أوباما أكد كلام روسيا بشأن بيع النفط الداعشي في تركيا والبنتاغون يناشد موسكو عدم استخدام صواريخ «جو-جو» لضرب طائرات التحالف

أوباما أكد كلام روسيا بشأن بيع النفط الداعشي في تركيا والبنتاغون يناشد موسكو عدم استخدام صواريخ «جو-جو» لضرب طائرات التحالف

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢ ديسمبر ٢٠١٥

بعد الجهود التركية المستميتة لدفع اتهامات روسية المؤكدة بشأن بيع النفط الداعشي داخل الأراضي التركية وتسهيل أنقرة مرور ذلك النفط عبر أراضيها، جاءت التأكيدات هذه المرة على لسان الرئيس الأميركي باراك أوباما، عندما قال: إنه لا يزال هناك بعض الثغرات التي يستغلها إرهابيو تنظيم داعش على الحدود السورية التركية، لإدخال مقاتلين أجانب وبيع النفط، مكذباً حليفه التركي الذي حاول أن يوهم الرأي العام العالمي بعدم صحة هذه الحقائق. وقال أوباما: إنه أجرى محادثات أكثر من مرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن القضية، في وقت دعا فيه روسيا وتركيا إلى التركيز على العدو المشترك وهو داعش.
في سياق آخر حمّلت روسيا حلف شمال الأطلسي مسؤولية إسقاط المقاتلة الروسية فوق الأراضي السورية، من خلال الغطاء السياسي الذي وفرته لتركيا، وأكدت أنه من السابق لأوانه الحديث عن اقتراب تشكيل تحالف موسع مشترك لمحاربة تنظيم داعش، على حين أعرب البنتاغون عن أمله في عدم استخدام موسكو طائراتها الحربية في سورية المزودة بصواريخ «جو-جو» لضرب طائرات التحالف الدولي.
وقال مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسي، ألكسندر غروشكو أمس: إن الناتو يتحمل مسؤولية إسقاط القاذفة الروسية.
وأشار المسؤول الروسي إلى أن حلف شمال الأطلسي غطى على تركيا سياسياً في هذه المسألة وهو ما يحمل الحلف المسؤولية عن إسقاط المقاتلة الروسية.
من جانبه أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن نائبه أجرى مباحثات مع المندوب الروسي وأكد له ضرورة تخفيف التوتر بين روسيا وتركيا وإجراء اتصالات مباشرة بين البلدين والتوصل إلى اتفاق حول منع تكرار هذه الحوادث. كما أعلن ستولتنبرغ أن الحلف سيقوم بتدريب عسكريين من العراق والأردن وتونس من أجل مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
إلى ذلك قال المتحدث الصحفي للرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف: «إنه من السابق لأوانه الحديث عن اقتراب تشكيل تحالف موسع مشترك بين جميع الأطراف الدولية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي» بعد اجتماعات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في باريس أمس الأول، منوهاً «بتزايد الوعي الدولي بأهمية التنسيق في هذا الموضوع».
وأضاف بيسكوف، في تصريح له: «ثمة تزايد في الإدراك بضرورة تكثيف تبادل المعلومات، ولكن الظروف لم تنضج بعد من وجهة نظر شركائنا بشأن التعاون الحقيقي، والعملي في مكافحة الإرهاب، وتنظيم داعش الإرهابي».
إلى ذلك دعا رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس روسيا إلى إعادة قنوات الحوار.
وقال داود أوغلو خلال زيارة إلى الشطر الشمالي في قبرص الذي تحتله تركيا: «يجب أن نجلس إلى الطاولة وأن نبحث ما يجب القيام به بدلاً من توجيه اتهامات عارية من الصحة».
وفي محاولة تركية لامتصاص الغضب الروسي وإعادة المياه إلى مجاريها بين الطرفين ذكر داود أوغلو أن العلاقات بين تركيا وروسيا «مكسب لكلا الطرفين»، مؤكداً ضرورة «عدم فتح المجال أمام منظومة علاقات تجعل الجانبين خاسرين».
وكان الرئيس الروسي رفض أمس الأول لقاء أردوغان في باريس، مجدداً امتلاك معلومات مؤكدة بأن كميات كبيرة من النفط المسروق من داعش تصل إلى تركيا بإشراف شخصيات مقربة من أردوغان، مشيراً إلى أن إسقاط الطائرة الروسية كان بهدف تأمين سير وعبور المنتجات النفطية إلى الموانئ التركية التي يتم فيها تعبئة ناقلات النفط.
في سياق متصل دعا نواب أتراك إلى ضرورة الإسراع بترميم العلاقات مع روسيا حتى لا تواجه تركيا خسائر فادحة. وقدّر أعضاء في البرلمان التركي الخسائر التي يمكن أن تترتب على قيود وضعتها روسيا على التعامل مع تركيا وخاصة الاستيراد منها، رداً على عدوانها الذي استهدف طائرة روسية لا تهدد تركيا في سماء سورية، بـ20 مليار دولار. من جهة أخرى اعتبر البنتاغون أن قرار موسكو تزويد طائراتها الحربية في سورية بصواريخ «جو -جو» سيؤدي إلى تعقيد الوضع في السماء، معرباً عن أمله في عدم استخدام تلك الصواريخ لضرب طائرات التحالف الدولي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية ميشال بالدانسا في تصريح صحفي: «وستؤدي هذه الأسلحة إلى مزيد من التعقيد للوضع في أجواء سورية، دون أن تساهم بأي شكل من الأشكال في مكافحة «داعش» الذي ليس له أي قوات جوية».
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أمس الأول أن طائراتها المشاركة في العملية العسكرية في سورية نفذت أول طلعاتها المزودة بصواريخ «جو -جو».
إلى ذلك نفى مصدر عسكري دبلوماسي صحة ما أعلنته بعض وسائل الإعلام من أن السفن الروسية تواجه مصاعب في عبور مضايق البحر الأسود بسبب تدهور العلاقات بين روسيا وتركيا.