" معجزة " بوتين الشرق أوسطية

" معجزة " بوتين الشرق أوسطية

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١ يوليو ٢٠١٥

عشية زيارة وليد المعلم وزير الخارجية السورية الى موسكو لم يستبعد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف ان تجري دمشق اتصالات مع الدول المعنية بالصراع .

عشية زيارة وليد المعلم وزير الخارجية السورية الى موسكو لم يستبعد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف ان تجري دمشق اتصالات مع الدول المعنية بالصراع في بلد دخلت الحرب المستعرة فيه عامها الخامس دون ان يلوح أفق واقعي للحل .

ومع ان تصريحات مستشار بوتين للشؤون الدولية، اتسمت بالتمني؛ إلا انها انعسكت في اللقاء بين المعلم والرئيس الروسي الذي نوه بوضوح بان موسكو تعول على ان تفتح دمشق قنوات للحوار مع دول الجوار في إطار تنسيق الجهود للوقوف بوجه تفشي الارهاب في المنطقة .

ولم يلبث الوزير المعلم ان رد بطريقته الخاصة على الدعوة الروسية قائلا انه يدرك قدرة الرئيس بوتين على اجتراح معجزة في روسيا، لكن هل يمكن تحقيق معجزة التحالف بين سوريا ومع من صدر لها الارهابيين . وطلب المعلم من لافروف بان يسأل نظيره الامريكي جون كيري الذي سيلتقيه في فيينا؛ هل استوعب من يراد لدمشق التحالف معهم الدرس بعد ان لذعتهم نيران الارهاب .

ومع انه لم يسبق للوزير المعلم الدخول في مناظرة مع رأس الدبلوماسية الروسية؛ إلا ان الانطباع الذي يخرج به المراقب من تصريحات الجانبين الروسي والسوري تشي بان دعوة موسكو الى تطبيق سياسة " عفا الله عما سلف " تحت شعار الوحدة بوجه الارهاب قد تحتاج الى تنشيط الدورة الدموية في الجسم الدبلوماسي السوري الذي تآلف مع مواقف نمطية من الحليف الروسي .

وعشية الزيارة أيضا، ألمح مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف الى ان " روسيا وغيرها من الأطراف المعنية قد تساعد في إجراء انتخابات برلمانية حرة في سوريا وتشكيل حكومة ثقة وطنية تحت إشراف مراقبين دوليين" . اشارة يفهم منها ان موسكو تدعو الى قيام حكومة سورية تحظى بثقة شعبية واسعة .

فالمعروف ان غالبية فصائل المعارضة حتى في الداخل، قاطعت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فيما صدرت حينها إشارات من مسؤولين روس تلمح بأن ترشح الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة، قد يعرقل التسوية السياسية في البلاد.

ومهما كان التباين في موقف موسكو ودمشق من " الحلف ليس بالمعني الكلاسيكي " كما أوضح لافروف، لمواجهة الارهاب؛ فان جهود الرئيس بوتين كما يبدو لن تتوقف لخلق جبهة إقليمية عريضة في الشرق الاوسط لمكافحة الارهاب، وصولا الى اجتراح "معجزة" جمع الاضداد واستنادا الى حتميات موضوعية ؛؛

في مقدمتها، التفاهم الروسي الامريكي ان لا بديل عن التسوية السلمية في بلاد الشام، وقطع الطريق على تمدد التنظيمات الارهابية التي وصل شرها الى القوقاز الروسي وتهدد العالم بأسره .

الأمر الآخر ان المصالح الروسية في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن ان تنحصر مع طرف واحد دون الاخذ بالاعتبار مواقف الأطراف الأخرى التي تجد في موسكو حليفا تثق به أكثر من الحليف الامريكي الذي قد يقلب لها ظهر المجن عندما تقتضي مصالحه الضيقة .

وايضا فان الدعوة الى فتح قنوات اتصال مع البلدان المتورطة في الصراع السوري، ليس بدعة روسية، اذ سبق للقيادة السورية المعروف عنها سياسة " شعرة معاوية " انها اجرت اتصالات، لا شك ان الجانب الروسي على اطلاع بها، مع دول في المنطقة ومع بلدان اوروبية معادية للنظام في دمشق.ومع ان تلك الاتصالات غير المعلنة لم تحقق تقدما، الا انها في كل الاحوال تنم عن مرونة سورية،تنطلق من الحرص على المصلحة الوطنية التي اكد الرئيس بوتين ووزير خارجيتة لافروف للمعلم ان الكرملين حريص على حمايتها، وان على الشريك السوري التعامل بأريحية مع العرض الروسي غير الملزم لكنه حيوي وهام .

تصادفت مباحثات الوزير المعلم في العاصمة الروسية مع مراسم دفن رئيس الوزراء ووزير الخارجية الروسي الأسبق يفغيني بريماكوف الذي يوصف بانه كان احد أبرز مهندسي العلاقات بين موسكو والعرب. وقد مرت مياه كثيرة في نهر العلاقات، ودخلت الدبلوماسية الروسية محطات لم تتوقف عند مدرسة المرحوم بريماكوف فقط . فالثابت المتغير سمة الحياة السياسية.
الديار