وجه دعوة لروحاني لزيارة فرنسا.. فابيوس يزور إيران: تعاون سياسي واقتصادي

وجه دعوة لروحاني لزيارة فرنسا.. فابيوس يزور إيران: تعاون سياسي واقتصادي

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٩ يوليو ٢٠١٥

نقل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، اليوم الأربعاء، دعوة موجهة من الرئيس فرانسوا هولاند إلى نظيره الإيراني حسن روحاني لزيارة فرنسا في شهر تشرين الثاني المقبل، وذلك خلال زيارة يقوم بها إلى طهران، وتكتسب أهمية في ظل الانفتاح الأوروبي  على الجمهورية الإسلامية بعد توقيع الاتفاق النووي، كما تأتي لتعكس سعي فرنسا إلى تطوير العلاقات مع إيران، بعدما اتسم  موقفها بالتشدد خلال المفاوضات النووية.
وفي أول زيارة يقوم بها وزير خارجية فرنسي إلى إيران منذ 12 عاماً، أكد فابيوس أن زيارته إلى طهران تحمل عنوانين "الاحترام وتطوير العلاقات".
ونقلت الوكالات الإيرانية عن فابيوس قوله "أحمل رسالة دعوة من فرانسوا هولاند رئيس بلادي إلى حسن روحاني رئيس إيران لزيارة فرنسا في تشرين الثاني المقبل"، علماً أن آخر رئيس إيراني كان زار باريس هو محمد خاتمي، وذلك في العام 1999 في عهد الرئيس الفرنسي جاك شيراك.
وقال وزير الخارجية الفرنسي في مستهل زيارته إلى طهران التي تستمر يوماً واحداً "إذا أردت أن اختصر بكلمتين مغزى زيارتي وشعوري وأنا أقوم بهذه الزيارة، فسأتحدث عن الاحترام وتحريك العلاقات".

وأضاف فابيوس، الذي التقى روحاني ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف إن فرنسا "تريد أن تقيم علاقات طيبة مع إيران"، لافتاً إلى أن "وفداً رفيع المستوى من الاقتصاديين ورجال الأعمال سيزور إيران في أيلول المقبل".
وأشار فابيوس إلى أنه سيناقش "القضايا السياسية وأيضاً الفرص المتاحة في قطاع الأعمال"، معتبراً أنه "كقوتين عظيمتين تتحمل كل من إيران وفرنسا مسؤولية تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة."
وقال "نحن دولتان كبيرتان مستقلتان، وفرنسا تحترم إيران وثقافتها ودورها في التاريخ ومعاناتها، واقصد هنا المعاناة خلال الحرب الإيرانية – العراقية"، متحدثاً أيضاً عن "الاحترام الواجب علينا للالتزامات التي قطعناها" في الاتفاق النووي.
وتطرق فابيوس بشكل تفصيلي إلى الأهمية التي توليها بلاده لتطوير العلاقات مع إيران.
وفي هذا الصدد، قال "نتابع استئناف العلاقات السياسية والاقتصادية مع إيران وفرنسا عازمة على ذلك في ظل المناخ الجديد الحاصل، وفيما لو رغبت إيران فان شركاتنا التي تنشط في أعلى المستويات في العالم جاهزة للعمل هنا".
وأكد أن "صناعة السيارات والبيئة والزراعة من ضمن مجالات التعاون"، لافتاً إلى أن "تعاون متحف اللوفر مع إيران يشكل مجالا آخر للتعاون بين البلدين"، ومشدداً على أن "السياح الفرنسيين يرغبون بزيارة المدن الإيرانية الجميلة".
وفي الشق السياسي، اعتبر فابيوس أن "إيران دولة ذات نفوذ في المنطقة"، لافتاً إلى "توجهات مشتركة" بين بلاده والجمهورية الإسلامية "في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، ونرغب باستتباب السلام والاستقرار في المنطقة".
وأكد فابيوس أن "الاتفاق النووي يدعم السلام والاستقرار في المنطقة وفي المحيط الدولي"، معتبراً أن "الاتفاق ليس تقنياً فقط، بل هو للاستقرار أيضاً".
وفي هذا الإطار، لفت فابيوس إلى أن بلاده تبنت "موقفاً ثابتاً وحازما وبناء" بهدف "منع انتشار الأسلحة النووية"، معتبراً ان "الملف النووي ليس موضوعاً يعالج بخفة".
من جهته، أشار ظريف إلى أن "إيران وفرنسا ستدرسان خلال الزيارة سبل متابعة العلاقات الثنائية وتطويرها".
وقال ظريف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي "إنني اشعر بالكثير من السرور لاستضافتنا بعد 17 عاماً وزير خارجية فرنسي في طهران. بالطبع لقد استضفنا في العام 2003 وزير الخارجية الفرنسي في حينه، ولكن كان ذلك في إطار المفاوضات النووية مع الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وألمانيا وبريطانيا".
ووصف وزير الخارجية الإيراني العلاقات بين بلاده وفرنسا بـ"التاريخية"، لافتاً رغم ذلك إلى أن" هذه العلاقات شهدت خلال الأعوام الأخيرة بعض التذبذبات ونأمل بان نتحرك من الآن فصاعداً نحو علاقات أكثر جدية".
وأكد ظريف أنه "سيكون هنالك تطوير للعلاقات في مختلف المجالات بين البلدين"، معتبراً انه "مع تنفيذ برنامج العمل المشترك الشامل ستتوفر الأرضية للمزيد من التعاون في مجالات الطاقة والنقل وصناعة السيارات، والتي للبلدين فيها علاقات واسعة تقليدياً وستتوسع هذه العلاقات مستقبلاً".
وحول المواضيع التي ستتطرق إليها المحادثات الفرنسية الإيرانية، قال ظريف إن "المحادثات السياسية التي كانت مقتصرة على القضية النووية ستتوسع لتشمل قضايا مكافحة التطرف والإرهاب والتعاون في مجال البيئة وكذلك في المجال النووي".
وتطرق ظريف إلى زيارته الإقليمية الأخيرة إلى الكويت وقطر والعراق، فقال "لقد شرعنا بمحادثات جيدة للتعاون الإقليمي في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، ونشعر بالسرور لان الجميع متفقون في الرأي حول هذا الموضوع".
وكانت الأوساط الإيرانية المحافظة شنت حملة انتقادات شديدة ضد فابيوس، وضد موقف فرنسا المتشدد في المفاوضات النووية.