلنه مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية /جيمس كلابر/ أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ.
3- الإقرار بالمكانة السياسية التي بات يحظى بها الرئيس الأسد إثر إخفاق محاولات الإطاحة به، وهو ما أعلنه صراحةً مدير وكالة الاستخبارات العسكرية /فينست ستيوارت/: «الرئيس السوري بات لاعباً معتبراً على المدى الطويل في المنطقة».
4- اتفاق الشركاء الدوليين مع الرؤية الروسية حيال أولوية محاربة الإرهاب والتطرف، وإيجاد السبل اللازمة لوقف تدفق اللاجئين.
وفي ظل الخلاف الأميركي التركي حول قضية الأكراد والمحاولات الجارية لإبقاء عملية جنيف على قيد الحياة.. ليس من المستبعد أن يلقى العرض الروسي الجديد آذاناً مصغية لدى الإدارة الأميركية، والأرجح أن واشنطن ستأخذ منه ما يناسب مصالحها في ضوء الانتصارات الميدانية الراهنة، بحيث ستترك لحليفيها السعودي والتركي تنفيذ إرادتها بالمضي قدماً نحو الخيار العسكري ومن ثم الاصطدام بالحائط الروسي ومواجهة القوات الشرعية على الأرض، فأي قوات برية ستدخل دون إذن من الحكومة السورية ستعد بمنزلة «عدوان يستوجب مقاومته»، على حين ستقدم نفسها (كصانعة السلام) وخصوصاً أنها استبقت انعقاد اجتماع ميونيخ بتسليط الضوء على المساعي «الإنسانية» التي يبذلها جون كيري للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في سورية وتقديم مساعدات للمدنيين!!