واشنطن بين كذبة الاعتدال وحقيقة أن لا رهان سوى على الجيش العربي السوري

واشنطن بين كذبة الاعتدال وحقيقة أن لا رهان سوى على الجيش العربي السوري

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢ أغسطس ٢٠١٥

تدور مسننات الماكينة الحربية للجيش العربي السوري بقوة، مجنزرات الجيش طحنت جماجم التكفير في الحسكة، فيما يغلي البارود في سهل الغاب وريف إدلب الغربي، أما في حلب فقد تساقط العشرات من الإرهابيين بينهم ثلاثة من القادة.

"جبهة النصرة" وميليشيا ما يُسمى بـ "جيش الفتح" يتجرع كأس الزقوم المر على يد الجيش العربي السوري، والمتابع لحركة النار والبارود في الميدان سيعرف بأن هناك بدءاً لعملية عسكرية جديدة في عدة مناطق بوقت واحد.

استعادة الجيش لمدينة الحسكة، فيها رسالة واضحة بأن الجزيرة السورية لا تقل أهميةً عن دمشق وحلب والساحل، وأن الجيش العربي السوري لن يوفر فرصةً لاستعادة أي مدينة مهما كانت بعيدة عن العاصمة عندما تسنح الفرصة تكتيكياً وسياسياً.

تدور المعارك في القلمون بضراوة، يتقدم الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية في الجنوب لا سيما في الزبداني، تتوسع رقعة البارود بحماة وخصوصاً في سهل الغاب، بما يدل على قرب البدء بعملية عسكرية لتحرير مدينة جسر الشغور، قد تكون خطة قضم المدن تدريجياً هي التي ستُتبع في الفترة القادمة من قبل الجيش العربي السوري.

فيما يخص سيطرة الجيش العربي السوري على مدينة الحسكة، فإن ذلك يبعث برسالة إلى الجانب الأمريكي والأوروبي أيضاً، مفادها بأن دمشق هي الأقدر على محاربة الإرهاب الداعشي ومشتقاته، صحيح أن طيران التحالف الدولي يكثف غاراته على مواقع التنظيم الإرهابي في الجزيرة السورية، لكن الأمريكيين ومن معهم يعترفون بأنفسهم ان تلك الغارات لن تحقق جدواها ما لم تكن هناك قوات برية على الأرض، تلك القوات من المستحيل أن تكون بطبيعة الحال مشكلة من الجماعات المسلحة، لأن الأمريكي لم يستطع تجميع سوى عدد ضئيل جداً لبرنامج تدريبه لمن يسميهم بالمعتدلين، ما يعني أن الاعتدال الذي يُبحث عنه بين من يحملون السلاح ليس سوى كذبة، ولا يترك مجالاً أمام واشنطن سوى الرضوخ للحقيقة المرة بأنه لا فائدة من الرهان على معتدلين يقاتلون "داعش" والدولة السورية على حد سواء كما يريدون، بالتالي لم يبق هناك سوى حقيقة واحدة هي الأبقى والأكثر واقعية، ألا وهي الرهان على الجيش العربي السوري، وسيدعم ذلك حركات مكوكية سياسية في المنطقة، وقد بدأت سمات تلك التحركات بالظهور، بعد الحديث عن زيارة لكل من وزيري الخارجية الأمريكي والروسي إلى المنطقة.