أم سياف سيدة «الطبقة المخملية في داعش».. هذا ما اعترفت به لمحققيها

أم سياف سيدة «الطبقة المخملية في داعش».. هذا ما اعترفت به لمحققيها

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٧ يوليو ٢٠١٥

ركزت الحملة العسكرية الأمريكية ضد داعش على المقاتلين الذكور عند شنها الهجمات في أنحاء العراق وسوريا. ولكن أغنى مصدر استخباراتي وقع في أيدي محققي الولايات المتحدة حتى الآن هو أرملة أحد أكبر أعضاء داعش. وتقوم هذه الأرملة الآن بالكشف عن تفاصيل حول الأعمال الداخلية للجماعة الإرهابية، بما في ذلك وجود شبكة من النساء داخل داعش، مسؤولة عن التجنيد، والاستبقاء، والاستخبارات في ما يسمى بالخلافة.
وقد قبض أفراد الجيش الأمريكي على أم سياف خلال غارة استهدفت زوجها، الذي كان رئيس التمويل في داعش، في مايو. وبعد الانخراط في قتال مباشر مع مقاتلي داعش، قتلت القوات الأمريكية أبو سياف، وصادرت أجهزة الكمبيوتر، والهواتف الخلوية، والوثائق التي تشرح بالتفصيل كيفية حصول الجماعة وتوزيعها لما يقدر بـمليوني دولار يوميًا.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة «ديلي بيست» ونقله موقع «التقرير» العربي، تعد أم سياف الآن أعلى إناث داعش شأنًا في سجون الولايات المتحدة، وهي محتجزة في العراق، وتقوم بتوفير كميات من المعلومات الاستخابراتية وراء ما وجده المحللون الأمريكيون على أجهزة الكمبيوتر، والهواتف المحمولة التي ضبطت خلال الغارة التي قتلت زوجها الذي كان يدير عمليات النفط والغاز لصالح داعش. وقال أربعة مسؤولين دفاع للديلي بيست إنها لعبت دورًا قياديًا أيضًا في تشغيل شبكات داعش من النساء المقاتلات والناشطات.
وأوضح مسؤول كبير في وزارة الدفاع: “لقد كانت مستشارة رئيسة. لديها الكثير من التفاصيل“.
وهناك تسلسل هرمي بين النساء داخل داعش. وتعد رتبة المرأة على توافق مع رتبة زوجها. وكلما ارتفع الزوج في الهيكل التنظيمي لداعش، كلما أصبحت زوجته تعرف أكثر عن عمليات الجماعة الإرهابية. وبالتالي، فإن أم سياف من بين فئة النخبة من النساء ضمن التسلسل الهرمي لتنظيم داعش الذي يهيمن عليه الذكور. وقال مسؤول كبير في الإدارة يتابع استجواب أم سياف عن كثب: “وراء كل رجل ناجح امرأة، وليست داعش باستثناء“.
ولكن المسؤول أضاف إن هذا لا يعني أن أم سياف كانت جزءًا من سلسلة القيادة العسكرية في داعش، أو أنها كانت تساعد في تصميم خطط التنظيم للاستيلاء على الأراضي. وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث علنًا في هذا الشأن: “هل كانت مؤثرة؟ نعم. هل كان لديها دور قيادي؟ لا“.
وعلى الرغم من هذا، كانت أم سياف تساعد في تشغيل شبكة من النساء داخل داعش، وفقًا للوثائق التي صادرتها قوات العمليات الخاصة الأمريكية من الموقع.
وليست أم سياف أول امرأة توفر معلومات عن داعش، حيث كانت هناك العديد من النساء اللواتي أعلن انشقاقهن عن التنظيم. وأخبرت بعض النساء الولايات المتحدة بكيفية تجنيدهن، وبكيفية سفرهن من بلدانهن للانضمام لداعش. وقد شرحت بعض النساء أيضًا كيف مولت داعش سفرهن إليها، وكيف كن قادرات على التحايل على أسئلة عائلاتهن. ولكن كل هذه المعلومات كانت قد جاءت على وجه الحصر تقريبًا من نساء أقل شأنًا في التسلسل الهرمي لداعش.
وقال مسؤولو وزارة الدفاع إنه كان لدى أم سياف وجهة نظر في كل ما يخص شؤون داعش من الأعلى إلى الأسفل. وأضافوا إنها قدمت أيضًا تفاصيل مثل أسماء نشطاء ومشغلي وسائل الاتصال.
وقال مسؤولون أمريكيون، وخبراء في مكافحة الإرهاب، إن دور النساء في الدرجات الدنيا من داعش يقتصر في المقام الأول على الحفاظ على المنزل، وإنتاج مقاتلي داعش في المستقبل. وبالإضافة إلى ذلك، وفي الأراضي التي تحكمها داعش، هناك نساء يعملن لهيئة الأمر بالمعروف، أو لواء الخنساء، على ضمان التزام النساء الأخريات بالمعايير الدينية والاجتماعية الصارمة لداعش. وهناك جاسوسات لجعل النساء الأخريات لا يخرجن عن الخط. وتقوم بعض النساء بتسهيل تجارة الرقيق، وتقييم غيرهن من النساء، أو ترتيب زيجات مؤقتة.
واعتقلت القوات الأمريكية أم سياف، على أمل أنه سيكون لديها فكرة حول تعامل داعش مع الرهائن. واشتبه البعض في أنها قد تعرف تفاصيل حول اختطاف عاملة الإغاثة الأمريكية، كايلا مولر، التي توفيت أثناء احتجازها من قبل داعش.
ولا يزال من غير الواضح ما قالته أم سياف حول مولر والرهائن الآخرين. ولكن مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية قالوا إنها قد كشفت عن عمليات داعش، وقامت بإعطاء تفاصيل عن المنظمة، والرجال الذين يديرونها، بطرق لم يكن من الممكن فهمها من خلال التصريحات العلنية لداعش أو حملتها العدوانية على تويتر. وقالوا أيضًا إنها أوضحت اعتماد داعش على النساء في الحفاظ على المقاتلين وإدارة الدولة.
ويساهم استجواب أم سياف أيضًا في تحديد الدور الذي تلعبه النساء في تجنيد الرجال لداعش. ويتمثل هذا الدور في كثير من الأحيان بالوعد بعروس ترعى الرجل بينما يقوم بالقتال على الخطوط الأمامية. وقد قيل لمجند داعش أمريكي، ألقي القبض عليه مؤخرًا، إنه يستطيع الحصول على “أربع زوجات”، وفقًا لمكتب التحقيقات الاتحادي.
وفي ظل داعش، يعد دور المرأة في المقام الأول هو خدمة احتياجات الرجل، والحفاظ على الرجال على خطوط القتال ومقيمين في الخلافة. وعند وصولهن إلى داعش، يتم إرسال النساء إلى نزل تشرف عليه نساء أخريات، وفقًا لتقرير صادر عن معهد الحوار الاستراتيجي. ومن ثم، سرعان ما يتم تزويجهن. ويحدث هذا أحيانًا في مكاتب داعش للزواج، والتي تقع في أماكن مثل الرقة، وهي عاصمة المجموعة.
وتنضم العديد من النساء إلى داعش على أمل أن يصبحن مقاتلات أيضًا. وكان سلف داعش، وهو تنظيم القاعدة في العراق، قد نشر النساء لتنفيذ عمليات انتحارية. واستخدمت بعض الفروع الإرهابية الأخرى، مثل حركة الشباب، التي يوجد مقرها في الصومال، وبوكو حرام في نيجيريا، نساءً لتنفيذ عمليات انتحارية أيضًا. هذا الأمر لم يحدث في داعش بعد، حيث إننا لم نر قائدات أو انتحاريات. “ولكن، وبسبب وجود سابقة، فسيكون هذا الخيار متوفرًا دائمًا لدى التنظيم“، وفقًا للخبراء.
وقال مسؤول دفاع على دراية بعمليات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، إنه ليس على علم بأي ضربة جوية استهدفت النساء تحديدًا. ولا توجد أرقام رسمية لعدد النساء مع داعش. ولكن هناك ما يقرب من ٥٠٠ امرأة على تويتر يدعين أنهن من سكان داعش، وهن غالبًا من وجوه الحرب الدعائية لداعش، ويطلبن من النساء الأخريات أن يقمن بالانضمام إلى الخلافة أيضًا.
ويفترض الخبراء أن نسبة النساء إلى الرجال في داعش هي ١ إلى ١٠. ولأن تقديرات قوة داعش تبدأ عند ٢٠٠٠٠ مقاتل، فإن ذلك يعني أن في الخلافة ما لا يقل عن ٢٠٠٠ امرأة.
ومهما كانت النسبة، تعد أم سياف قيمة جدًا، لدرجة أن المحققين الأمريكيين لا زالوا يتعلمون منها بعد أسابيع من استجوابها، ولم يقرروا حتى الآن ما يجب أن يحدث لها لاحقًا. وقال مسؤول في الإدارة إن المحققين لم يحددوا بعد ما إذا كان أبو سياف مذنبًا في أي جرائم قد تجعلها تخضع للمقاضاة أمام محكمة أمريكية، وإذا ما كان الأمر كذلك، فستسعى الولايات المتحدة لتسلمها من العراق. وأما إذا لم يكن هناك أدلة كافية لمحاكمتها في الولايات المتحدة، فإنها قد تسلم إلى السلطات العراقية، وليس من المعروف ما قد يحدث لأم سياف حينها.