من ميسلون إلى معركة البرلمان.. تضحيات وبطولات رسمت استقلال سورية

من ميسلون إلى معركة البرلمان.. تضحيات وبطولات رسمت استقلال سورية

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٩ مايو ٢٠١٥

في التاسع والعشرين من أيار عام 1945 رفضت حامية البرلمان من قوى الأمن الداخلي تحية العلم الفرنسي، فصب الجنرال أوليغا روجيه جام غضبه على البشر والحجر، ودكت المدافع والدبابات الفرنسية مبنى البرلمان، وقطعت سواطير وسكاكين جنوده والمرتزقة السنغال أجساد 28 من المدافعين عن البرلمان، لتكون دماؤهم الشرارة التي أنتجت الاستقلال، وجلاء المستعمر الفرنسي عن تراب سورية، بعد أكثر من ربع قرن دفع خلالها السوريون الآلاف من أبنائهم ثمناً للحرية والكرامة والاستقلال.
من معركة ميسلون 1920 إلى معركة البرلمان 1945 سطر الشعب السوري ملاحم بطولية وأنموذجاً يُحتذى في الاستبسال وبذل الأرواح رخيصة في سبيل وحدة الوطن واستقلاله، ولعل بيت الشعر، الذي خاطب به يوسف العظمة الملك فيصل يوم إنذار غورو، “لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم”، لهو خير تعبير عن المعدن الأصيل لهذا الشعب الذي يأبى الضيم مهما كانت التضحيات.
واليوم ونحن نحيي ذكرى مضيئة من تاريخ شعبنا، يواصل بواسل جيشنا وقوى الأمن الداخلي والدفاع الشعبي التصدي لأشرس حرب عرفتها البشرية في تاريخها، عبر أدوات الاستعمار القديم الجديد والرجعية العربية، الذين استخدموا القتلة وشذاذ الآفاق لإخضاع بلد، ضحى بالآلاف من أبنائه في سبيل الحفاظ على الهوية واستعادة الحقوق السليبة في لبنان وفلسطين، خدمة لأجندات أمريكا والكيان الصهيوني.
وبالتالي فإن الاستعمار القديم المباشر، المتمثل بغورو وروجيه، لا يختلف عن محاولة الاستعمار الجديد، المتمثل بهولاند وفابيوس، إلّا بالشكل والأدوات، أما الهدف فهو واحد: إسقاط سورية وإلحاقها بمعسكر الانبطاح العربي المنصاع لرغبات الغرب.
سورية كانت دائماً محط أنظار الغرب الاستعماري، لكن شعبنا استطاع بكل شرائحه وانتماءاته أن يلحق الهزيمة بكل من وطأت قدمه أرض الوطن، وكما هزم أبطال الثورة السورية الكبرى: سلطان باشا الأطرش والشيخ صالح العلي وإبراهيم هنانو وفوزي القاوقجي وإبراهيم مريود وغيرهم، ممن نذروا أنفسهم في سبيل وحدة واستقلال سورية، الاستعمار الفرنسي، فإن سورية، شعباً صامداً وجيشاً باسلاً، قادرة في هذه المرحلة، بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، على إفشال المخطط الاستعماري الجديد، وتطهير أرضها من رجس الإرهاب والتكفيريين.. فشعب يدافع عن قضية محقة حتماً هو منتصر، والتاريخ خير دليل على ذلك.