جورج فريدمان: هذه هي الأسباب التي منعت «إسرائيل» من ضرب المنشآت النووية الإيرانية

جورج فريدمان: هذه هي الأسباب التي منعت «إسرائيل» من ضرب المنشآت النووية الإيرانية

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١ سبتمبر ٢٠١٥

 علق الكاتب السياسي الشهير، جورج فريدمان، في مقال له نشر في موقع "ستراتفور" للأبحاث السياسية والاستخباراتية الأمريكي، على تسجيل لإيهود باراك، وزير الدفاع ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، بثته القناة الإسرائيلية الثانية في يوم 21 أغسطس (آب)، يقول فيه إن "إسرائيل" خططت لضرب المنشآت النووية الإيرانية في ثلاث مناسبات لكنها تراجعت عن هذه الهجمات.

وأبدى الكاتب دهشته من الإفراج عن هذه المقابلة؛ نظرًا لأن باراك ليس بالرجل الذي يتحدث بشكل عشوائي في مسائل "سريّة" للغاية.
وينفي الكاتب فكرة عدم قدرة باراك على إقناع الرقابة العسكرية بمنع بث التسجيل، منتهياً إلى أن باراك أراد "عن قصد" أن يقول ما قال فضلاً عن بثه.
ووفقًا لباراك، رفض رئيس الأركان الإسرائيلي في عام 2010، "غابي أشكنازي"، الموافقة على خطة الهجوم، كما تراجع أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي، "موشيه يعلون" و"يوفال شتاينتس"، عن خطة أخرى أيضاً. وفي عام 2012 تم إلغاء هجوم لأنه تزامن مع المناورات العسكرية الأمريكية الإسرائيلية المقررة، وزيارة من وزير الدفاع الأمريكي آنذاك "ليون بانيتا".

وعزا الكاتب تصريحات باراك إلى رغبة "إسرائيل" في شرح أسبابها وراء عدم اتخاذ إجراءات ضد المنشآت النووية الإيرانية، مشيراً إلى أن المشكلة في التفسيرات التي يسوقها باراك تتلخص في مسؤولي الجيش والمخابرات الإسرائيلية الذين جادلوا ضد هجوم إسرائيلي، والذي كان مفاجأة للولايات المتحدة، سواءً أكانت هناك مناورات مشتركة جارية أم لا.

وأكد فريدمان أن "باراك" ربما، قصد أو لم يقصد، لفت الانتباه الإسرائيلي إلى حقيقتين: أولاً، صعوبة إزالة المنشآت النووية الإيرانية. ثانياً، التأثير لأي محاولة هجومية على علاقة "إسرائيل" بحليفها الأمريكي الاستراتيجي. وكان باراك أكد أن معارضة قادة الدفاع كانت السبب الحاسم وراء تراجع الكيان الغاصب عن الهجوم، كما كان الجيش غير "متأكد من أنها يمكن أن تنجح".

ويعتقد الكاتب أن ثمن الفشل لأي هجوم على المواقع النووية سيكون خطيراً، فالاعتقاد العام في التميز العسكري الإسرائيلي هو أحد الأصول السياسية الاستراتيجية الإسرائيلية الكبرى، وقد نجت الصورة العامة للجيش الإسرائيلي من عدد من الجمود والنكسات بفضل أحداث 1967، وأي فشل في إيران سيضر بتلك الصورة حتى لو بقيت القوة العسكرية دون أذى، وأي إصابات أو إسقاط طيارين أو أسر قوات خاصة من شأنه أن يخلق انطباعاً عن وجود ضعف إسرائيلي مقارنة مع القوة الإيرانية، وعلاوة على ذلك؛ فإن نجاح العمليات قد لا يسفر عن أي نجاح استراتيجي، ولذلك فإن نسبة المخاطرة المحتملة ضد المكاسب تحول دون شن أي هجوم.

وحول دوافع باراك من تصريحاته، يعود الكاتب ليكرر أن باراك تعمد لفت الانتباه ليس إلى خطط مسبقة للهجوم على إيران، ولكن لقرار التخلي عن تلك الخطط، مشيراً إلى إمكانية قراءة تصريح باراك على أنه "حجة لفرض عقوبات"، حيث أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق يعلم دون شك أن فرض المزيد من القيود على الاقتصاد الإيراني يجعل الجميع يشعرون بـ"أن شيئاً مفيداً يجري".

لكن الكاتب يعتقد أن باراك كان يمهد لفرض عقوبات، مستبعداً أن يعتقد باراك في أن العقوبات، مثلها مثل الاتفاق الحالي، قد تجبر إيران على التخلي عن برنامجها النووي، فإما أن الإيرانيين لا يملكون القدرة أو الرغبة في صنع قنبلة نووية، أو سيصلون لنقطة عندها لكن يكونوا قادرين على إخفاء البرنامج، وهذه هي النقطة التي سيكونون عندها أكثر عرضة للهجوم، وفي اللحظة التي يتم فيها رصد الإيرانيين وهم يقومون بتسليح نظام التسليم، ستقوم غواصة إسرائيلية أو أمريكية بإطلاق صاروخ عليه وتنتهي القضية.

ويخلص الكاتب في الختام، بأن باراك كشف أن "إسرائيل" لم يكن لديها خيار عسكري فعّال لعرقلة البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أنه من المستحيل أن نصدق أنه يمكن أن يلجأ إلى العقوبات أو السُّبل الدبلوماسية؛ ولذا فإنه يفضل أن "يؤجل" الضربة حتى تقوم إيران بتسليح نظام التسليم، مما يجعلها عُرضة بقوة للهجوم، إنه "حل مرهق للأعصاب" يقول الكاتب، ولكن كجندي مخضرم يعرف أنه الحل الذي ينطوي على "أفضل احتمالات للنجاح".