كابول تدق باب موسكو لمساعدتها في مواجهة الإرهاب.. فمن التالي..؟

كابول تدق باب موسكو لمساعدتها في مواجهة الإرهاب.. فمن التالي..؟

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٩ أكتوبر ٢٠١٥

تتسع دائرة الدول المطالبة بالتدخل الروسي في أراضيها، لمواجهة التنظيمات الإرهابية، وبعد أن فشلت القوات الأمريكية وقوات الناتو في مهمة بدأت في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأبن الذي بدأ "حربه المقدسة" ضد الإرهاب في أفغانستان ومن بعدها العراق، واستمرت هذه الحرب المفترضة حتى نشاة التحالف الستيني الذي دعا إليها الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، بحجة مواجهة داعش، ويتضح من خلال مراجعة تاريخ هذه الحرب الأمريكية على الإرهاب إنها لم تؤدي إلا إلى توسع رقعة وجود التنظيمات الإرهابية، فمن أفغانستان وباكستان وحتى الهند في أقصى شرق القارة الصفراء، وحتى أقصى غرب القارة الإفريقية، إضافة إلى ازدياد حالة "عودة الجهاديين" إلى أوروبا ضمن قوارب المهاجرين غير الشرعيين.

ومع بداية عمليات التحالف الذي دعا إليه الرئيس الروسي من خلال الضربات الجوية والصاروخية التي نفذتها القوات الروسية ضد مواقع الإرهاب في سوريا، تحولت بوصلة الحدث إلى موسكو، وباتت الدول التي تعاني من الوجود التكفيري في حالة تسابق لطلب المعونة الروسية في ضرب الإرهاب، وفي جديد هذا الملف، ناشد النائب الأول للرئيس الأفغاني عبد الرشيد دوستم، موسكو بدعم كابول في مكافحة الإرهاب.

وفي تصريحات إعلامية، أوضح المتحدث باسم نائب الرئيس الأفغاني، سلطان فايزي، أن روسيا تقوم بتقييم الوضع في أفغانستان لترى ما الذي يمكن أن تقدمه للمساعدة، مشيرًا إلى أن روسيا ملتزمة بدعم أفغانستان من حيث مساعدة قواتها الجوية والعسكرية، مضيفاً  «نفتقر إلى الدعم الجوي والأسلحة والذخيرة، ونحتاج إلى الكثير من الدعم والمساندة لمكافحة الإرهاب».

ولفت إلى أنه تم إبلاغ الرئيس الأفغاني لدى زيارته إلى روسيا، بقلق المسؤولين من ظهور مسلحي "داعش" في أفغانستان واستيلائهم على المزيد من الأراضي، وسيطرة حركة طالبان على إقليم قندوز في شمال أفغانستان الأسبوع الماضي.

الخطوة الأفغانية تأتي بعد أن تسبب تهاون القواعد الأمريكية المنتشرة في أفغانستان بالتعامل مع تقدم الميليشيات التكفيرية للسيطرة على مدينة "قندوز" الأفغانية، والسيطرة عليها في سيناريو شبهته وسائل الإعلام الأمريكي بسقوط الموصل العراقية بيد تنظيم داعش، الأمر الذي عرّى توظيف المخابرات الأمريكية للميليشيات التكفيرية لخدمة مصالحها، وتعتبر الخطوة الأفغانية مؤشر على بدأ انهيار "سياسة القطب الواحد" على المستوى العسكري، بعد أن أنهارات على المستوى السياسية من بوابة الملفين السوري والأوكراني، وهذا دليل على إن الخيار السوري في طلب المعونة العسكرية من الحليف الروسي كان وسيبقى خيارا استراتيجية يدلل على عمق فهم القيادة السورية لمسار السياسة العالمية، لذا كان من الطبيعي أن ترحب العراق وتناشد أفغانستان الحكومة الروسية بالتدخل لمواجهة الإرهاب، وسيكون قاتلاً في حال طلبت الحكومة الليبية المعترف بها شرعياً من الحكومة الروسية ذات الخطوة، مما سيعني إن الحكومات المستفيدة من الفوضى الأمنية في الدول النفطية لتحقيق أغراضها وأهدافها السياسية على مستوى المنطقة والعالم، ستجد نفسها محصوراً في الخانة الضيقة، الأمر الذي ما يؤكد تغير شكل العالم سياسيا وعسكريا