أوباما: نحتاج إلى أكثر من معركة لهزيمة «داعش»

أوباما: نحتاج إلى أكثر من معركة لهزيمة «داعش»

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٣٠ سبتمبر ٢٠١٥

تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمام قمة «مكافحة التطرف العنيف وتنظيم داعش» في نيويورك أمس، باستخدام كل الأدوات، العسكرية والاستخباراتية والاقتصادية، لهزم تنظيم «داعش» والجماعات الإرهابية، لكنه اعترف بأنه أصبح لـ «داعش» موطئ قدم في العراق وسوريا وهو يقوم بالتوسع.
وحاول أوباما الحصول على دعم مزيد من دول العالم للانضمام إلى التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن. لكن جهوده ما تزال تتعرض الى نكسات حيث رفضت روسيا المشاركة في القمة، وأرسلت دبلوماسيا عاديا للاجتماع الذي يستعرض نتائج الحملة المستمرة منذ عام ضد «داعش». كما لم تتم دعوة إيران إلى القمة.
وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن الوفد الروسي سيكتفي بإرسال ديبلوماسي «لتغطية الحدث»، معتبراً أن هذه القمة تشكل «قلة احترام» إزاء الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون. وأضاف أن «الأمم المتحدة لديها إستراتيجيتها الخاصة لمكافحة الإرهاب، ويمكن القيام بكل شيء بسهولة في إطار الأمم المتحدة، ولكن الأميركيين لن يكونوا أميركيين إذا لم يسعوا إلى إظهار زعامتهم». وستستضيف موسكو اليوم اجتماعا خاصا لمجلس الأمن حول الملف نفسه.
وتذمّر تشوركين من وجود ممثلين لكوسوفو في مؤتمر لمكافحة الإرهاب، معتبراً أن مقر الأمم المتحدة يقع «تحت إمرة» أوباما. وقال «إنهم (المسؤولون الكوسوفيون) يجلسون في القاعة جنبا إلى جنب أعضاء الأمم المتحدة الآخرين». وأضاف «هذا أمر غير صائب بالطبع. إن عقد مثل هذه الاجتماعات في مقر الأمم المتحدة يعني أنهم لا يحترمون الأمم المتحدة. الأمر يتخطى أنظمة الأمم المتحدة».
واعترفت أكثر من 110 دول باستقلال كوسوفو التي انضمت إلى عدد من المنظمات الدولية، لكنها عاجزة عن الانضمام إلى الأمم المتحدة ما دامت روسيا التي تملك حق النقض في مجلس الأمن تعارض عضويتها فيها.
وعلق تشوركين على دعوة الأميركيين للوفد الكوسوفي إلى المؤتمر بالقول «إنهم يبرهنون على أنه في هذا المبنى كل شيء هو تحت إمرة باراك أوباما».
وقال أوباما إن «داعش» خسر ثلث الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، وانه «تم عزله» عن جميع المناطق الحدودية تقريبا مع تركيا، لكن تقريراً للجنة في مجلس النواب الأميركي ناقض تصريح أوباما، وحذر من أن نحو 30 ألف أجنبي، أي مثلي العدد الذي رصد العام الماضي، توجهوا إلى العراق وسوريا للانضمام إلى «الجهاديين» منذ العام 2011، مؤكدا أن الولايات المتحدة تفشل في منع الأميركيين من التوجه إلى خارج البلاد للانضمام إلى التنظيمات الإسلامية المسلحة.
وقال أوباما، أمام قمة مكافحة الإرهاب والتي تأتي بعد عام من تعهده بالقضاء على «داعش» ودعوته للدول إلى الانضمام إلى الولايات المتحدة في هذه الحملة، «في سوريا، هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية تتطلب زعيما جديدا وحكومة جامعة توحد جميع السوريين في الحرب ضد الجماعات الإرهابية».
واعتبر أن «داعش» خسر ثلث الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، وانه «تم عزله» عن جميع المناطق الحدودية تقريبا مع تركيا، إلا انه أضاف أن العمل العسكري وحده لن ينجح، وان على التحالف معالجة الظروف التي ساهمت في زيادة التطرف الإسلامي.
ورحب أوباما «بالتعاون مع جميع البلدان، بما في ذلك روسيا وإيران، بغية الوصول إلى آلية سياسية يمكن بها بدء المرحلة الانتقالية» في سوريا، مضيفاً إن «القضاء على داعش سيستغرق وقتا، والمهمة ليست سهلة، وستستغرق فترة من الزمن، هذه ليست معركة، ولكنها حملة ستتواصل على المدى الطويل».
وتابع اوباما، الذي بحث مع الرئيس الكوبي راوول كاسترو تحسين العلاقات بين البلدين، «لقد رأينا دعما من تركيا، وهو ما سمح لنا بتكثيف الحملات الجوية، وإزاحة داعش إلى المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، والولايات المتحدة ستتخذ خطوات للقضاء على قنوات تمويل التنظيم، من خلال الجهود الاستخباراتية والعسكرية والاقتصادية».
واعلن انضمام نيجيريا وتونس وماليزيا الى التحالف الذي يضم 65 دولة. وقال «نحن نستخدم كل الوسائل، العسكرية والاستخباراتية والاقتصادية، من اجل هزم الإرهاب».
واعتبر الملك الأردني عبد الله الثاني أن «أهم الإنجازات التي تم تحقيقها خلال العام الماضي، في إطار مكافحة الإرهاب، هو الحد من إمكانيات داعش».
ولفت إلى ضرورة «التصدي بشكل أكثر فاعلية لمسألة استمرار تدفق المقاتلين الأجانب (إلى سوريا والعراق)، وإغلاق قنوات الدعم لعصابة داعش الإرهابية عبر بعض المناطق الحدودية»، لافتا إلى أهمية «تعزيز قدرة الأطراف المحلية على محاربة التنظيم، وإدارة الجهود العسكرية بطريقة تضمن تخفيف معاناتهم».
ودعا رئيس الوزراء العــراقي حيدر العبادي إلى تقديم المساعدات الدولية لتجهيز قواته لقتال التكفيريين.
واغتنم رئيس الحكومة التركية احمد داود اوغلو القمة لشن هجوم على «حزب العمال الكردستاني»، معتبراً انه لا يوجد فرق بين «الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني»