بعد الروس الإيرانيون يستعدون .. هل تتوسع جبهة الحلفاء في سورية؟

بعد الروس الإيرانيون يستعدون .. هل تتوسع جبهة الحلفاء في سورية؟

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٤ أكتوبر ٢٠١٥

علي مخلوف
يجلس الأمريكي أمام التلفاز ليشاهد الغارات الروسية على جحور الإرهاب في سوريا.. فتحترق أعصابه كسيجارة المالربورو التي يحرقها بين شفتيه اللئيمتين، سيحتاج الخصوم لكل مشروب متاح لتهدئة أعصابهم مما يجري في سوريا.. لكن بالتأكيد الفودكا لن تكون من بينها.. ببساطة لأنها روسية الأصل.
ليس مبالغة القول بأن ما يحدث في سوريا اليوم يثير سخط الغرب والأعراب، إذ بعد بدء الطيران السوري استهداف مواقع التنظيمات المسلحة، بدأت التوقعات والأخبار والشائعات تُتداول في وسائل الإعلام وبين الأوساط الشعبية ولدى الرأي العام لشعوب يهمها ما يجري في القطر.
لم تنخرط موسكو في حلف دولي تقوده واشنطن لمحاربة داعش، بل فضّلت إنشاء حلفها الخاص وقيادته، " روسيا، سوريا، إيران، العراق" ،لكن ذلك لا يعني عدم وجود اتفاق وتنسيق بين الأمريكيين والروس بهذا الشأن.
عمدت وسائل الإعلام الخليجية لشن حرب نفسية ضد روسيا، زعمت خلالها أن الروس يستهدفون "المعتدلين" وهي ذات المقولة الأمريكية، تعالت الأصوات شاجبةً ذلك التدخل الروسي معتبرةً إياه في صالح الدولة السورية.
في هذا الصدد قالت مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في حديث خاص مع موقع واللا العبري ، إن أهداف الهجمات الجوية الروسية في أرجاء سوريا هي توسيع نطاق السيطرة الجغرافية للحكومة السورية، مضيفةً أن الهجمات ركزت حتى الآن على تنظيمات عسكرية غير تنظيم داعش كـ«جيش الفتح» و«الجيش السوري الحر»، بهدف إضعافها تمهيداً لخوض مواجهة برية معها.
بالتالي فإن كلاً من وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية والخليجية عموماً والسعودية خصوصاً تركز على ذات الفكرة استهداف ما يسمونها بالتنظيمات "المعتدلة" ودعم الحكومة السورية من أجل توسيع رقعة نفوذها.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل بدأت حملة أخرى تروج لإمكانية تدخل قوات عسكرية خارجية في سوريا على غرار ما فعلت موسكو، كما الإيرانيين، علماً بأن طهران لم تخفِ دعمها لدمشق عسكرياً ولوجستياً واقتصادياً، بل إن أخباراً وشائعات كثيرة قالت بأن إيران كانت قد أرسلت من يقاتل إلى جانب الجيش العربي السوري منذ زمن، لكن هذه المرة الوضع مختلف، لأن اشتراك روسيا رسمياً بهذا الشكل يفتح الباب لمشاركة طهران بذات الطريقة أي عن طريق سلاح الجو أيضاً، ما يعزز الحملة العسكرية الجوية التي يشنها حلفاء دمشق ضد داعش وغيرها من التنظيمات الأخرى.
إذاً فإن السيناريو المقبل قد يحمل توقعات حول انخراط حلفاء آخرين لدمشق في الحرب ضد الإرهاب، يدعم هذا التوقع وجود غرفة عمليات مشتركة في بغداد تضم روساً وإيرانيين وسوريين، ما يعني فتح كل الجبهات وتوحيدها بالنسبة لهذا الحلف، ولعّله السبب الرئيسي أيضاً في الحملة العدائية التي تشنها أنظمة الخليج ضد إيران مؤخراً.
عربي برس