هل اختارت "طالبان" خلفاً لزعيمها؟

هل اختارت "طالبان" خلفاً لزعيمها؟

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٣٠ يوليو ٢٠١٥

بعد ساعات على إعلان الحكومة الأفغانية وفاة زعيم حركة "طالبان" الملا محمد عمر في العام 2013 في أحد المستشفيات بطريقة غامضة، أكدت الحركة المتشددة النبأ، كما اختارت الملا أختر منصور، نائب الملا عمر، زعيماً جديداً لها، بحسب مصادر أفغانية، من دون أن يتضح مصير محادثات السلام التي بدأت بين الطرفين، في ظل إعلان باكستان اليوم إرجاء جولة حوار كانت مرتقبة بينهما.
وأكدت حركة "طالبان" في بيان وفاة زعيمها ، موضحة  أن "قيادة الإمارة الإسلامية وعائلة الملا عمر تعلنان وفاة مؤسس وزعيم (طالبان) نتيجة المرض".
من جهة أخرى، قال قياديان حضرا اجتماعاً لأهم الشخصيات في حركة "طالبان" إن الحركة "عينت أختر محمد منصور زعيماً لها".
وقال أحد القياديين اللذين حضرا الاجتماع الذي عقد مساء أمس الأربعاء "انتخب مجلس الشورى الذي عقد خارج كويتا بالإجماع الملا منصور أميراً جديداً لطالبان. سيصدر مجلس الشورى بياناً قريباً."
وبحسب صحيفة "هيرالد تريبيون"، فقد أختير سراج الدين حقاني، زعيم شبكة "حقاني"، نائباً لزعيم "طالبان" الجديد.
وخدم الملا منصور كوزير للطيران في عهد نظام "طالبان" في أفغانستان. وتول الأمم المتحدة أنه "أعيد إلى أفغانستان في أيلول 2006 (أي بعد سقوط حكم طالبان بخمس سنوات) بعد اعتقاله في باكستان. وهو ضالع في أنشطة الاتجار بالمخدرات، وكان ناشطا في أقاليم خوست وبكتيا وبكتيكا في أفغانستان حتى أيار 2007. وكان أيضا حاكم  طالبان على ولاية قندهار حتى أيار 2007".
وبحسب الأمم المتحدة، شارك الملا منصور بأنشطة المناوئة للحكومة الأفغانية، لاسيما تجنيد الأفراد لصالح "طالبان" لقتال الحكومة الأفغانية والقوة الدولية للمساعدة الأمنية.
وتقول الأمم المتحدة إنه "كان أختر محمد منصور شاه محمد نائب رئيس مجلس الشورى الأعلى لطالبان حتى منتصف العام 2009. ويعمل عضوا في مجلس قيادة الطالبان وكُلف بتولي رئاسة الشؤون العسكرية في مجلس غِردي جَنغل التابع لحركة الطالبان قبل تعيينه نائبا لمحمد عمر في آذار 2010. وحتى عام 2010، كان أختر محمد منصور شاه محمد مسؤولاً بصفة مباشرة عن أنشطة طالبان في أربعة أقاليم في جنوب أفغانستان، وعُين رئيساً لمجلس الشورى المدني لحركة طالبان في أوائل 2010".
وبحسب "هيرالد تريبيون"، فقد كانت المنافسة داخل مجلس شورى "طالبان" لإختيار خليفة للملا عمر، قد انحصرت بين الملا منصور والملا برادار أخاند. وتقول الصحيفة إن موقع منصور قد شابه ضعف داخل أوساط طالبان مؤخراً بسبب نشره أخباراً حول وفاة الملا عمر".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت في نيسان العام الماضي أن "الملا عبد القيوم زاكر، وهو قيادي عسكري متشدد في طالبان، تنحى من منصبه"، رابطة ذلك بسوء العلاقة بينه وبين قياديين آخرين في الحركة، أكثر "اعتدالاً"، ما يدل على النفوذ الذي كان يتمتع به الزعيم الجديد لـ"طالبان".
وأشارت الصحيفة إلى ان "الملا زاكر لم ينظر بعين الرضا إلى فتح طالبان مكتباً لها في الدوحة"، بينما كان الملا منصور مؤيداً لهذه الخطوة.
إلى ذلك، أعلنت باكستان إرجاء الجولة الثانية من محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية و"طالبان"، غداة الإعلان عن وفاة الملا عمر.
وكان مسؤولون في كابول ذكروا في وقت سابق هذا الأسبوع أنه "خلال هذه المفاوضات المقررة ابتداء من يوم الجمعة (غداً) ستبدأ الحكومة الأفغانية التفاوض على وقف لإطلاق النار مع طالبان".
من جهتها، أعلنت حركة "طالبان" أنها "لم تتبلغ" بعقد دولة جديدة من محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية الأسبوع الحالي، في حين لم تصدر أي تعليق حول تأكيد كابول وفاة زعيمها.
وقالت "طالبان" في بيان باللغة الانكليزية نشرته على موقعها الالكتروني إن "وسائل الإعلام تنشر معلومات حول انعقاد محادثات سلام قريبا جداً  في الصين أو في باكستان"، مؤكدة ان "مكتبنا السياسي  لم يتبلغ بالعملية".
واعتبر البيان بمثابة أول تعليق لـ"طالبان" بعد إعلان كابول وفاة الملا عمر ، كما اعتبر انسحاباً من قبلها من محادثات السلام.