المتحدثة باسم الخارجية الروسية تؤكد الدعم الروسي لسورية في مواجهة الإرهاب وتدعو دي ميستورا للتنسيق مع دمشق

المتحدثة باسم الخارجية الروسية تؤكد الدعم الروسي لسورية في مواجهة الإرهاب وتدعو دي ميستورا للتنسيق مع دمشق

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٤ سبتمبر ٢٠١٥

أكدت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية استمرار الدعم الروسي لسورية في مكافحتها لخطر الارهاب.

وقالت زاخاروفا خلال مؤتمرها الصحفي الاسبوعي في موسكو اليوم: “فيما يتعلق بالتعاون العسكري التقني بين روسيا وسورية لم نجعل من هذا الأمر سرا على الإطلاق فهذا خطنا المبدئي المرتبط بتقديم مساعدة إلى دمشق في التصدي لخطر الإرهاب”.

وأوضحت زاخاروفا أن روسيا “كانت سباقة قبل عدة سنوات في تقديمها المساعدة لسورية في مكافحة الارهاب حيث كان شركاؤها الدوليون ينفون وجود أي خطر إرهابي في سورية وكانت البلدان الغربية تقول إن ما يجري في سورية هو موجة دورية مما يسمى “الربيع العربي” ومظهر لتجلي حرية التعبير الديمقراطي لدى الشعب وإن المتظاهرين يعبرون بذلك عن احتجاجهم ضد الحكومة السورية”.

وقالت زاخاروفا: “إننا كنا نقول إنه توجد في سورية كما في أي بلد آخر مسائل يجب تحسينها وإصلاحها ولكننا كنا نعمل في الوقت ذاته على إقناع المجتمع الدولي بأن الكلام يدور بالأساس عن الخطر الإرهابي بالذات” مشددة على أنها تريد التأكيد مرة أخرى على أن روسيا قدمت وستقدم إلى سورية بوصفها دولة عضوا في الأمم المتحدة المساعدة اللازمة لمكافحة خطر الارهاب وقالت “نحن نقوم بذلك بما يتطابق بالكامل مع القانون الدولي”.

وأعربت زاخاروفا عن استغراب وقلق روسيا العميق من العجز السافر الذي يبديه الاتحاد الاوروبي نظرا لتدفق اللاجئين من الشرق الاوسط وشمال افريقيا مؤكدة أن “أزمة اللاجئين هي نتيجة مباشرة للسياسة غير المسؤولة إطلاقا والمتهورة الهادفة إلى تغيير الأنظمة في المنطقة علما أن الكثيرين لا يزالون يسمون هؤلاء الناس بالمهاجرين وليس باللاجئين لأنهم يزعمون بأن هذه القضية لا ترتبط أبدا بسياسة الدول الغربية في الشرق الأوسط”.

وأكدت زاخاروفا إنه يجب بموجب وثائق الامم المتحدة والمعاهدات الدولية تسمية هؤلاء الناس باللاجئين وبذلك تنشأ لدى دول الاتحاد الاوروبي التزامات دولية أمامهم معربة عن الأسف لعجز الاتحاد الاوروبي عن اتخاذ تدابير فعالة لإيواء هؤلاء الناس وتقديم المعونة الطبية لهم وإطعامهم بعد أن وجدوا أنفسهم في أوروبا ليس بمحض ارادتهم بل لان دولهم دمرت أو أنها على حافة التدمير نتيجة لاعمال الإرهابيين.

وأملت زاخاروفا أن تكف دول الاتحاد الاوروبي عن خرق التزاماتها الدولية وانتهاك حقوق اللاجئين وأن تهتم بالاسباب الفعلية لهذه الأزمة.

وردا على سؤال حول تصريح الجنرال الامريكي ديفيد بترايوس رئيس المخابرات الامريكية السابق بأنه “يجب على واشنطن إشراك المقاتلين المعتدلين من جبهة النصرة في التحالف الذي يقوده الأمريكيون ضد داعش” قالت زاخاروفا: “إن الموقف الروسي كان على الدوام ولا يزال ثابتا جدا وفي غاية الوضوح فلا يجوز تقسيم الإرهابيين إلى جيدين وسيئين” مشيرة إلى أن هذه ممارسة باطلة لا تتجاوب مع القيم السامية وتتعارض مع القوانين الدولية ولا تؤدي سوى إلى مأزق.

وأوضحت زاخاروفا أن هذه السياسة الامريكية أخفقت في كل مكان وخلقت المقدمات لنشوء وانتشار الارهاب الدولي في العالم مؤكدة أنه لا يجوز مغازلة الإرهابيين.

ودعت زاخاروفا إلى الحذر بأقصى الدرجات كي لا نقع في المصيدة التي وقع فيها مرارا زملاؤنا الامريكيون والبلدان الغربية وكل من يؤيدهم في شتى الائتلافات والتحالفات غير الشرعية مشيرة إلى انه ينضم لتنظيم “داعش” الإرهابي أناس من مختلف مناطق العالم ومن الخطأ اعتبار أن هذا التنظيم الإرهابي لا يضم سوى عناصر من الشرق الأوسط والعالم الاسلامي بل يوجد بين أعضاء هذا التنظيم اعضاء من آسيا وأوروبا وجميع مناطق العالم لأن الإرهابيين يستخدمون على نطاق واسع أساليب الدعاية ووسائل الاتصال الاجتماعي ويقومون بعملهم الإعلامي بكل حذاقة ويستخدمون جميع الامكانيات التي توفرها الأدوات التقنية المعاصرة وبذلك يقع في شباكهم اناس من العالم بأسره.

وعن مهمة المبعوث الدولي الى سورية ستيفان دي ميستورا قالت زاخاروفا: “إننا نرى من المفيد أن يعمل دي ميستورا وفريقه بصورة وثيقة مع الاطراف الإقليمية وبالدرجة الاولى مع دمشق” مؤكدة أن الجانب الروسي يرصد بانتباه جميع الاتصالات التي يجريها دي ميستورا ويدرس مبادراته.

وأشارت زاخاروفا إلى أن موسكو تنظر الى مخططات ستيفان دي ميستورا لتشكيل اربع مجموعات عمل لضمان الجوانب الاساسية لتسوية الازمة في سورية بما في ذلك مكافحة الارهاب كخطوة مهمة لتضافر الجهود من اجل اجراء عملية سياسية في سورية على أساس أحكام بيان جنيف الصادر في الثلاثين من حزيران العام 2012 .

وتحدثت زاخاروفا عن الخطوات العملية للجانب الروسي على هذا الاتجاه وخاصة ما يتعلق بالاتصالات العديدة مع طيف واسع من المعارضة السورية وكذلك مع اللاعبين الإقليميين والدوليين الاساسيين مشيرة الى انها تهدف الى دعم جهود دي ميستورا كما جرى الاتفاق على ذلك بالإجماع في مجلس الامن الدولي.

وفي سياق تعليقها على قرار الامم المتحدة بخصوص التحقيق في استخدام التنظيمات الارهابية للاسلحة الكيميائية في سورية والعراق قالت زاخاروفا.. “ترد فى الاونة الاخيرة من مصادر مختلفة بما فيها مصادر حكومية لعدد من الدول أنباء كثيرة عن استخدام تنظيم /داعش/ وغيره من التنظيمات الارهابية أسلحة كيميائية في الأراضي السورية والعراقية ضد القوات الحكومية والسكان المدنيين.

ومنذ نيسان 2013 ابلغت الحكومة السورية الجهات الدولية بواقعة استخدام مسلحين متطرفين سلاحا كيميائيا ضد المدنيين وقوات من الجيش السوري في منطقة خان العسل بريف حلب.

وقالت زاخاروفا خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي اليوم إن “الوضع تردى بالمقارنة مع العام الماضي عندما سجلت في سورية الحالات الأولى لاستخدام القوى المناهضة للحكومة لمواد سامة” مشيرة إلى أن استخدام المتطرفين لهذه المواد “اكتسب طابعا واسع النطاق وممنهجا وعابرا للحدود وبلغ مستوى عال تكنولوجيا مع التهديد باستخدام مواد سامة قتالية على نطاق واسع جدا” وهذا ما تدل عليه المعطيات المتوفرة عن حصول تنظيم “داعش” الإرهابي على وثائق علمية تقنية لإنتاج الأسلحة الكيميائية ودعوة هذا التنظيم الإرهابي لخبراء أجانب للمشاركة في تركيب عناصر المواد السامة.

وكانت مجموعة تابعة لتنظيم ما يسمى “الجبهة الشامية” الإرهابي الذي ينتشر أفراده في ريف حلب بثت قبل نحو عامين شريط فيديو يظهر إجراء تجارب على استخدام مواد كيميائية على الفئران والأرانب في مختبر داخل الاراضي التركية وتهدد باستخدامه ضد القوات المسلحة السورية وحينها حذرت سورية من وصول هذا النوع من السلاح إلى أيدي الإرهابيين وما يترتب عليه من مخاطر تهدد أمن المنطقة وليس سورية فقط.

وأكدت زاخاروفا أنه من الممكن أن يتسع هذا النوع من النشاط الإرهابي خارج حدود سورية والعراق وحتى خارج حدود منطقة الشرق الأوسط في أسوأ الحالات موضحة أن حصول جهات غير حكومية وبالدرجة الأولى التنظيمات الإرهابية على أسلحة كيميائية عسكرية تحظرها المعاهدات الدولية لا يقتصر على كونه خطرا بحد ذاته بل أنه مؤهل أيضا لممارسة تأثير مقوض للاستقرار على الوضع في عموم منطقة الشرق الأوسط.

وأضافت زاخاروفا “نرى بهذا الصدد أنه لا بد لمجلس الأمن الدولي أن يبدي رد فعل مناسبا على هذا الخطر ولا يمكن لمجلس الأمن ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن يقفا جانبا بعد الآن من مسألة النشاط الإرهابي العابر للحدود واستخدام الأسلحة الكيميائية”.

وكان محققون دوليون وتقنيون مختصون في تفكيك العتاد الحربي أكدوا في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية منتصف الشهر الماضي أن تنظيم “داعش” الإرهابي نفذ اعتداءين بأسلحة كيميائية في تل براك والحسكة بينما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية منتصف الشهر الماضي أيضا أن التنظيم الإرهابي استخدم أسلحة كيميائية في شمال العراق.