حراك ديبلوماسي روسي ـ أميركي لحل الأزمة السورية..الفوعة تنكشف أمام «النصرة».. وتقدم لـ«داعش» في القدم

حراك ديبلوماسي روسي ـ أميركي لحل الأزمة السورية..الفوعة تنكشف أمام «النصرة».. وتقدم لـ«داعش» في القدم

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١ سبتمبر ٢٠١٥

يواجه آلاف السوريين في الفوعة وكفريا في ريف إدلب وضعاً مأساوياً، مع إمطار المسلحين القريتين بمئات القذائف والتقدم في منطقة الفوعة التي أصبحت مكشوفة أمام مسلحي «جبهة النصرة»، فيما كان الجيش السوري و«حزب الله» يواصلان عملية القضم التدريجي لمواقع سيطرة المسلحين في الزبداني، وسط تقدم لافت لعناصر «داعش» في حي القدم في ريف دمشق على حساب مجموعات مسلحة أخرى.
في هذا الوقت، كان الحراك الديبلوماسي الروسي والأميركي يتواصل، حيث حث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وفداً جديداً من المعارضة على توحيد صفوف أكبر مجموعة منهم لإجراء حوار مع الحكومة السورية، فيما كان المسؤول الأميركي عن الملف السوري مايكل راتني يبحث مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مستجدات الأزمة السورية والجهود الدولية القائمة لحلها.
وواصلت القوات السورية وعناصر «حزب الله» قضم المزيد من الأحياء التي يسيطر المسلحون عليها في الزبداني. وذكرت وكالة الأنباء السورية ـ «سانا» انه تمت السيطرة على حي الجسر والشارع الرئيسي في الحي الغربي ومدرسة الشريف الإدريسي وسط المدينة.
وأشعل مسلحو «جيش الفتح»، الذي تقوده «جبهة النصرة»، جبهة الفوعة وكفريا في ريف ادلب، حيث أطلقوا مئات القذائف على القريتين، اللتين تضمان نحو 40 ألف مدني، تلتها معارك عنيفة لاختراق القريتين، حيث تصدت قوات الحماية للهجوم وتمكنت من إفشاله، قبل أن يعاود المسلحون الهجوم من جديد مع استمرار القصف العنيف، الأمر الذي أجبر القوات المتمركزة في منطقة الصواغية، الواقعة في خاصرة الفوعة في الجهة الشمالية الشرقية، على التراجع، بالتزامن مع تقدم آليات ثقيلة استخدمها المسلحون في الهجوم.
وتسبب التحام المسلحين بمواقع تمركز قوات الدفاع عن القريتين بتحييد فعالية سلاح الجو السوري، الذي تركزت ضرباته على خطوط إمداد المسلحين. ومع تمركز المسلحين في الصواغية أصبحت الفوعة مكشوفة لعمليات الاستهداف، الأمر الذي يهدد حياة السكان المختبئين في الملاجئ، في وقت يعاني فيه السكان من ندرة في المواد الغذائية والطبية، وحتى في مياه الشرب. (
واقتحم عناصر «داعش» حي القدم في ريف دمشق، محققين تقدماً سريعاً، فيما الفصائل المسلحة الأخرى تترنح على وقع الصدمة. وتمكن التنظيم من التقدم في حي القدم، والسيطرة على ما يعادل نصف مساحته، حيث سيطر على العسالي، وهي الجزء الشرقي من القدم ويقع بمحاذاة منطقة الحجر الأسود التي تعتبر معقل التنظيم الأساسي في جنوب دمشق منذ عام تقريباً. وتقدم «داعش» باتجاه المادنية، حيث تدور الاشتباكات في شارع الأرناؤوط بمحيط جامع حذيفة بن اليمان، وسط تقدم واضح للتنظيم الذي بات يحاصر عناصر «أجناد الشام» في منطقة الاشتباكات. ولا تقتصر الاشتباكات على حي القدم فحسب، بل تشمل أيضاً حي الزين الذي يفصل بين الحجر الأسود ويلدا، وتدور فيه اشتباكات بين «الدولة الإسلامية» من جهة و «جيش الإسلام» من جهة ثانية. كما تدور اشتباكات في أطراف حي التضامن بين «أبابيل حوران» و «شام الرسول» وبين «داعش». وكذلك هناك اشتباكات على أطراف مخيم اليرموك من جهة المركز الثقافي المطل على يلدا بين «جبهة النصرة» و «أكناف بيت المقدس» المتواجدين بيلدا مدعومين من «شام الرسول»، وهو ما يعني أن منطقة جنوب دمشق، التي يفترض أنها تخضع لتسويات مع الجيش السوري، باتت على فوهة بركان لا يمكن التنبؤ بالخسائر الناجمة عنه في حال استمر انفجاره وانتشار حممه.
حراك ديبلوماسي
وذكرت وكالة الأنباء السعودية - «واس» أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بحث مع المسؤول الأميركي عن الملف السوري مايكل راتني، في جدة، مستجدات الأزمة السورية والجهود الدولية القائمة لحلها.
ويأتي لقاء راتني مع الجبير قبيل أيام من سفر الملك السعودي سلمان إلى الولايات المتحدة في أول زيارة يقوم بها لواشنطن بعد توليه منصبه. وكان البيت الأبيض أكد أن الزيارة المرتقبة للملك السعودي إلى واشنطن ستركز على الجهود المشتركة للبلدين في مجال مكافحة الإرهاب وتطورات النزاعين في اليمن وسوريا.
وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن برلين سترحب بمشاركة طهران في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء الحرب في سوريا.
وتشير تصريحاتها إلى تغير في السلوك الأوروبي إزاء إيران منذ أن وافقت الشهر الماضي على الحد من نشاطها النووي مقابل تخفيف العقوبات. وقالت ميركل «أعتقد أن إيران لها قدر كبير من النفوذ على ما يحدث في سوريا. وأي طرف موضع ترحيب للمشاركة بطريقة بنّاءة في المفاوضات»، لكنها طالبت طهران بتغيير طريقة معارضتها لإسرائيل.
واستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، وفداً من المعارضة السورية في الداخل أتى إلى موسكو في إطار جهود ديبلوماسية مكثفة لحل الأزمة في سوريا. وهي الزيارة الرابعة لوفد من المعارضة لموسكو في غضون شهر. وكان لافروف استقبل في أواسط آب رئيس «الائتلاف الوطني» خالد خوجة، ومن بعده وفداً من «تجمع القاهرة» برئاسة المعارض السوري هيثم المناع. كما زار موسكو أيضاً ممثلون من المعارضة في الداخل، وخصوصاً أعضاء من المجتمع المدني، ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر.
وحث لافروف، خلال لقائه المنسق العام لـ «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» حسن عبد العظيم، المعارضة السورية على توحيد مواقفها، انطلاقاً من ضرورة إجراء حوار مع دمشق، معتبراً أن هذه الجهود من أهم مقدمات حل الأزمة في سوريا.
وقال إن «مهمة توحيد صفوف أطياف واسعة من المعارضة السورية على أساس قاعدة بنّاءة لإجراء حوار مع الحكومة حول جميع القضايا الرئيسية، من أهم مقدمات حل الأزمة».
وجدد دعم روسيا للمعارضين السوريين المتمسكين «بإطلاق حوار سياسي، من أجل حل جميع القضايا السياسية على أساس توافق شامل بين المعارضة والحكومة». وذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم «مبادرة خاصة بضرورة التحرك إلى الأمام على مسارين متوازيين، هما تكثيف الخطوات المنسقة من أجل مكافحة المخاطر الإرهابية، وإطلاق حوار سياسي على أساس بيان جنيف».
وأضاف لافروف «تدعم روسيا بثبات سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، كما أنها تؤمن بقدرة السوريين على تقرير مصيرهم بأنفسهم، وحل القضايا الصعبة التي تواجهها البلاد».
وأكد عبد العظيم، من جهته، سعي المعارضة السورية إلى عقد مؤتمر «جنيف 3»، فيما قال القيادي في «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» قدري جميل إن مؤتمر «جنيف 3» قد يعقد بعد 15 تشرين الثاني. واعتبر أنه من الضروري تشكيل وفد جديد متعدد الأطراف للمعارضة السورية للمشاركة في «جنيف 3»، مؤكداً ضرورة التخلي عن احتكار «الائتلاف» فيما يخص تمثيل المعارضة السورية بأكملها.