كاتب تركي: الروس اخترقوا أرضنا قبل أن يخترقوا أجواءنا

كاتب تركي: الروس اخترقوا أرضنا قبل أن يخترقوا أجواءنا

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٨ أكتوبر ٢٠١٥

رأى الكاتب التركي المعارض، يلماز أوزديل، وأحد أهم كتاب الزاوية في البلاد، أن الروس اخترقوا الأراضي التركية قبل أن يخترقوا أجواءها، وذلك عبر شبكة الغاز الطبيعي التي أقاموها في مدن تركيا من شرقها إلى غربها.
 
وقال يلماز في زاويته الساخرة بعنوان «لقد اخترقوا أجواءنا»، في صحيفة «سوزجو»: لقد أقاموا أطول أنبوب في العالم لنا، طوله 1200 كيلومتر. والسبب هو أن أبعاد البحر الأسود هي بهذا المقدار، ولو أنه مثل المحيط مثلاً  لكان طول الأنبوب بمقدار المحيط. وبناءً عليه قام الإعلام التركي العظيم بنشر الخبر تحت عنوان «الأنبوب العظيم». هناك العديد من البلدان في العالم، ولكن الروس لم يبنوا أنبوباً كهذا من أجل أي من تلك البلدان، لقد انتفخت صدور المواطنين فخراً.
 
عندها نظر الروس ورأوا امتناننا بالأنبوب، فمدوا لنا أنبوباً آخر معتبرين أنه ربما يكون الأنبوب الأول، الذي يسير من الشمال للجنوب، غير كافٍ، فكان هذه المرة بخط طولاني، يبلغ مداه 2000 كيلومتر. أدخلوه من مشرقنا وأخرجوه من مغربنا. كان رقماً قياسياً، وكان مصدر فخر لا مثيل له بالنسبة لنا.
 
كل من يمد الأنابيب كانت الأنظار تتوجه له، وكلما كانت أنابيبه أطول كان الاحترام والتبجيل الذي يلقاه أكبر. وحتى لا يصدر جدل حول هوية من مدَّ الكمية الأكبر من الأنابيب صدر في الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية بيان رسمي يقول: «لقد قمنا بمد مثلي ما تم مده من الأنابيب» عندها ارتاح المواطنون، وأخذوا نفساً عميقاً.
 
والآن أتى الدور على مد الأنابيب للمدن، وتراكض رؤساء بلدياتنا إلى أنقرة، كل منهم يطالب بمد الأنابيب لبلديته قبل غيرها. من حصل على وسيلة ما مد الأنابيب بنفسه، أما من قيل له «لن نمد لك هذه السنة، انتظر السنة القادمة» فقد خسر جزءاً من احترامه. وأما ناخبونا الذين لم يتم مد الأنابيب لهم فوراً فقد غضبوا لأن سواهم نال حظوة على حسابهم.
 
من وصلته أنابيب الغاز عد نفسه مدعوماً. فعلى سبيل المثال في مدينة ريزه عقد رئيس البلدية ورئيس الجامعة وقائد المنطقة العسكرية حلقة دبكة في ميدان وسط المدينة. أما في ساقاريا فقد عقدت الأفراح سبعة أيام بلياليها، وتم إطلاق فعاليات الاحتفال بأنابيب الغاز الطبيعي.
 
الآن في كم مدينة مدَّت الأنابيب؟ في 74 مدينة.
 
كم العدد الإجمالي للمساكن التي وصلتها الأنابيب؟ 11 مليوناً.
 
كم نسبة الغاز المستورد التي تستهلكها الصناعة؟ 25%
 
ما مدى ارتباط صناعتنا الوطنية بالغاز الطبيعي؟ أكثر من نصفها يتوقف عليه.
 
ما نسبة ما ننتجه من الكهرباء، التي نستهلكها، بالغاز الطبيعي؟ 50%
 
طيب، روسيا ما نسبة ما تنتجه من الكهرباء بالغاز؟ 25%
 
القوم يخرج الغاز الطبيعي حتى من آذانهم، ورغم ذلك فإن ربع الكهرباء التي ينتجونها فحسب تعتمد على الغاز الطبيعي. لا يريدون الاعتماد على مصدر واحد حتى لو كان مجاناً.
 
من هي الدولة التي تستورد أكبر نسبة من الكهرباء بالغاز رغم أنها لا تمتلكه، ورغم أنها تستورده، ورغم أنها تشتريه بأغلى الأسعار؟ تركيا.
 
في هذه الحل، إذا لم يمدوا الأنابيب من أجلنا، من أجل من سيمدونها؟
 
في الغاز الطبيعي بمن نحن مرتبطون؟ بتركيا وإيران.
 
من الشخص الذي تدعمه هاتان الدولتان وتدخلان في الحرب رسمياً من أجله؟ الأسد.
 
في أسفلك لم يبقى سنتيمتر لم يدخلوه وأنت لا زلت تتطلع في الرادارات إن كان أحد يدخل جواً.
 
إذا زعموا في الشتاء أنه حصل عطل ما، وقطعوا الغاز عن مدينة «فان» مثلاً، عندها سترى «المجال الجوي لأبيك»