بالصورة... كاريكاتير عمره 57 عاماً يشرح الأزمة السورية

بالصورة... كاريكاتير عمره 57 عاماً يشرح الأزمة السورية

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٣٠ نوفمبر ٢٠١٥

قد تكون المسألة نوعاً من التكرار التاريخي، أو كما يقول ماركس من أن التاريخ يكرر نفسه مرتين. ولكن فعلاً يلقي كاريكاتير من العام 1958 الضوء على الأزمة السورية وكأنه يشرحها اليوم.

الكاريكاتير المذكور نشرته مجلة «كروكوديل» (التمساح) السوفيتية، ملقية الضوء على أزمة 1957 وأزمة حلف بغداد، الذي أقامته تركيا لتحقيق طموحات أمريكية. حيث يظهر مصبحاً كتب عليه رمز الاتحاد السوفيتي وقد ضبط بالجرم المشهود اللصَّين، تركيا وأمريكا، يحاولان دخول البيت السوري عنوة.

وفي ذاكرة الأيام أن الولايات المتحدة الأمريكية، وخوفاً من وصول أعدائها الشيوعيين إلى السلطة في المنطقة، قامت بتأسيس حلف بغداد. وفي في أوائل نيسان عام 1956 حثت جمعية مخططي سياسات الشرق الأوسط في الـCIA الخارجية و البيت الأبيض على الانضمام إلى بريطانيا و العراق في التخطيط للقيام بانقلاب في سورية، وأكد السفير الأمريكي جيمس موز أن حكومة سورية موالية للعراق هي الحل العملي الوحيد النافع لإبعاد سورية عن جمال عبد الناصر، و من ثم عن الاتحاد السوفيتي.

وفي تشرين الثاني من نفس العام توجه ضباط من الجيش السوري، أوكلت إلى بعضهم أدوار رئيسية في الانقلاب، نحو الشعبة الثانية و تحديداً إلى مكتب العقيد عبد الحميد السراج يسلموه الأموال و يطلعوه على خطة الانقلاب وأسماء المشتركين و أسماء ضباط الـ CIA الذين دفعوا لهم الأموال. وكشف رئيس الوزراء السوري في جلسة سرية في مجلس النواب المؤامرة العراقية ضد سورية و الدور البريطاني – الأمريكي في هذه المؤامرة، و مذكرات اعتقال تطال 47 متهماً بينهم نواب و ضباط جيش. قامت سورية على الإثر بطرد ضباط الـCIA العاملين في السفارة الأمريكية بدمشق واعتبرتهم أشخاصا غير مرغوب فيهم بعد أن ضبطتهم بالجرم المشهود.

في آب 1957 و بعد فشل المؤامرات الانقلابية من الداخل ضد سوريا، بدأت الولايات المتحدة محاولة غزوها من الخارج باستخدام حجة طالما استخدمتها الإدارة الأمريكية و هي استيلاء الشيوعية الدولية على سورية  فقد وصلت الإدارة الأمريكية إلى قناعة مفادها أن إسقاط الحكم القائم في دمشق لن يتأتى إلا بالتدخل المسلح. وتحضيراً لعملية الغزو وراسل زير الخارجية الأمريكية جون فوستر دالاس كلا من رئيس الوزراء البريطاني "هارولد ماكميلان " و وزير خارجيته سلوين لويد، و رئيس وزراء «إسرائيل» "بن جوريون "  الرئيس اللبناني "كميل شمعون" و وزير خارجيته "شارل مالك". تناولت هذه الرسائل الوضع في سوريا و المنطقة في فترة ما بعد السويس و التغلغل السوفيتي في سوريا. بعد ذلك وصل للمنطقة مندوب على مستوى عالٍ هو لوي هندرسون. بعد مغادرته مباشرة في 3 أيلول عام 1957 تحركت القوات التركية لتتجمع باتجاه حلب، و قوات عراقية باتجاه الحسكة و دير الزور بتحريض من الولايات المتحدة، و في 13 أيلول عام 1957 رئيس الوزراء السوفيتي بولغارين يهدد بضرب تركيا في حال قامت بهجوم على سوريا وأن التحرك التركي مخطط له من قبل الولايات المتحدة. بدورها ردت الولايات المتحدة بإنذار السوفيت بأنه لو حدث ذلك فإنها ستجد نفسها مجبرة على تنفيذ تعهداتها و التزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي و مبدأ أيزنهاور.

بعد حشد القوات التركية و العراقية و تسليم الأردن و لبنان كميات كبيرة من الأسلحة واحتمال مشاركة «إسرائيل» في الحرب على سورية والتحركات الأمريكية المشبوهة في المنطقة، و بتأثير من الضغط الشعبي في الدول العربية الذي تسرب إليه أنباء الحشود والتآمر الأمريكي على استقلال سوريا بدأت الدول العربية الموالية للغرب تنفض الواحدة تلو الأخرى عن صفوف الغرب. وفشلت المؤامرة. وكما يحدث اليوم لعب الحزم الروسي دوراً هاماً في لجم الأتراك، ومن ورائهم الأمريكيين، عن تنفيذ مخططاتهم في سورية. هذا ما تحدث به كاريكاتير عمره 57 عاماً