«النصرة» تحاول سحق سوريين درّبتهم واشنطن

«النصرة» تحاول سحق سوريين درّبتهم واشنطن

أخبار عربية ودولية

السبت، ١ أغسطس ٢٠١٥

سارعت «جبهة النصرة»، أمس، إلى محاولة تفكيك أول مجموعة سورية مسلحة درّبتها الولايات المتحدة، واصفة عناصر «الفرقة 30» بأنهم «وكلاء لتمرير مشاريع ومصالح أميركا في المنطقة»، ما يسلّط الضوء على تعقيدات كبيرة تواجه الخطط الأميركية والتركية للتعاون على طرد مقاتلي «داعش» من شمال سوريا.
في هذا الوقت، كثّف الجيش السوري قصفه لمواقع تمركز مسلحي «النصرة» والفصائل التي تؤازرها في «جيش الفتح» في ريف إدلب الغربي، ضمن عمليته الواسعة التي تهدف استعادة النقاط التي كان خسرها قبل أيام، في حين بدأت القوات الراجلة في الجيش السوري تقدمها البري على عدة محاور.
ودخلت قوات الجيش السوري بلدة فريكة، حيث تقع معارك عنيفة مع الفصائل المتشددة على هذا المحور، بالتزامن مع تقدم على محور محطة زيزون، والتي تمكن الجيش من دخولها، في الوقت الذي تندلع فيه اشتباكات عنيفة قرب سد زيزون وفي محيط المحطة، إضافة إلى تقدم قوات الجيش على محور بلدة القاهرة في ريف حماه.
وذكر مصدر عسكري لـ «السفير» أن قوات الجيش ستتابع عملياتها لاستعادة النقاط والتلال التي كانت انسحبت منها، الأمر الذي يساهم بزيادة تحصين منطقة الغاب في ريف حماه من جهة ويمهد لأية عملية عسكرية مقبلة في ريف إدلب من جهة ثانية.
وبعد ساعات من خطف «جبهة النصرة» 8 من عناصر «الفرقة 30»، بينهم قائدها، شنت الجبهة هجوماً على مقر للفرقة التي تلقّى أعضاؤها تدريبات عسكرية في إطار البرنامج الأميركي للمعارضة «المعتدلة، ما تسبّب بمقتل 11 شخصا».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «تدور اشتباكات بين جبهة النصرة ومقاتلين من فصائل مقاتلة، بينها الفرقة 30 تلت هجوما من الجبهة على مقر الفرقة في محيط مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي. وقتل خمسة من النصرة وستة مقاتلين من فصائل مقاتلة مؤيدة للفرقة كانوا يدافعون عن المقر». وأعلن «جيش الثوار»، الذي تشكّل قبل حوالي الشهرين، في بيان على «فايسبوك»، أن أربعة من أفراده قتلوا.
وسبق أن سحقت «النصرة» جماعات مسلحة تحصل على دعم من الدول الغربية، بما في ذلك «حركة حزم» التي تفككت هذا العام. كما ألحقت الهزيمة بـ «جبهة ثوار سوريا»، بزعامة جمال معروف.
وتبنّت «النصرة»، ذراع تنظيم «القاعدة» في سوريا، خطف عناصر من «الفرقة 30»، متهمة إياهم بأنهم «وكلاء لتمرير مشاريع ومصالح أميركا في المنطقة».
وذكرت الجبهة، في بيان نشر على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الولايات المتحدة «شرعت باستقدام أصناف من قوات ما أسموها بالمعارضة المعتدلة، تندرج فيهم المعايير الأميركية ليخضعوا لبرنامج تدريب وتأهيل برعاية وكالة الاستخبارات الأميركية. وقبل أيام، دخلت أولى هذه المجموعات تحت مسمى الفرقة 30 مشاة إلى سوريا، بعدما أكملوا البرنامج التدريبي وتخرجوا منه ليكونوا نواة لما يسمى الجيش الوطني. فكان لزاماً على جبهة النصرة التحري وأخذ الحيطة والحذر من مثل هذه المشاريع، فقامت باعتقال عدد من جنود تلك الفرقة».
ووصفت «عناصر الفرقة 30 بأنهم وكلاء لتمرير مشاريع ومصالح أميركا في المنطقة، وقتالهم للتنظيمات الإرهابية على حد وصفهم». وأكدت «جبهة النصرة» أن طيران الائتلاف الدولي «تدخل سريعاً لمؤازرة المخطوفين، وقصف مواقع جبهة النصرة بأكثر من 10 صواريخ خلفت عدداً من الشهداء والجرحى في صفوفنا». وحذر الفرقة «من المضي في المشروع الأميركي»، داعياً إياهم «للرجوع إلى الحق والصواب».
وأصدرت «الفرقة 30» بيانا أعلنت فيه سقوط خمسة قتلى من عناصر الفرقة وإصابة 18. وناشدت «كافة الفصائل في الجيش الحر بالوقوف بشكل جدي وفعال في وجه تلك الممارسات». كما ناشدت «للمرة الثانية جبهة النصرة بالتوقف عن هذه الممارسات وحقن دماء المسلمين والحفاظ على وحدة الصف».
إلى ذلك، دمرت طائرات الائتلاف الدولي، بقيادة أميركا، جسرين استراتيجيين في محافظة دير الزور، يقعان على طريقين رئيسيين يستخدمهما «داعش» للتنقل بين سوريا والعراق.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن احد الجسرين «يصل بين مدينة البوكمال وقرية الباغوز ويمر فوق نهر الفرات، والثاني يصل بين البوكمال وقرية السويعية على الحدود العراقية، ويمر فوق نهر صغير متفرع من الفرات».
وأعلن الائتلاف الدولي أن طائراته «ضربت أهدافا لداعش في المنطقة الحدودية الشرقية لسوريا بهدف الحد من حرية تنقله». وقال رئيس أركان «الائتلاف» الجنرال كيفن كيليا «سيكون لهذه الضربات اثر عميق على قدرة داعش على تنفيذ عمليات في العراق، لا سيما في الرمادي».