بن جاسم “ينقلب” على “تميم” من لندن .. يُحيي روسيا ويُبارك للإيرانيين بملفهم النووي

بن جاسم “ينقلب” على “تميم” من لندن .. يُحيي روسيا ويُبارك للإيرانيين بملفهم النووي

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٥

بعد عامين تقريباً من عزله عن مناصبه الثلاثة الأهم، عقب تولي “تميم بن حمد آل ثاني” السلطة في قطر، ظهر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني على السطح كاسراً حاجز الصمت في محاضرة ألقاها يوم الخميس الماضي، في المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية “تشاتام هاوس”، متحدثاً ومجيباً على أسئلة الحضور الذي ازدحمت بهم القاعة لمدة ساعة.

الشيخ حمد بن جاسم الذي يعتبر واحداً من أغنى الأغنياء في منطقة الخليج، ويلقب بالرجل الذي اشترى لندن، وتقدر ثروته بما يفوق العشرين مليار دولار، ويقيم في أغلى شقة في بريطانيا، وربما العالم بأسره، في منطقة نايتسبردج الفخمة، كان واثقاً من نفسه وهو يتحدث في المعهد الملكي البريطاني، ومحاطاً ببعض مساعديه ورجاله من دولة قطر، من بينهم ابن شقيقه الشيخ جبر الذي كان مسؤولاً عن الإعلام الخارجي، وأبعد من منصبه بعد إبعاد عمه.

وفاجأ الشيخ بن جاسم الحضور عندما قال: “يجب أن نرسل قوات لمحاربة الدولة الاسلامية.. الدول العربية، أمريكا، وأوروبا، وأن نطالب الأمم المتحدة بلعب دور وترسل 20 ألف جندي إلى سوريا.. سوريا في حال فوضى.. هناك دماء على أيدي “القبائل”، والأمر يحتاج إلى ثلاث سنوات حتى يتم تهدئة الوضع و20 عاماً لإعادة بناء البلاد”.

وامتدح التدخل الروسي في سوريا قائلاً: “إن إرسال قوات روسية خاصة خطوة جيدة”، وأضاف “أن روسيا تلعب دوراً كبيراً وإيجابياً”، وهذا الموقف قد يتعارض مع موقف حكومة بلاده التي تدهورت علاقاتها مع موسكو مؤخراً، بعد أن ألغى أمير قطر زيارة مقررة لموسكو.
وبرر العدوان العسكري السعودي على اليمن بقوله: “إنه تدخل ضروري لقصف الحوثيين في اليمن، فالسعودية مهددة من قبل التدخل الايراني، ولا بد أن تكشر عن أنيابها”. بحسب وصفه.

وانتقد استبعاد الدول الخليجية من المفاوضات حول الاتفاق النووي مع ايران، وقال “إن صيغة 5+1 كانت خطأ من قبل أمريكا، وتساءل لماذا يتعاطى معنا الإيرانيون الآن؟”، ولكنه قال: “أن هذا الاتفاق مهم للمنطقة، وامتدح الايرانيين كمفاوضين جيدين وأذكياء، ويعرفون كيف يناورون وأرفع لهم القبعة”.

وحذر بن جاسم الاسرائيليين بقوله: “أنهم يجب أن يدركوا بأنهم محاطون بـ 400 مليون عربي”، وقال موجها كلامه لهم: “أنتم تملكون اليد العليا الآن، ولكن أنتم محاصرون. اقبلوا حدود عام 67 وحل الدوليتن، وتفوقكم العسكري لن يدوم إلى الأبد”.

وتطرق إلى الانتقادات العنيفة لدول قطر بسبب سوء معاملتها للعمال الجانب الذين يشاركون في بناء منشآت كأس العالم لعام 2022، وقال: “نحن لسنا متعودين على الانتقاد، ونحن نعمل ما في وسعنا، وأنا شخصياً لا لأهتم بكأس العالم، فهذا أمر لا يعنيني، وأنا لست من عشاق كرة القدم”.

يبقى شيئ واحد بعد الظهور المفاجئ لوزير الخارجية القطري، وهو، معرفة لماذا ظهر رئيس وزراء، ووزير خارجية، ورئيس صندوق الاستثمار القطري السابق في هذا التوقيت، ولماذا خرج عن صمته؟

قد يكون هناك عدة تفسيرات، إحداها وهو المرجح، رغبته في التمهيد للمنافسة على منصب الأمين العام للأمم المتحدة في حال شغوره، وثانيها أنه يتطلع إلى العودة للسياسة والبحث عن دور “ريادي” في بلده قطر، فالعلاقات بينه وبين الأمير الحالي “تميم”، ليست على ما يرام، وإن كانت هناك مصادر تؤكد أن علاقته مع الأمير الوالد حمد بن خليفة ما زالت جيدة ويلتقي به بين الحين والآخر.

الجدير بالذكر أن حمد بن جاسم، يواجه دعوة قضائية أمام المحكمة العليا في لندن رفعها السيد فواز العطية يتهمه فيها بسجنه وتعذيبه، ويطالب بتعويض مالي كبير جداً، ولكنه نفى هذه التهم نفياً قاطعاً، ووظف شركة محاماة ضخمة في بريطانيا (كارتر راك) لتمثيله والدفاع عنه.