تركيا تهاجم الأكراد بالغارات.. والقضاء

تركيا تهاجم الأكراد بالغارات.. والقضاء

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٣١ يوليو ٢٠١٥

أطلقت السلطات التركية، أمس، رصاصة الرحمة على «عملية السلام» مع الأكراد. فبعد استخدام ذراعها العسكرية وتكثيف الغارات الجوية ضد مواقع «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق، انتقلت الى سلاح القضاء، حيث فتحت النيابة العامة تحقيقاً ضد زعيم «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي صلاح الدين ديميرطاش، بتهمة التسبب «باضطرابات في النظام العام والتحريض على العنف» في قضية تعود إلى العام 2014.
وذكرت قناتا «ان تي في» و «سي ان ان تورك» أن نحو 30 مقاتلة تركية شنت سلسلة من الغارات على مواقع لـ «الكردستاني» في شمال العراق.
وكان الجيش التركي أعلن مقتل ثلاثة جنود «نتيجة هجوم نفذته المنظمة الانفصالية الإرهابية» في منطقة اكتشاي في ولاية شرناق، على الحدود بين سوريا والعراق.
وقال المسؤول السياسي في «الكردستاني» زاغروس هيوا، في منطقة في جبال قنديل في العراق، «لقد أعلنت تركيا علينا الحرب»، موضحاً «لقد التزمنا بوقف إطلاق النار حتى آخر لحظة، لكن تركيا لم تلتزم به. الآن سنحمي أنفسنا ونواصل إستراتيجيتنا».
وذكرت وكالة «الأناضول» أن مكتب المدعي العام في ديار بكر فتح تحقيقا ضد ديميرطاش بتهمة التسبب «باضطرابات في النظام العام» و «التحريض على العنف» في تشرين الأول العام 2014.
ويأتي فتح التحقيق في أوج حملة عسكرية تشنها السلطات التركية ضد الأكراد. وفي حال ثبتت النيابة العامة التهمة الموجهة إلى ديميرطاش، فستقدم طلباً إلى البرلمان لرفع الحصانة عنه. وأوضحت الوكالة انه قد يحكم على ديميرطاش بالسجن حتى 24 عاماً إذا تمت إدانته.
وكان قتل 33 شخصاً، بالإضافة إلى شرطيين، في شرق تركيا في تشرين الأول العام 2014، بعد احتجاجات للأكراد على رفض السلطات التركية وصول الدعم إلى مقاتلين سوريين أكراد كانوا يواجهون «داعش» في بلدة عين العرب (كوباني) السورية. ويعد «حزب الشعوب الديموقراطي» احد اكبر الفائزين في الانتخابات التشريعية، وحصل فيها على 13 في المئة من الأصوات ليشغل 80 مقعداً.
وكان ديميرطاش اعتبر، في مقابلة مع «فرانس برس»، أن الغارات الجوية التركية ضد «داعش» ليست سوى «خدعة» لخدمة الطموحات الشخصية للرئيس رجب طيب اردوغان.
وقال «شنت تركيا غارات محدودة على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية لذر الرماد في العيون، والآن انتهى الأمر». وأضاف «تم اعتقال مشتبه بهم من الدولة الإسلامية للاستعراض، وأفرج عن معظمهم».
واتهم ديميرطاش الرئيس التركي باستغلال مقتل ناشطين أكراد في التفجير الانتحاري في سوروتش في 20 تموز الحالي لتحسين صورته في الخارج من خلال إعلان «الحرب على الإرهاب».
وقال «هذه الحرب لا ترمي إلى حماية بلادنا بل إلى حماية القصر» الرئاسي، مؤكداً أن «حزب الشعوب الديموقراطي ليس الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني» كما يتهمه النظام التركي.
وقال ديميرطاش، في مقابلة مع «رويترز»، إن الهدف الأساسي من العمليات العسكرية التركية الأخيرة في شمال سوريا «هو الحيلولة دون تكون كيان كردي في شمال سوريا». واتهم اردوغان بجر تركيا إلى حرب سعياً لتقويض الحركة الكردية قبل إعادة محتملة للانتخابات.
وعبر إردوغان عن ازدرائه لديميرطاش بشكل واضح. وقال، في بكين قبيل سفره إلى اندونيسيا، «لا يستطيع أن يتخذ موقفا من حزب العمال الكردستاني الذي صنفته أوروبا والولايات المتحدة منظمة إرهابية. تدرب أخوه في الجبال. وسيركض هو نحو الجبال إذا وجد الفرصة لذلك».
كما شن رئيس الحكومة التركية احمد داود اوغلو هجوماً على ديميرطاش، منتقداً اتهامه لأردوغان بالارتباط بمنظمة سرية (غلاديو) مسؤولة عن مقتل 32 شخصاً في انفجار سوروتش. وقال «تجاوز ديميرطاش حده وأهان رئيس الجمهورية مجددا، بزعمه أنه غلاديو القصر المسؤول عن انفجار سوروتش. وأنا أقول له بأن منصب رئيس الجمهورية هو مقام سامٍ شرعي، مسخر لإيفاء المسؤوليات بأفضل شكل. أما أنتم فإنكم غلاديو الإرهاب وعناصره».
من جهة أخرى، أعلنت ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا أنه «تم اتخاذ قرار لإعلان منطقتين على الحدود مع سوريا كمناطق أمنية خاصة لمدة عشرة أيام».