موسكو تقترح على واشنطن خطة "ملموسة" لحل الأزمة السورية

موسكو تقترح على واشنطن خطة "ملموسة" لحل الأزمة السورية

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٠ فبراير ٢٠١٦

طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري مجدداً، الثلاثاء، من روسيا "وقفاً فورياً لاطلاق النار" في سوريا قبل يومين من مؤتمر دولي حول هذه الحرب، فيما أكد نظيره الروسي سيرغي لافروف أن واشنطن طلبت من موسكو المساعدة في حل الأزمتين السورية والأوكرانية.
وقال لافروف، الثلاثاء، إن روسيا اقترحت على الولايات المتحدة خطة "ملموسة" لحل الأزمة السورية، مشيراً إلى أن واشنطن تبحث الخطة.
وأضاف لافروف في مقابلة مع صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس": "هم يحاولون تحميلنا مسؤولية ما يحدث حالياً في سوريا وأوكرانيا، ولكن في الوقت ذاته يهرعون إلينا طالبين المساعدة في حل الأزمة السورية، وضمان وقف إطلاق النار".
وفي شأن الأزمة الأوكرانية، أشار الوزير الروسي إلى أن "الولايات المتحدة تقول إنها تفهم كل شيء، وأن الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو غير قادر الآن على تنفيذ كل شيء، لكنهم ومع ذلك يطلبون المساعدة، وغيرها".
وقال لافروف: "لا في سوريا ولا في أوكرانيا يستطيعون فرض السيطرة من دوننا، بالعكس هم يطلبون المساعدة منا بعد أن أصيبوا باليأس نتيجة سياستهم"، مؤكداً في الوقت ذاته استعداد بلاده تقديم المساعدة شرط الالتزام بالمواثيق والمعاهدات التي تم الاتفاق عليها، سواء فيما يتعلق بسوريا أو أوكرانيا.
من ناحية ثانية، قال لافروف: "فيما يتعلق بتركيا، فقد تفاجأنا بدعم برلين اللامحدود لأنقرة فيما يتعلق بمجمل حيثيات الأزمة السورية، والذي عبرت عنه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال زيارتها لهذا البلد(تركيا).. هم إضافة إلى ذلك يعتبرون روسيا المذنب الرئيسي في كل ما يحدث، بزعم أن الضربات الجوية التي يوجهها سلاح الجو الروسي كانت سبباً في زيادة أعداد اللاجئين".
وتعليقاً على قضية المشاركة الكردية في عملية حل الأزمة السورية، قال لافروف إن إصرار تركيا على استبعاد الأكراد من المفاوضات موقف فيه الكثير من الفوقية ولا تشاطره أي أطراف أخرى.
وفي هذا السياق، أشار وزير الخارجية الروسي إلى أن أنقرة قد طالبت بشكل سافر من واشنطن أن تختار بين تركيا والأكراد، مشدداً على ضرورة توجيه الولايات المتحدة رسالة إلى أنقرة مفادها بأن الأكراد، و"حزب التحالف الديموقراطي"، الذي تعتبره السلطات التركية إرهابياً، هم حلفاء واشنطن في محاربة "داعش".

 وقف النار
ومن جهته، أبلغ كيري الصحافيين لدى استقباله نظيره المصري سامح شكري في وزارة الخارجية في واشنطن: "دعونا روسيا وندعوها مجدداً للانضمام الى الجهود الرامية لتطبيق وقف فوري لإطلاق النار والسماح بوصول الطواقم الإنسانية".
وحذر من أن "ما تفعله روسيا في حلب والمنطقة يجعل الأمور أكثر صعوبة للجلوس الى طاولة المفاوضات وإجراء مباحثات جدية"، في اشارة الى الغارات الجوية الروسية منذ اكثر من اسبوع على المدينة الواقعة في شمال سوريا دعماً لهجوم القوات الحكومية.
ويطلب كيري علنا ًويومياً على الاقل منذ الاربعاء، وقف عمليات القصف الروسية التي "تحصد اعداداً كبيرة من النساء والاطفال".
واضاف كيري "نرى كل ما يحدث وندرك تماماً ان هذه اللحظة حاسمة".
وكان كيري يتحدث قبل يومين من اجتماع جديد الخميس في ميونيخ للمجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 بلدا وثلاث منظمات متعددة الاطراف تبنت في تشرين الثاني 2015 خريطة طريق ديبلوماسية للنزاع.
ويطالب النص الذي اصدر مجلس الأمن الدولي قراراً فيه في 18 كانون الاول، بوقف لاطلاق النار والسماح للطواقم الانسانية بالوصول الى المدن السورية المحاصرة.
وقال كيري الذي يؤيد منذ اشهر تقارباً مع موسكو لايجاد حل للنزاع السوري الذي اوقع 260 الف قتيل على الاقل وتسبب بنزوح الملايين خلال خمس سنوات: "هذا سيكون موضوع الاجتماع وسيكشف ايضاً الطريق الطويل الذي لا يزال أمامنا".

الكويت و"داعش"
قال وزير الدولة الكويتي لشؤون مجلس الوزراء، محمد المبارك الصباح إن الكويت تساند الجهود الدولية لمكافحة الجماعات الإسلامية المتشددة في العراق وسوريا، على الرغم من أن دستور البلاد يمنعها من إرسال قوات للقتال في الخارج.
وأكد في مقابلة صحافية أجراها في دبي، إن "الكويت تقف كتفاً بكتف مع اخوتنا في السعودية على كل الجبهات. نحن دائماً مستعدون وقادرون على تقديم ما يلزم لشركائنا الخليجيين داخل حدود دستورنا".
وأضاف، في وقت متأخر الاثنين، أن هذا يمكن أن يكون من خلال "تبادل المعلومات وتوفير المنشآت اللازمة للتحالف لتسهيل أنشطته".
والكويت عضو في تحالف يضم 34 دولة أعلنته الرياض في كانون الأول بهدف مكافحة تنظيمي "داعش" و"القاعدة" في العراق وسوريا وليبيا ومصر وأفغانستان.
كما تقدم عدة دول خليجية منها الكويت أشكالاً مختلفة من الدعم للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويحارب "داعش" في سوريا منذ 2014.
وبرزت قضية المشاركة الخليجية في العراق وسوريا بعد أن قالت السعودية، الاثنين، إنها مستعدة لإرسال قوات خاصة إلى سوريا، كما قالت الإمارات العربية المتحدة إنها على استعداد لإرسال قوات لتدريب ودعم التحالف بقيادة واشنطن ضد "داعش".

قواعد جوية
وكان ديبلوماسيون في المنطقة قد أعلنوا أن الكويت سمحت لبعض القوات الجوية الأجنبية المشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، باستخدام قواعد جوية داخل أراضيها.
وتستطيع الكويت (عضو منظمة "أوبك" التي غزاها العراق في العام 1990 ) إعلان حرب للدفاع عن نفسها إذا تعرضت لتهديد مباشر لكن دستورها يحظر شن حرب هجومية.
وتوجد على أراضيها قواعد عسكرية أميركية. وقد شهدت أعنف هجوم ينفذه متشددون منذ عشرات السنين في حزيران الماضي، حين فجر انتحاري سعودي نفسه داخل مسجد للشيعة مكتظ بالمصلين، ما أسفر عن مقتل 27 شخصاً. وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هذا الهجوم.