أميركا وضعت رومانيا ضمن اهداف صواريخ روسيا

أميركا وضعت رومانيا ضمن اهداف صواريخ روسيا

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٩ يوليو ٢٠١٥

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" موضوعا يتعلق بنشر عناصر منظومة الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا، مشيرة الى نشرها في رومانيا بالقرب من الحدود الروسية، ورد فعل موسكو على ذلك. وجاء في مقال الصحيفة:

اصبح معلوما ان وزارة الدفاع الروسية قررت تعزيز القوة الجوية الضاربة في شبه جزيرة القرم بسرب من طائرات "تو – 22 أم 3" بعيدة المدى. أي سيرابط في السنة المقبلة في القرم فوجا كاملا من الطائرات حاملات الصواريخ. جاء هذا القرار ردا على نشر عناصر منظومة الدرع الصاروخية الأميركية في رومانيا.

بموجب خطط وزارة الدفاع الأميركية، يجب ان تدخل قاعدة "ديفيسيلو" الأميركية في رومانيا التي تضم 24 صاروخا من نوع "SM-3" مضادا للصواريخ الخدمة الفعلية في الأول من شهر آب المقبل. لقد حذرت موسكو الحكومة الرومانية منذ بداية مرحلة المفاوضات بشأن نشر هذه الصواريخ في رومانيا من ان هذا لن يمر مرور الكرام، وانها سوف تتخذ اجراءات عسكرية مضادة له.

لتأكيد جدية موسكو في هذا الأمر، انطلقت قبل سنة مجموعة قاذفات "تو—22 أم3" من القوة الجوية الضاربة من مطار انجلس وبالتعاون مع الأسطول الحربي الروسي وظهرت فوق البحر الأسود ونفذت هجمات صاروخية ضد سفن حربية لعدو وهمي. وفي فصل الربيع، عندما بدأت العمليات الانشائية في القاعدة الأميركية في رومانيا، أجرت القوات الروسية تدريبات مفاجئة على كيفية اعادة تجميع القوات في اتجاهات الغرب والشمال والجنوب. لأول مرة منذ تسعينيات القرن الماضي، وهبطت هذه طائرات "تو—22 أم3" الإستراتيجية من جديد في شبه جزيرة القرم، خلال هذه التدريبات. ولكن منذ البداية كان واضحا ان هذا هو التحذير الأخير. وقد جرى تنفيذ نفس الشيء في مقاطعة كالينينغراد(في غرب روسيا) مع نشر منظومات صواريخ "اسكندر – أم" ردا على نشر عناصر منظومة الدرع الصاروخية الأميركية في بولندا.

يبدو انهم في بوخارست لم يفهموا هذا التلميح، لذلك اعلنت وزارة الدفاع الروسية رسميا، قاعدة منظومة الدرع الصاروخية الأميركية في رومانيا "ستكون من الأهداف الأولى للوسائل الهجومية الروسية، في حالة أي هجوم أميركي على روسيا". كما كان متوقعا استقبل الغرب هذه التصريحات بعدم رضا، على الرغم من ان التفسير الأميركي الرسمي لنشر منظومة الدرع الصاروخية بالقرب من الحدود الروسية، هو لمواجهة الخطر الصاروخي الايراني.

يقول الرئيس السابق لأركان قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية، الفريق أول فيكتور يسين، ان ادراج قاعدة "ديفيسيلو" في رومانيا ضمن قائمة الأهداف الأولى التي نهاجمها في حالة أي هجوم أميركي ضد روسيا، "هو رد متوقع من جانب الأركان العامة الروسية". ويمضي قائلا "الجميع يدرك جيدا، أنه في حالة توتر الأمور الى الدرجة الحرجة، سوف ترابط في القرم ليس فقط الطائرات حاملات الصواريخ، بل وكذلك منظومات "اسكندر – أم" الصاروخية وبالأعداد اللازمة، الآن نكتفي فقط بنشر الطائرات".

تجدر الاشارة الى ان سرعة طائرات "تو—22 أم3" تفوق سرعة الصوت ويمكن تغير الشكل الهندسي لأجنحتها (الناتو يطلق عليها اسم – Backfiar)، وحمولتها القصوى-124 طنا.

تحمل هذه الطائرات بالإضافة الى القنابل والأسلحة الأخرى، 10 صواريخ مجنحة موجهة "جو- بحر" و"جو – أرض" من نوع "X-15" برؤوس تقليدية وبرؤوس نووية.

تعتبر هذه الطائرات من الأسلحة المخيفة، وخلال العهد السوفيتي كان اسطول البحر الأسود يضم ثلاثة أفواج كاملة من هذه الطائرات، ولكن في نهاية عام 1994 تقرر تسريح فوجين منها وبعد مضي سنتين تم تسريح الفوج الثالث ايضا.

حاليا واستنادا الى مصادر مطلعة، تملك روسيا 40 طائرة من هذا الطراز في الخدمة الفعلية، وحوالي 100 أخرى احتياطية. لن تحتاج روسيا الى هذا العدد الكبير من هذه الطائرات في هذا الاتجاه لتدمير قاعدة الدرع الصاروخية في رومانيا، لأن لتنفيذ هذا الهدف يكفي سرب واحد منها فقط.

كما هو معلوم خلال تاريخ الولايات المتحدة لم تسقط أي قنبلة على اراضيها، لذلك لا يدرك مواطنوها مدى الخطورة عند تعرضهم للقصف، وخاصة الصاروخي. أما مواطنو رومانيا الذين عاشوا مآسي الحرب العالمية الثانية، فإنهم حتما يتذكرون كيف كانت الطائرات الأميركية تدمر كل شيء على اراضيهم. أي يجب ان يدركوا ان الولايات المتحدة حولتهم الآن الى كبش فداء، بعد ان جعلت رومانيا في قائمة الأهداف الأولى التي ستتعرض للهجمات الروسية.