إسرائيل لن يهدأ لها بال قبل...!

إسرائيل لن يهدأ لها بال قبل...!

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٣ يوليو ٢٠١٥

منذ اعلان دولة اسرائيل في الرابع عشر من ايار عام 1948 والصهيونية العالمية لا يهدأ لها بال، ولا يبدو انه سيهدأ في المدى المنظور، قبل أن ترى هيكل سليمان وقد أُعيد بناؤه في مدينة القدس على انقاض المسجد الاقصى احد اهم المقدسات الاسلامية بعد الاماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة. ولذلك قد لا يخلو يوم من محاولات يقوم بها نظام الحكم في تل ابيب عبر الاجراءات العسكرية المباشرة او عبر الجماعات اليهودية المتطرفة من استفزاز المسلمين في المسجد الاقصى وباحاته من اجل تنفيذ مآربهم الدفينة، في حين ان المسلمين في الدول المجاورة يبتدعون الطرق والاساليب في تدمير الانسان والحضارات بعدما امضت الانظمة العربية العقود الستة الماضية وهي تتناحر على كل شيء باستثناء حماية ما كان يُعتبر اولى القبلتين وثالث الحرمين!


وآخر مبتكرات الالاعيب الصهيونية هو صياغة اتفاق مع المملكة الاردنية الهاشمية للسماح لغير المسلمين _ والمقصود هنا بشكل محوري اليهود - من الدخول الى كافة ارجاء المسجد الاقصى وما يتبع له، وهو الامر الذي تم ايقافه منذ اكثر من عشر سنوات، حين قام رئيس الوزراء السابق آرييل شارون بمحاولة تدنيس المسجد مع يهود متطرفين، وما تبع ذلك من انتفاضات للفلسطنيين بوجه قوات الاحتلال.
على خط موازٍ يتابع العالم دون ان يحرك ساكناً ما يجري من تدمير شبه ممنهج للاماكن والمعالم الدينية في الاراضي المحتلة، تارة على يد يهود متزمتين كما حصل عند احراق كنيسة "الطابغة" على بحيرة طبريا وهي التي تمثل تراثاً بالغ القداسة لدى المسيحيين لانه عندها تمت معجزة الخبز والسمك، وما سبقها من انتهاكات واعتداءات شبه يومية للاماكن الدينية المسيحية من مقابر واماكن عبادة بهدف تقليص عدد المسيحيين في تلك الارض المقدسة والذين تتحدث آخر الاحصاءات عن ان اعدادهم لم تعد تتعدى الاثنين بالمئة عما كانوا سابقاً.
وفيما الامور بهذه المأساوية بالنسبة للمسيحيين المقدسيين الذين تلقوا تهديدات بالامس القريب بذبحهم تحت نظر وسمع الدولة اليهودية، لا حاجة للتذكير بما يقوم به "داعش" واخواته الارهابيين من مجازر بحق جميع الطوائف والمذاهب وبتهديم المساجد والكنائس والمقامات والمواقع الدينية على ارض الشرق الاوسط، والتي لا يبدو انها تخدم اكثر من الاستراتيجيات اليهودية والتي _ اي تلك الاعمال الاجرامية _ ما هي الاّ مقدمة لما تنوي اسرائيل القيام به من دون ان يحرّك اي من المسلمين او المسيحيين ساكناً. ولعل اكبر مثال على ذلك هو ان وريث العرش البريطاني الامير تشارلز قد اعرب منذ فترة وجيزة عن قلقه ازاء التهديدات ضد المسيحيين في الشرق واصفاً وضعهم بالمأساوي، فكيف بالحري الانظمة والشعوب العربية التي تدمر بعضها ونفسها بطريقة ممنهجة ومدروسة منذ خمس سنوات؟.