الأمم المتحدة تدعو إلى توزيع اللاجئين في الاتحاد الأوروبي

الأمم المتحدة تدعو إلى توزيع اللاجئين في الاتحاد الأوروبي

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٤ سبتمبر ٢٠١٥

بعد الصدمة التي سببتها صورة الطفل السوري ايلان كردي الذي قضى غرقاً في البحر، دعا المفوّض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين انطونيو غوتيريس، اليوم الجمعة، إلى توزيع مئتي ألف طالب لجوء على الأقل في الاتحاد الأوروبي، وطلب إلزام كل دول الاتحاد المشاركة في هذا البرنامج.
وقال غوتيريس، في بيان، إنَّ "الأشخاص الّذين يملكون طلبات حماية صالحة، يجب أن يستفيدوا بعد ذلك من عملية إيواء جماعية بالمشاركة الإلزامية لكل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي"، موضحًا أنَّ "تقديرات أولية تشير الى الحاجة لرفع إمكانيات الإيواء إلى مئتي ألف مكان".
وأشار إلى "أنَّها أزمة لاجئين وليس مجرد ظاهرة للهجرة" لأنَّ غالبية اللاجئين إلى اليونان هم من دول تشهد نزاعات مثل سوريا والعراق وأفغانستان"، مؤكدًا أنَّ "الطريقة الوحيدة لحلّ المشكلة هي وضع "استراتيجية مشتركة تستند إلى المسؤولية والتضامن والثّقة"".
وفي السياق، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اليوم الجمعة، أن لندن ستستقبل "آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين لتؤدي بذلك واجباتها الأخلاقية"، بعدما وجهّت إليه انتقادات بسبب تقصيره في المشاركة في تسوية الأزمة، معبراً عن تأثره بصورة الطفل السوري.
وبالنسبة إلى مسألة التوزيع العادل لحصص اللاجئين بين الدول الأوروبية، ستكون من ضمن أولويات المفوضية الأوروبية التي ستكشف في التاسع من شهر أيلول الحالي، أمام البرلمان الأوروبي غي ستراسبورغ عن مقترحات جديدة، قائمة على إنشاء آلية دائمة للتوزيع لكنّ إزاء الوضع العاجل خصوصاً في المجر وايطاليا واليونان، سيطلب رئيس المفوضية جون كلود يونكر، من الدول الأعضاء "توزيع 120 ألف لاجئ إضافي بشكل عاجل داخل الإتحاد الأوروبي".
وهي مهمة لن تكون سهلة نظراً للاعتراضات المعلنة من العديد من الدول على طلب سابق للمفوضية لاستقبال 40 ألف طالب لجوء وصلوا الى اليونان وايطاليا.
وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان: "لا أحد يريد البقاء في المجر أو سلوفاكيا أو بولندا او استونيا. جميعهم يريدون التوجّه إلى المانيا"، معلناً رفضه لنظام الحصص.
ورأى أن الأوروبيين قد يصبحون "أقلية في قارتهم"، ودافع عن موقف بلاده المتشدّد من اللاجئين بعدما قضى المئات ليلتهم عالقين في قطار مكدّس في محطة للسكك الحديدية غرب بودابست يحيط به أفراد من الشرطة رافضين الذهاب إلى مخيم قريب لطالبي اللجوء.
وقال اوربان للإذاعة الرسمية في مقابلة تجرى معه بانتظام: "الواقع هو أن أوروبا مُهدّدة بتدّفق بشري هائل. يمكن أن يأتي عشرات الملايين من الناس إلى أوروبا. إننا الآن نتحدث عن مئات الآلاف لكننا سنتحدث العام المقبل عن الملايين ولا نهاية لهذا"، مشيراً إلى أننا "سنجد أنفسنا فجأة أقلية في قارتنا."
ومن المتوقّع أن يُقرّ البرلمان المجري، اليوم، مجموعة إجراءات لإغلاق الحدود الجنوبية للبلاد مع صربيا وإقامة مناطق احتجاز يظلّ اللاجئون فيها إلى أن يتم النظر في أوراقهم وربما إعادتهم إلى صربيا.
وقال اوربان: "لا يمكن للمجر تجاهل قواعد شنغن في إجراءاتها"، في إشارة إلى المنطقة الأوروبية التي يُمكن التنقل في داخلها من دون تأشيرات سفر.
وأضاف: "يجب أن يتعاون اللاجئون مع السلطات المجرية والسلطات الألمانية وإذا أرادت ألمانيا استقبال السوريين فعليها إصدار تصريح لهم بالذهاب إلى ألمانيا".
وتابع: "نحن المجريين إذا ما أردنا الاستمرار في التنقّل بحرية داخل أوروبا. يجب علينا أن نحمي حدودنا ونلتزم بقواعد الاتحاد الأوروبي في محطة القطارات الشرقية في بودابست أيضاً".
وقال: "يجب أن يكون الجميع مستعدين لهذا: صربيا ومقدونيا واللاجئون ومهربو البشر. نحن أنفسنا سنكون مستعدين لهذا. سيبدأ عهد مختلف يوم 15 ايلول".
ومن المقرّر أن يبحث وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في الرابع عشر من الشهر الحالي، في تعديل اتفاقيات دبلن، التي تُنظّم عملية التكفّل باللاجئين في الاتحاد الأوروبي.
هذا وأعلنت المفوضية العليا للاجئين أن نحو "5600 مهاجر ولاجئ دخلوا الخميس إلى مقدونيا من اليونان أي اكبر بمرتين من الرقم العادي ليوم واحد الذي يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف شخص".
وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمينغ إن "5600 شخص دخلوا الخميس".
وفي بلغاريا، اعتقلت السلطات 39 سورياً في غابة قرب بلدة بيرنيك الغربية بعد تركهم فيما يبدو على طريق سريع، بينما كانوا يُحاولون العبور من بلغاريا إلى صربيا المجاورة.
وقالت رئيسة بلدية بيرنيك إيرينا سوكولوفا: "ليس معهم وثائق...هؤلاء أناس اجتازوا المقابلات الأولية والإجراءات المطلوبة للحصول على وضع اللاجئين. إنهم الآن في مركز الشرطة حيث سيتمّ أخذ بصماتهم للتعرّف عليهم".
وذكر مدير إدارة المنطقة في شرطة بيرنيك فالنتين بوتشينسكي أنهم سوريون.  ولم يتّضح بعد أين أجريت المقابلات أو من قام بنقل المجموعة التي قال بوتشينسكي إنها تضم 20 رجلاً و14 امرأة وخمسة أطفال.