لبنان.. المتظاهرون يهددون بالتصعيد الثلاثاء المقبل إذا لم تنفذ مطالبهم

لبنان.. المتظاهرون يهددون بالتصعيد الثلاثاء المقبل إذا لم تنفذ مطالبهم

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٣٠ أغسطس ٢٠١٥

اختتمت مساء السبت 29 أغسطس/آب مظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف من اللبنانيين وسط العاصمة بيروت، للمطالبة بمحاسبة المسؤولين اللبنانيين "الفاسدين".

وأمهلت حملة "طلعت ريحتكم" التي نظمتها هيئات المجتمع المدني منذ نهاية يوليو/تموز الماضي، الحكومة اللبنانية 72 ساعة لتحقيق مطالبها، مهددة بالتصعيد ابتداء من الثلاثاء المقبل.

وعبر المحتجون عن خيبة أملهم في البرلمان الذي مدد فترة ولايته إلى 2017، ولبنان بدون رئيس منذ أكثر من عام وأجريت آخر انتخابات برلمانية في البلاد عام 2009.

وطالب المتظاهرون باستقالة وزير البيئة وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة وحل أزمة القمامة، كما طالبوا بتوفير خدمات عامة أفضل في بلد يعاني من انقطاع الكهرباء يوميا ونقص المياه في فصل الصيف.


وألقت ناشطة في حملة "طلعت ريحتكم"، كلمة قبل اختتام المظاهرة قالت فيها: "تلاقينا ونزلنا بعلم لبنان وباستقلالية عن 8 و 14 آذار"، مضيفة: "إن معركتنا ما زالت في أولها ومستمرة إلى أن يصبح عندنا رئيس جمهورية وقضاء مستقل، وأن يبقى شبابنا هنا، وأن تسترجع البلديات أموالها، وأن يقف الهدر والاستدانة، وأن ترجع الأملاك العامة إلى العموم، وألا نموت أمام المستشفيات، وأن تعيد الدولة المخطوفين".

وأفاد مراسلنا في بيروت بأن مواجهات وقعت بين المتظاهرين وعناصر الأمن اللبناني في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، وذلك بعد انتهاء المظاهرة.

وناشدت قوى الأمن الداخلي، عبر حسابها على "تويتر"، "المواطنين السلميين، مغادرة الساحة (رياض الصلح) قبل أن تتمكن من توقيف عددا من الشباب الذين رشقوا القوى الأمنية بالحجارة ومواد صلبة وعبوات المياه، إضافة إلى إشعالهم حرائق واجتياز الأسلاك الشائكة.

في الوقت الذي أكد فيه منظمو الحملة عدم مسؤوليتهم، عن تصرفات بعض المتظاهرين واستفزازهم للقوى الأمنية، التي تمركزت خلف الأسلاك الشائكة في محيط السرايا الحكومية.

وتعتبر الحملة أكبر حركة احتجاج سياسي في تاريخ لبنان تنظم بمعزل عن الأحزاب التي يغلب عليها الطابع الطائفي وتهيمن على الساحة السياسية.

وبدأ حراك المجتمع المدني تحت شعار "طلعت ريحتكم" بعد أن غزت النفايات شوارع بيروت ومناطق أخرى في أزمة نتجت عن إقفال مطمر رئيسي للنفايات جنوب العاصمة وعن انتهاء عقد شركة "سوكلين" المكلفة جمع النفايات من دون التوصل إلى إبرام عقد جديد، واتسع الحراك فيما بعد ليعبر عن الغضب من مزاعم كسب غير مشروع موجهة للنخبة السياسية وفشل الدولة في توفير الخدمات الأساسية.

وكانت احتجاجات مماثلة قد نظمت مطلع الأسبوع الماضي تخللها أعمال عنف ولوح رئيس الوزراء تمام سلام بالاستقالة في خطوة قد تؤجج الاضطرابات السياسية في بلد يعاني من الجمود السياسي ومن آثار الصراع في سوريا المجاورة.

وهتف محتجون "الشعب يريد إسقاط النظام" وهو الشعار الذي رفعته مظاهرات هزت دولا عربية عام 2011.

وقالت منظمة العفو الدولية يوم السبت إنه يجب على لبنان التحقيق في مزاعم بشأن استخدام أفراد من الأمن القوة المفرطة في تفريق المحتجين الأسبوع الماضي ودعت إلى ضبط النفس قبل مسيرة السبت.

وحمل منظمو المظاهرات "مندسين" مرتبطين بحركات سياسية مسؤولية العنف الذي شاب احتجاجات الأسبوع الماضي. واستخدمت قوات الأمن في تلك الاحتجاجات مدافع المياه والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين الذين ألقى بعضهم الحجارة والعصي على الشرطة.

وذكرت المنظمة نقلا عن بيانات من الصليب الأحمر أن 343 شخصا عولجوا من إصابات وإن 59 آخرين نقلوا للمستشفى بعد الاحتجاجات الأسبوع الماضي.

ويعاني لبنان من انقطاع في التيار الكهربائي مستمر منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل 25 عاما، ومن بطالة وبطء في المعاملات الإدارية وديون عامة تبلغ حوالى سبعين مليار دولار.