الغارات الروسية تدفع أميركا لتبديل برامجها العسكرية في سورية

الغارات الروسية تدفع أميركا لتبديل برامجها العسكرية في سورية

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٠ أكتوبر ٢٠١٥

عباس الزين - بيروت برس -
بدأت نتائج الغارات الروسية على مواقع المجموعات المسلحة المقاتلة في سوريا تنعكس على مواقف الإدارة الأميركية، فالمعالم الجديدة التي رسمها هذا الدخول على الميدان السوري دفع الولايات المتحدة الأميركية الى تغيير الإستراتيجية المتبعة في تدريب المسلحين، والعمل على خطط جديدة ملائمة للوضع الجديد في سوريا، حيث أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية اليوم أن "البنتاغون سيقلص برنامجه لتدريب ما يسمى "المعارضة السورية المعتدلة" وسيركز بدلًا من ذلك على اختيار الذين يجب تدريبهم وتسليحهم". ونقلت مصادر صحفية عن المسؤول قوله إن "النموذج السابق كان قائمًا على تدريب وحدات من المشاة ونقوم الآن بالتغيير إلى نموذج من شأنه أن يؤدي إلى امكانيات قتالية عسكرية أكبر".
يأتي هذا الإعلان بعد الفشل الذي منيَ به البرنامج السابق، حين دخل المسلحون الى سوريا قادمين من مراكز تدريبهم في تركيا على يد مدربين أميركيين، ليسلموا أنفسهم مع أسلحتهم وعتادهم بعد وصولهم الى المجموعات التكفيرية وعلى رأسها تنظيم "داعش".
تترافق التطورات الجديدة في النظرة الأميركية للميدان السوري، مع غارات فرنسية جديدة على مواقع المجموعات المسلحة، لا سيما في الرقة، واللافت الإعلان الفرنسي الصريح عن عدم التنسيق مع الإدارة الأميركية بما يخص تلك الغارات، مع أن فرنسا هي من ضمن البلدان المشاركة في "قوات التحالف" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وقد أشار وزير الدفاع الفرنسي ايف لودريان الى أن "سلاح الجو الفرنسي شن سلسلة غارات ثانية على مواقع يستخدمها "داعش" في سوريا"، مؤكدًا أنّ "باريس تجري مشاورات بهذا الشأن من واشنطن لكنها تعمل من تلقاء نفسها". وتابع لودريان أن "الغارات الفرنسية الجديدة نفذت ليلة الخميس الجمعة في الرقة اعتمادًا على معلومات استطلاعية أشارت إلى أن مسلحين لهم خطط لشن أعمال إرهاب بأوروبا يتواجدون في هذه المنطقة".
بدورها، كشفت الغارات الروسية على مواقع المسلحين التي تزعم الإدارة الأميركية محاربتهم، مدى الإنخراط الأميركي في دعم المجموعات التكفيرية، فالغارات الروسية التي بدأت منذ أيام حققت ما عجزت طائرات التحالف بقيادة أميركا عن فعله خلال أشهر، حيث أشارت هيئة أركان القوات المسلحة الروسية الى أن "الطائرات الروسية تمكنت من تدمير 60 هدفًا للتنظيمات الإرهابية في حلب والرقة وحماة وإدلب واللاذقية". وأكد نائب رئيس هيئة الأركان الفريق إيغور ماكوشيف أنه "تم تدمير 6 مراكز قيادة واتصالات و6 مخازن للذخائر والمحروقات و17 معسكرًا لتدريب الإرهابيين و3 منشآت تحت الأرض و16 تحصينًا وموقعًا دفاعيًا مع الأسلحة و11 منطقة تمركز للاحتياطات التابعة للتنظيمات الإرهابية و17 سيارة ومدرعة ومنظومتي صواريخ".
وفي الوقت نفسه، تتقدم وحدات من الجيش السوري والمقاومة بشكل واسع في حماة من محور سهل الغاب، حيث أعلن مصدر عسكري أن "وحدات من الجيش السوري سيطرت بشكل كامل على قرية البحصة خلال العملية العسكرية الواسعة التي تنفذها وحدات من الجيش والقوات المسلحة على تجمعات المسلحين في ريف حماة الشمالي". ويأتي ذلك بعد إطلاق الجيش السوري عمليةً عسكريةً برية واسعة في سهل الغاب بريف حماه مدعوماً بغطاءٍ جوي سوري روسي مشترك. وتمكن الجيش من التقدم باتجاه مرتفعات السرمانية بموازاة السيطرة على المرتفعات الغربية لجبال الجب الاحمر في ريف اللاذقية. كما تقوم وحدات من الجيش السوري مدعومة بغطاء جوي من قبل سلاح الجو السوري الروسي المشترك، بتكثيف العمليات على بلدة كفر زيتا التي تعد من أبرز معاقل تنظيم "جبهة النصرة" شمال مدينة حماة بنحو 38 كم.
الى ذلك، أكدت المصادر العسكرية "سقوط قتلى بين صفوف التنظيمات الإرهابية وتدمير عدد من تجمعاتهم بضربات مركزة لسلاح الجو في الجيش السوري في كفر نبودة ومحيط المغير ومحيط معركبة والمنصورة في ريف حماة الشمالي وقرية الهبيط على الحدود الإدارية لمحافظة إدلب". وتقدّر المساحة التي خسرها "جيش الفتح" جراء العمليات الأخيرة التي أطلقها الجيش السوري في ريف حماة بحوالي 70 كلم، تقسّم على مساحة تبلغ نحو خمسين كيلومتراً على محور مورك، وعشرين كيلومتراً على محور قلعة المضيق في المنطقة ذاتها بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة، استخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة المدفعية الثقيلة والمتوسطة، إضافة الى سلاح الطيران الذي استهدف بغاراته مراكز وتجمعات ونقاط انتشار المسلحين في القرى التي شهدت العملية وجوارها.
وقد سيطر الجيش السوري على قريتي معركبة وعطشان وتلتي سكيك والحوير على محورٍ اول، وفي محور آخر، سيطر الجيش على بلدة كفرنبودة وقرية المغير شرق قلعة المضيق وتل الصخر شمال شرق المغير، وتل عثمان غرب بلدة كفرنبودة في منطقة ريف حماه الشمالي.