ظريف متفائل بقرب الاتفاق النووي وكيري يشيد بـ"الجهود الصادقة"

ظريف متفائل بقرب الاتفاق النووي وكيري يشيد بـ"الجهود الصادقة"

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٣ يوليو ٢٠١٥

أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في رسالة الجمعة، أن بلاده والقوى الكبرى لم تكن "يوماً أقرب" من الآن للتوصل إلى اتفاق حول الملف النووي، معرباً عن استعداد بلاده للتعاون في مواجهة المشاكل الكبرى الأوسع نطاقاً، بينما اشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بـ"الجهود الصادقة" التي تبذلها جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات حول الاتفاق النووي مع إيران.
وفي رسالة مسجلة نُشرت على موقع "يوتيوب"، قال ظريف متحدثاً بالإنكليزية من شرفة الفندق حيث تجري المحادثات النووية في فيينا، إنه "عند الساعة الحادية عشرة ورغم بعض الخلافات التي لا تزال قائمة، لم نكن يوماً أقرب من التوصل إلى اتفاق دائم".
ولكنه حذّر أنه "رغم ذلك، فان الاتفاق ليس أمراً، مؤكداً"، قائلاً إن "التوصل إلى اتفاق يتطلب الشجاعة لتقديم تنازلات، والثقة بالنفس لتكون مرناً، والنضج لتكون منطقياً".
وأكد ظريف أيضاً أن في حال التوصل إلى "اتفاق جيد ومتوازن" فإن هذا يساعد "لفتح آفاق جديدة لمواجهة التحديات المشتركة المهمة".
ولفت الانتباه الى "اننا نعمل، ونحاول بجهد حثيث المضي قدماً، وأحرزنا تقدما.. (لكن) ما زالت أمامنا نقاط نقاش صعبة لنحلها، اعتقد أننا سنفعل في حال توفر الإرادة السياسية لذلك".
وأضاف الوزير الإيراني، في رسالة مدتها أربع دقائق، أن "التهديد المشترك اليوم هو تصاعد الخطر المستشري للتطرف والهمجية"، في إشارة واضحة إلى تنظيم "داعش".
وقال إن "التهديد الذين نواجهه كلنا، وأقول كلنا لأن التهديد لا يستثني أحداً، يتجسد برجال يرتدون أقنعة يدمرون مهد الحضارة. وللتعامل مع هذا التحدي الجديد، هناك حاجة ماسة إلى انتهاج مقاربات جديدة".
وأضاف "لقد كانت إيران منذ فترة طويلة في طليعة المعركة ضد التطرف. آمل أن يقوم نظرائي بالتركيز وتكريس قدراتهم لهذه المعركة الوجودية".
وغمز ظريف من قناة أولئك الذين "يعتقدون أن الإكراه العسكري والاقتصادي قد يضمن الحل"، قائلاً "أرى أملاً لأنني أرى ترجيح العقل على الوهم، وأشعر أن زملائي المفاوضين قد أدركوا أن الإكراه والضغط لن يؤديا أبداً إلى حلول دائمة، بل إلى مزيد من الصراع والعداء".
وأضاف "لكن ما يزال يتعين عليهم اتخاذ خيار حاسم وتاريخي: الاتفاق أو الإكراه".

بدوره، قال كيري، قبل جولة جديدة من المحادثات مع نظيره الإيراني: "لدينا بعض القضايا الصعبة، لكن هناك جهود صادقة من قبل الجميع لنكون جادين في ذلك، مع تفهم ضيق الوقت".
وتابع أن فرق المفاوضين تعمل "بجد طوال اليوم لإحراز أقصى حد من التقدم.. في جهد هادف وبحسن نية من أجل إحراز تقدم. ونحن نحرز تقدماً".
وأضاف "لذا، سنواصل العمل الليلة وغداً والأحد. كلانا يرغب في المحاولة لمعرفة ما إذا كنا نستطيع التوصل إلى نتيجة".
ويقود ظريف ونظيره الأميركي جون كيري المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، للتوصل إلى اتفاق طال انتظاره لتقليص هذا البرنامج في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية عن طهران.
وينتظر وصول الكثير من وزراء مجموعة "5+1" (بريطانيا، الولايات المتحدة، فرنسا، روسيا، الصين، وألمانيا) التي تفاوض إيران حول برنامجها النووي، إلى فيينا، الأحد، قبل انتهاء المهلة الممددة لإبرام اتفاق.
وفي سياق متصل، أكد مدير "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" يوكيا أمانو، الجمعة، بعد زيارته طهران، الحاجة إلى "مزيد من العمل" لبلوغ اتفاق مع إيران رغم أن الطرفين أصبحا "أكثر تفهما" في بعض المسائل.
ورغم النفي الإيراني، تشتبه "الوكالة الذرية بأن طهران أجرت أبحاثاً حتى العام 2003، وربما بعد ذلك التاريخ لامتلاك القنبلة الذرية. وتسعى للقاء العلماء المشاركين في هذه الأنشطة والاطلاع أيضاً على وثائق وزيارة مواقع قد تكون جرت فيها هذه الأبحاث.