اسرائيل تفتح جبهة الشمال بعد الفشل في الجنوب ....

اسرائيل تفتح جبهة الشمال بعد الفشل في الجنوب ....

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٣ يوليو ٢٠١٥

أثبتت الحرب على سورية مدى تورط اسرائيل في هذه الحرب ، فكل الخطوط تتقاطع عند الدور الصهيوني في هذه الحرب وبعيدا عن لعة المؤامرة والتخوين ، وبالتحليل البسيط تكتشف العين العادية دور الكيان الصهيوني في كل الاحداث الدائره في المنطقة ، فأسرائيل لم تخفي يوما رغبتها بالقضاء على ثلاث جيوش تعتقد ان وجودها يشكل خطر على امنها ووجودها . وبعد الانتهاء من الجيش العراقي الذي تم حله بعد الاحتلال الامريكي للعراق كان لا بد من التفكير في الجيش السوري وايجاد طريقة لانهاك الدولة السورية وتفتيتها وازدات هذه الرغبة واصبحت امر ملح على صانعي القرار بعد فشل عدوان تموز وخيبة الامل التي عاشها حلفاء من العرب اسرائيل اكثر منها . واليوم وبعد فشل اول معارك الجنوب (( المعنونه باسم عاصفة الجنوب )) وبعد تغير الاوضاع الميدانية على حدود الجولان المحتل كان لابد من فتح معركه بحجم اكبر في الشمال السوري ، وهذه المعركه لا يمكن الاعتماد عليها على فصائل مبعثره وقوى انتجتها الاوضاع الامنيه في الشمال قد تفشل كما فشلت في الجنوب .. فاصدر الامر الى تركيا اردوغان حيث يبحث حزب العداله والتنميه على نصر ما يعوض فشل الانتخابات التي سبقها حملة اعلامية كبيره وبنى اردوغان عليها كل احلامه لتصبح في لحظة احلام ضائعه لا جدوى من ذكرها وتذكرها . ولأن العلاقات التركية الاسرائيلية اصبحت في افضل احوالها في عهد اردوغان والفضائح التي طالت تلك العلاقة التي طالما حاول اردوغان ان يخفيها او يتجاهلها في خطابه ، وطالما تباكى الرجل على القدس وفلسطين .. ولكن الواقع يثبت عمق العلاقة المادية التي يديرها ابنه .. والتعاون الامني والعسكري الذي لم يكن بهذا العمق قبل وصول العداله والتمية للحكم . وبالرغم من الدعم الاسرائيلي لجزء كبير من اكراد العراق وهذا ما يزعج تركيا الا ان الواضح ان اسرائيل لها اليد العليا في هذه العلاقة التي لم يستطع اردوغان ان يغير من واقعها واصبحت حكومه كوردستان العراق واقع فرض نفسه على تركيا لا تستطيع ان تفعل شيء امامه . فالواضح ان تحالف العدوان على سورية تقوده اسرائيل من خلال تواجدها في الاردن وعلى حدود الجولان ومن خلال تركيا في الشمال وبالتنسيق مع قطر والسعوديه اللتان تتحملان التمويل لهذه الحرب ، فاليد الاسرائيلية في تركيا اليوم تتحكم بكل القرارات ودليل هذا ان اردوغان يريد اليوم توريط حوالي عشرين الف عسكري تركي في مغامرة بالشمال السوري لا يعلم احد نتائجها وهذه الرغبة المعنونه بحماية الحدود التركيا التي استباحها الارهاب الناتج بالاصل عن تسهيلات قدمتها تركيا منذ لحظة بدأ الحرب على سورية . وهذا الاعلان التركي ليس نتيجة رغبة وطنية لدى اردوغان بحماية حدود هو السبب في تفكيكها ولا لرغبة السلطان في توسيع اراضية انما اتت في وقت فشلت فيه اسرائيل في اشعال الجنوب السوري كما فشلت في منع الولايات المتحده من السير في اتفاق فينا مع ايران .. هذا الاتفاق الذي تكتب عنه الصحف الاسرائيلية ليل نهار ، ويحاول نتنياهو كسب وابتزاز اميركا واوربا للتعويض على اسرائيل كما صرح وزير اسرائيلي لتبقى يد اسرائيل هي العليا في المنطقة . فالخسائر على ارض الميدان السوري وتغير جغرافية القلمون لصالح المقاومة والجيش السوري وانحسار قوة داعش في مناطق سورية وعراقية والاتهامات المتبادله اليوم بين ما يسمى قادة فصائل يزيد عددها عن خمسون فصيل ، جعل المخططين لهذه الحرب يسعون لتوسيع جبهة الحرب ومحاولة لتحويل الجيش السوري من حالة الهجوم الى الدفاع والضغط من خلاله على الحلفليفين الروسي والايراني حيث كانت التصريحات التركية عنوان عريض لدى الايرانيين بالرد فتركيا بهذه التصريحات تجاوزت الخطوط الحمراء .. ليس دوليا فقط بل داخليا حيث وجد اردوغان نفسه اليوم مجبر مره اخرى على مواجهة الخصوم ارضاء لاسرائيل التي لا تتوقف ولن تتوقف عن العبث بأمن المنطقة وما العمليات الارهابية الاخيره في سيناء المصريه الا واحده من اعمالها .. فالصهيونية لا يمكن ان تعيش بحالة السلام .. وهذا من ضمن ادبياتها وفكرها فالسلام والاستقرار يذيبان هذا الكيان . وامام هذه التحديات الكبيره التي وضعت امام حلف المقاومة وغرق المشغلين والمنفذين في التخطيط ودفع الاموال نجد ان النتائج على الأرض ليست في صالحهم لا ميدانيا ولا سياسيا ، حيث خرست كل اقلام وبيانات ما يسمى ائتلاف الدوحه امام تصريحات اردوغان وجاء بيان موسكو في توسيع تمثيل المعارضة ضربة اخرى لسحب البساط من تحت اقدام من صنعهم المال العربي الفاسد . فالتهديد التركي اليوم ليس اكثرمن قنبلة صوتية ولكن من الحجم الكبير يحاول تحالف العدوان على سورية استغلالها لابعد مدى وهذه ليست المره الاولى التي يستعرض فيها اردوغان قوته العسكرية على الحدود السورية وكرة النار التي اشعلوها في سورية لن تمر دون تحرق هذا المحيط الذي مازال يخدم الصهيونية.