الرد الإيراني على حادثة منى.. أكثر من مؤلم وأقل من حرب!

الرد الإيراني على حادثة منى.. أكثر من مؤلم وأقل من حرب!

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٤ أكتوبر ٢٠١٥

إعداد: إيمان بشير -
يبدو أنّ الخطاب "القاسي" الأخير للمرشد الأعلى السيد علي الخامنئي، والذي توّعد فيه السعودية بردٍ قاسٍ إذا لم تتعامل مع حادثة مشعر مِنى المأساوية بالشكل اللازم، قد لقي صداه لدى الإيرانيين قبل السعوديين أنفسهم، إذ أبدوا الإستعداد التام لأي ردٍ يوجهه قائد الثورة الإسلامية، حتى لو تطلّب ذلك استخدام "كلّ الطاقات"، فيما يخصّ تنصّل المملكة السعودية من مسؤولياتها تجاه الكارثة التي اودت بحياة آلاف الضحايا.
وفي هذا الشأن، أعلن القائد العام للحرس الثوري الايراني اللواء محمد علي جعفري جاهزية الحرس "لتوجيه رد سريع وعنيف في سياق توجيهات قائد الثورة الاسلامية لدفع النظام السعودي لتحمل المسؤولية تجاه كارثة منى". وقال اللواء جعفري اليوم، إن "الحرس الثوري جاهز بانتظار الاوامر لاستخدام كل طاقاته المتاحة لتوجيه الرد السريع والعنيف في سياق تحقيق مطلب قائد الثورة الاسلامية لدفع النظام السعودي لتحمل المسؤولية تجاه كارثة منى الرهيبة واستعادة حقوق الحجاج الضحايا"، مضيفًا أن "الحرس جاهز بكل حزم واقتدار للقيام في حال الضرورة بأي اجراء وفي اي مكان وزمان للدفاع عن عزة المسلمين وحرمتهم، خاصة الشعب الايراني الثوري، في مواجهة حكام آل سعود الظالمين والجهلة وسينتقم منهم على جريمتهم الرهيبة هذه".
كلام جعفري تطابق مع كلام الرئيس الإیراني، الشيخ حسن روحاني، الذي أكّد في مراسم استقبال جثامین الحجاج اليوم "أننا لا یمكن أن نتغاضی عن دماء أبنائنا فیما إذا کان هناك مقصّرون في کارثة مِنی"، موضحًا أن إيران "استخدمت حتی الآن لغة الأخوّة والمشاعر والأخلاق وأحیانًا الدبلوماسیة"، "لكننا سنستخدم لغة الإقتدار والقوّة فیما إذا اقتضت الضرورة لذلك"، مشيرًا الى أن الشعب الإیراني والمسؤولین الإیرانیین استطاعوا أن یخرجوا مرفوعي الرأس من هذا الإختبار بصبرهم ودرایتهم وتضامنهم".
وشدّد الشيخ روحاني علی ضرورة تشكیل لجنة تقصّي الحقائق لتحدید أسباب هذه الكارثة، کي یتمّ اتخاذ التدابیر اللازمة لتفادي مثل هذه الكوارث في المستقبل، لافتًا إلی ضرورة تحدید أسباب الحادث، وقال إنّ "الحكومة ستظل تتابع هذه الحادثة وستطلع أبناء الشعب علی النتیجة".
وفي سياقٍ متصل، أكّدت مصادر مطّلعة أنّ الخطابات الإيرانية تأتي في سياق الحرب النفسية التي تؤثر، كما هو ملحوظ، على المسار السعودي – إيراني، إذ أن الخطاب الأخير للسيد علي الخامنئي ساهم بشكل أو بآخر في إسراع السعودية لإعادة جثامين الضحايا الإيرانيين الذين قضوا في حادثة منى. وترى المصادر أن الردّ الإيراني من المرجح أن يأتي بشكل غير مباشر ولن يتطور إلى ما هو أبعد من ذلك، موضحةً أن الميل الأكبر يصبّ في ساحات النزاع المفتوحة (عسكرياً وسياسياً)، والتي تشهد أصلاً صراعاً إيرانياً سعودياً مباشراً لا سيما في سوريا واليمن والعراق، حيث الضربات في تلك النطاقات أكثر إيلاماً وأشد تأثيراً، مع المحافظة على امن المنطقة وتفادي الدخول في مواجهة مباشرة بين البلدين، وهذه الفرضية الأقرب الى الواقع.
بدوره، أشار وزير الامن الايراني محمود علوي الى أنّ الحكومة السعودية لم تتعامل بحكمة وتعقل تجاه حادثة منى، مؤكدًا ان ايران ستتابع القضية وأن تصريحات قائد الثورة الاسلامية كانت مساعدة كثيراً بشأن الحادثة وأدت الى حدوث تطور جيد، مضيفاً أنّ الجثامين الطاهرة للحجاج ستصل الى البلاد تباعًا.
من جهته، أعلن رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني عن توجيه رسالة الى الاتحاد البرلماني الدولي لمتابعة كارثة مشعر منى، مؤكداً ضرورة استعادة جثامين كل الحجاج الضحايا وتشييعهم باحترام وتكريم.
وتضمنت الدفعة الأولى من جثامين ضحايا الحادثة، جثامين 104 من الحجاج الايرانيين، الذين سيتم تشييعهم اليوم الأحد في طهران. على أن تستلم إيران جثامین 150 حاجًا آخر ممن قضوا في کارثة منی الذين سیتم نقلهم الی طهران، وفق ما ذكر وزیر الصحة والعلاج والتعلیم الطبي الايراني سید حسن هاشمي.