ما هي انعكاسات وفاة الملا عمر على "داعش"؟

ما هي انعكاسات وفاة الملا عمر على "داعش"؟

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٣١ يوليو ٢٠١٥

يعتبر المحللون أن الإعلان عن وفاة زعيم حركة "طالبان" الأفغانية الملا عمر، قد يدفع بعدد كبير من متطرفي المنطقة الى أحضان تنظيم "داعش" الذي يرغب في أن يمدد الى أفغانستان "خلافته" المعلنة حتى الآن على جزء من سوريا والعراق.
ومنذ بداية العام الحالي، تواجه حركة "طالبان" الأفغانية انشقاق القادة الذين خيبت آمالهم الزعامة الغامضة للملا عمر الذي اعلنت اجهزة الاستخبارات الأفغانية يوم الأربعاء وفاته قبل سنتين في باكستان، وبات يجتذبهم زعيم "داعش" ابو بكر البغدادي.
وقد نجح هذا التنظيم المتطرف، إذ فشلت حركة طالبان منذ عشر سنوات، من خلال السيطرة على اراض واسعة في العراق وسورية، والإعلان عن "خلافة" فيها، تنعش فكرة إقامة دولة كبيرة تضم جميع المسلمين.
ومنذ بداية كانون الثاني الماضي، أقسم عشرة من القادة السابقين لـ "طالبان" يمين الولاء بصورة جماعية لـ "داعش" الذي عينهم بعد ذلك على فرعه في منطقة خراسان التي تضم باكستان وأفغانستان، المهد التاريخي لـ "طالبان" و"القاعدة".
وفي حزيران الماضي، دارت صدامات دامية بين "طالبان" وأعدائهم الجدد في جنوب افغانستان، حيث زادت الولايات المتحدة الغارات القاتلة التي تشنها الطائرات من دون طيار على القادة المحليين لـ "داعش".
وصرح رحمة الله يوسف زائي، الخبير الباكستاني في شؤون "طالبان"، قائلاً إن "المقاتلين الذين لا يرون ان الحركة ستصمد في المستقبل ولا يوافقون على محادثات السلام ومسألة تقليص نفوذ باكستان، سينسحبون من صفوف طالبان".
وكانت قيادة "طالبان" اعطت موافقتها الضمنية على مفاوضات السلام التي بدأت مطلع تموز في باكستان التي يتهمها تنظيم "داعش" بالسيطرة على "طالبان افغانستان" من خلال دفعهم اليوم الى اختيار الحوار بدلاً من "مواصلة الجهاد".
وأصدر التنظيم في الفترة الأخيرة فتوى اكدت، قبل اعلان السلطات الأفغانية، ان "الملا عمر توفي وأن على طالبان في منطقة باكستان - افغانستان، ان يقسموا يمين الولاء لزعيمه ابو بكر البغدادي".
واعتبرت الفتوى الملا عمر "قومياً" افغانياً، كان مهتماً فقط بتسلم السلطة في كابول، وليس بإنشاء خلافة عالمية، وقدمت البغدادي باعتباره سليل قبيلة قريش العربية التي ينتمي اليها النبي محمد.
وأضاف تنظيم "داعش" أن "البغدادي إمام هذا الزمان. اما الملا عمر فلم يكن يومًا في افضل الأحوال سوى قائد سابق لبقعة من بقاع دولة الإسلام الكثيرة".
وبث التنظيم ايضاً شريط فيديو قاسياً لأحد اعضائه وهو يذبح "خائناً" في اقليم ننغرهار الأفغاني.
ولا تملك "طالبان" القدرات ذاتها على خوض الحرب الدعائية، كما ان الملا عمر الذي لم يظهر على الملأ منذ نهاية 2001، اوقف رسائله المسجلة منذ سنوات.
والخطابات الأخيرة المنسوبة اليه، مثل خطاب عيد الفطر في منتصف تموز ، كتبه باسمه على ما يبدو اعضاء آخرون في التمرد.
واعتبر المحلل الأفغاني وحيد مزهده، القريب من الدوائر الإسلامية، ان "هذه الأكاذيب ... ستتسبب بمشكلات في صفوف طالبان".
وقال مزهده إن "حركة طالبان ستنقسم على الأرجح، وقد تواصل مجموعة صغيرة مفاوضات السلام، لكن القسم الأكبر من طالبان سينضم الى مجموعة اخرى مثل "داعش" الأقل انتشاراً في الأراضي الأفغانية، لكنه اكثر تطرفاً من "طالبان".
واعتبر مايكل كوغلمان من معهد ودرو ولسون في واشنطن، أنه "لا شك في ان موت الملا عمر نعمة بالنسبة لداعش وسيوفر سبباً اضافياً لعدد كبير من عناصر طالبان المستائين من الصمت الطويل لزعيمهم، لترك الحركة والانضمام الى داعش".
ويسعى يوسف زاي للتخفيف من اثر ذلك بقوله "من جهة اخرى، لا يمثل التنظيم أملاً كبيراً لعناصر طالبان فهذا التنظيم ما زال ضعيفاً في أفغانستان ويعاني من ازمة قيادة، بسبب مقتل بعض قادته المحليين في غارات جوية أميركية.