عين «إسرائيل» على أنفاق غزة.. فهل تجرؤ على استهدافها؟!

عين «إسرائيل» على أنفاق غزة.. فهل تجرؤ على استهدافها؟!

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٠ فبراير ٢٠١٦

عباس الزين - بيروت برس -
ينظر الإحتلال "الإسرائيلي" الى الإنتفاضة المشتعلة في الضفة الغربية والقدس بعين، وعينه الأخرى على غزة وأنفاقها، والإستعدادات التي تجريها المقاومة الفلسطينية هناك للحرب المقبلة، التي لا شك ستحصل، لكن التوقيت يبقى مرهونًا بمدى جاهزية "اسرائيل" لها، وإمكانية أخذ هكذا قرار من قبلها، مع ما له من تبعات سلبية عليها أمنيًا وسياسيًا، الى جانب اكتمال استعدادات المقاومة، وقدرة غزة على تحمل أعباء حرب جديدة بعد العدوان الأخير عليها. لكن ما هو مؤكد، انه لو أنّ لـ"اسرائيل" قدرة في الوقت الراهن على مهاجمة المقاومة في غزة، لما ترددت لحظة في ذلك، بغض النظر عن وضعية المقاومة واستعداداتها.

تتصاعد المخاوف "الإسرائيلية" مؤخرًا من إمكانية تمدد الإنتفاضة الى غزة، والتي ستتحول حينها الى انتفاضة شاملة مسلحة، وبما أنّ المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الإحتلال "الإسرائيلي" لم تعد مواجهات مباشرة، بل أصبحت أكثر تعقيدًا على الإحتلال، مع دخول الصواريخ البعيدة المدى بالإضافة الى الأنفاق ضمن استراتيجية المقاومة في الحرب، لا سيما ان الأنفاق مكنت المقاومة خلال الحرب الأخيرة من التسلل والمواجهة خلف خطوط العدو. كل هذا جعل حكومة الإحتلال تتريث كثيرًا، قبل اخذ اي قرار له علاقة بمهاجمة مواقع المقاومة وأنفاقها في غزة.

وفي هذا السياق، بدأت تتعالى الأصوات داخل الحكومة "الإسرائيلية" ومن المعارضين لها، مطالبةً نتنياهو بأخذ قرار تدمير انفاق المقاومة في غزة والتي تصل الى الداخل الفلسطيني المحتل. فقد دعا زعيم "المعارضة الإسرائيلية" يتسحاق هرتسوغ، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إلى سرعة العمل ضد أنفاق قطاع غزة. وهاجم هرتسوغ – زعيم تكتل حزب العمل - نتنياهو متسائلًا عن "سبب تقاعسه عن العمل ضد أنفاق القطاع على غرار ما يفعله النظام المصري بأنفاق رفح جنوب قطاع غزة"، وأضاف "هيرتسوغ" في تصريحات نقلتها المواقع العبرية، إنه على نتنياهو ويعالون إعطاء الجيش "الإسرائيلي" الأوامر ببدء تدمير أنفاق غزة، وعدم انتظار الفلسطينيين حتى يبدأون هجماتهم. وانتقد زعيم المعارضة سياسة نتنياهو في التعامل مع أنفاق المقاومة الفلسطينية على حدود قطاع غزة، وتساءل: "لماذا الانتظار؟، أننتظر حتى يخرج الفلسطينيون ومعهم السلاح على أي كيبوتس أو مستوطنة؟".

في غضون ذلك، كشفت القناة "الثانية" أن وزير التعليم في حكومة نتيناهو نفتالي بينت، قدم اقتراحًا قبل عدة أسابيع في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، لشن هجوم موسع ضد الانفاق التي تحفرها حركة "حماس" من قطاع غزة الى داخل المناطق المحتلة عام 1948، في حين أشارت مصادر في الحكومة "الإسرائيلية"، الى ان "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير حربه موشيه يعلون رفضا بشكل قاطع اقتراح بنيت"، واوضح المصدر أن "بنيت كان وحده في هذا الرأي خلال الجلسة، وأن أيّ أحد من الوزراء لم يؤيّد موقفه"، مضيفًا أن "ممثلين عن الجيش والشاباك عارضا عملية "اسرائيلية" مبادر اليها في هذا التوقيت ضد الأنفاق".

من جانبه، أفاد مصدر أمني رفيع مقرب من وزير الحرب "الاسرائيلي" موشيه يعلون، أنه "من الأجدر لوزراء "الكابنت" أن يتوقفوا عن تصريحات صبيانية غير مسؤولة هدفها فقط مخادعة الشعب "الاسرائيلي"، فتصريحات بعض الوزراء المستعدين لجر "اسرائيل" لحرب وفق أسباب سياسية، هي اهداف سخيفة، وتشكل خطرًا على امن "اسرائيل". وأضاف المصدر قائلًا: "إن تطلب منا الامر الخروج للحرب فسنفعل ذلك، ولكن ليعلم الجميع ان الحرب ليست لعبة اطفال او مكان لكسب اصوات الناخبين في صناديق الانتخابات، او من اجل الكسب بعناوين في الصحف"، وأشار المصدر إلى أنّ "الحرب تعني حياة "الاسرائيليين"، فنشاطات الجيش ضد الانفاق متواصلة عبر افضل الوسائل التكنولوجية، وعلى الوزراء ان يتوقفوا عن جنونهم والادلاء بتصاريح وشعارات".

كلام بنيت والرد الرسمي عليه، يُظهر بشكلٍ واضح المستقبل القريب للتطلعات "الإسرائيلية" بخصوص غزة، فحكومة الإحتلال في ظل عجزها عن انهاء الإنتفاضة المشتعلة في الضفة، لن ترضخ للضغوط عليها داخلية كانت او خارجية، لعلمها ان اي حرب تعلنها على غزة لن تكون شبيهة بالحروب الماضية حتى، بل ان الخسائر ستكون جسيمة أكثر من ذي قبل.

الى ذلك، فإنّ المخاوف "الإسرائيلية" الحالية من الإقدام على اي حرب ضد قطاع غزة، لعدم تواجد الجرأة على اتخاذ قرار مهاجمة الأنفاق من داخل القطاع، تأتي بالتزامن مع تحركات شبه يومية للجرافات التابعة لجيش الإحتلال على مشارف قطاع غزة، وذلك بحثًا عن الأنفاق.

وفي هذا السياق، افاد قائد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" غادي آيزنكوت، إن "نحو 100 من المعدات الهندسية تبحث عن الأنفاق على حدود قطاع غزة، وأن تهديد الأنفاق على رأس أولويات الجيش"، وأضاف آيزنكوت، خلال كلمة ألقاها بحفل تأبين قائد أركان الجيش السابق "أمنون شاحاك" بـ"هرتسليا"، إنّ "البت بصوابية القيام حاليًا بعملية استباقية ضد الأنفاق لا يتم على الإعلام، ولكن بمكانه المناسب"، معتبرًا أنّ مكافحة تهديد الأنفاق على رأس سلم أولويات جيش الاحتلال. وأضاف آيزنكوت: ""حماس" اختارت توجيه الكثير من الطاقات للأنفاق، وبالتالي خلق توازن أمام "إسرائيل" حسب اعتقادهم، وإدخال قوات سرية لتنفيذ العمليات"، لافتًا الى انه "نحن في ذروة جهود تكنولوجية استخبارية هندسية بهذا الخصوص، وهنالك بحث موسع عن أي فكرة ممكنة لمعالجة هذا التهديد".