استرح يا ابن أمي ..

استرح يا ابن أمي ..

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٣ سبتمبر ٢٠١٥

ارقد بسلام يا ابن أمي. يا اختصار اوجاعنا. يا حزننا المتوج على صلبان التعب. تمدد بين ضفاف القلب وموتك، واسترح... وامنحنا لحظة لنصرخ في وجه السماء: كفى !
هات زفرتك الاخيرة يا صغيري، واسترح ... في صمت كلامنا العاقر. يا حزن العالم انت يا ايها الممدد على شواطئ الخذلان... يا صمت السماء الكافرة بأنامل تشبثك الأخير بشعرة نجاة. يا حذاء الطفولة المبلل بعار البشر.
يا وحيد، يا فرحنا الممنوع، يا الحبيب، يا اليتيم، يا صدى لم يطرق آذاننا ولا قلوبنا. يا حياتنا المبتورة، يا تعاستنا، يا سر عجزنا وانكساراتنا.. يا فاضح خبثنا وسياساتنا وتحليلاتنا وتحالفاتنا وعصبياتنا وولاءاتنا.. يا صغير، ويا غريب.
سدوا الابواب في وجهك، وامك؟ لا تعتب عليها ان افلتت يدك وغاصت بيأسها الى الاعماق. هل خبرتك، قبل موتكما، عن شامها التي شرعت أبوابها امام كل العرب. للبناني، للكويتي، للعراقي، للفلسطيني.. ولكل الهاربين من الحرب والقمع والمذابح. ثم جاءوها كذابحين، اخوة ابن ملجم، ليطعنوها في عتمة ليل. نجوت انت من خناجرهم لتموت على رمال بوضروم، وحيداً، منبوذاً، ويتيماً في عالم متوحش.
لا "اصدقاء سوريا" لك. لم تخلق هي لمن هم مثلك. أحبوك فقط يوم أرادوا خراب بلادك. تجمعوا من كل الدنيا ليذبحوك. يوم ارادوا قريتك "ولاية" لإسلامهم الجديد، او لسلطان بائد، او لأمير ضال يحسن إنفاق أمواله في حانات العواصم وملاهيها الليلية، وعلى الزكاة من اجل جهاديي التكفير المقدس.
ويوم اراد اهلك الهجرة للعمل في ديار العرب والمسلمين، قالوا له: ارحل انت سوري!
لا قرية في الوطن لتلهو في ربوعها. صواريخ الموت تهطل عليها براً وجواً وبحراً. مدارسك خطوط تماس للمتحاربين، وشوارعك مصائد للقناصة، يتسلون بالعابرين والباقين في ارضهم. ارضك يتسيدها امراء شريعة النكاح، يصلبون الناس على اهوائهم، يخنقونهم، يقطعون رؤوسهم، يحرقونهم احياء. تراثك وتاريخك ملهى للصوص ولهدمة الاضرحة والقبور والاصنام!
فأرقد بسلام يا ابن امي. ارقد يا موت السوري... يا موتنا الذي يخجل منا